في عدد إبريل - 1981م من مجلة «الحكمة» الناطقة بلسان اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين الموحد والصادرة في عدن دشن الاستاذ عمر الجاوي نقاشاً مدوياً بافتتاحية المجلة، التي يرأس تحريرها إلى جانب كونه أميناً عاماً لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، حول قضية الوحدة اليمنية. وفي الافتتاحية المذكورة وصف الجاوي عقد السبعينيات بأنه «عقد تخدير الشعب اليمني وإلهائه عن قضيته المركزية قضية الوحدة» محملاً النظامين مسئولية ذلك، على خلفية الغموض والتعتيم الذي رافق عمل «لجان الوحدة» المنبثقة عن اتفاقية القاهرة - أو اتفاقية الوحدة بالقاهرة والموقعة في 28 اكتوبر 1972م، والخلافات المؤسفة التي حدثت بعدها، ولم يرشح عن عمل اللجان ما يدعو للتفاؤل أو الثقة. وصف الجاوي تلك اللجان بأنها «ملهاة».. ولكنه أيضاًَ شن هجوماً شديداً ضد «الانفصاليين والتقدميين المزيفين» في الشمال والجنوب والذين «يدعون إلى تكريس التجزئة بين الشطرين باسم المحافظة على نمط النظام القائم هنا وهناك». الشاهد في هذا ان الاستاذ عمر الجاوي - رحمه الله - لم يهادن في الوحدة أبداً، ولم يتردد في دحض حجج الصف «الرسمي» من المثقفين والأدباء والكتاب - فضلاً عن السياسيين - الذين وصفهم صراحة وفي أكثر من موضع ومناسبة ب«الإنفصاليين» و«التقدميين المزيفين». وأثار عليه بذلك نقمة هؤلاء واستعدى ضده أعداداً من المحظيين بتقريب السلطات الحكومية فتوالت الكتابات الناقدة والناقمة على الجاوي، ولأنه عمر الجاوي فقد فتح لها صفحات «الحكمة» ولم يغلق المجلة أمام مخالفيه والناقمين عليه. واليوم.. بعد ما يقارب ثلاثة عقود من تلك الحادثة والمناسبة، يطل علينا مشهد مشابه من حيث المضمون الجوهري على الأقل، للدعوات والشعارات التي يستعيدها «الانفصاليون والتقدميون المزيفون» وان اختلفت الاسماء والوجوه. فكم نحن محتاجون لعمر الجاوي ؟!.