اما من قطر عربي صغيراً كان أو كبيراً إلاًَّ ويعاني من أزمة ما سواء اعترف بوجودها أو حاول إخفاءها . وربما كانت الأقطار العربية التي أعلنت فيها الأزمات عن نفسها ستكون أحسن حظاً من تلك التي تخفي أزماتها تحت الرماد، ثم لا تلبث أن تشتعل وتأخذ مكانها الأوسع في صدارة الأزمات الراهنة والحاضرة في الإعلام العربي والعالمي . وما يؤلم ويجرح أن هناك بين الأشقاء العرب من يساعد على صب الزيت في نار الأزمات المشتعلة؛ اعتقاداً منه أن النار لن تصل إلى داره ، وإذا ما وصلت فسيكون في إمكانه إطفاؤها بسهولة لما يمتلكه من إمكانات . وكثيراً ما قاد ذلك الوهم أصحابه إلى ما يتنافى تماماً مع حساباتهم الخاطئة . والأمثلة على ذلك كثيرة ليس في التاريخ القديم وحده، بل في التاريخ المعاصر والقريب جداً . ومن هنا، فإن على كل قطر عربي مسئولية وطنية وقومية ودينية تدعوه إلى المسارعة في إطفاء الحريق المشتعل في أي قطر عربي، سواء أكان الاشتعال كبيراً أو صغيراً داخلياً أو خارجياً، وعدم الوقوف موقف المتفرج، فالنار إذا ما اشتعلت في منزل جارك قريباً كان هذا الجار أو بعيداً سوف تحملها الرياح إليك، وإذا لم تصل إليك نارها فلا أقل من أن يصل دخانها ، والدخان في حد ذاته كاف ليمنع الرؤية الصحيحة والإدراك السليم . والملاحظ - على نطاق واسع - أن هناك عدداً من الأقطار العربية التي تعيش ظاهر الهدوء كثيراً ما تقف من الأزمات المشتعلة هنا وهناك موقف المتفرج، وأحياناً موقف المبتهج ، وذلك عكس ما يقتضيه الشعور القومي وتتطلبه المصلحة العربية، لا سيما وأن وراء كل أزمة من الأزمات المشتعلة داخل هذا القطر العربي أو ذاك أهدافاً خارجية تهدد الجميع . ويغدو من النافل والمكرر القول بأن الكيان الصهيوني، هو المستفيد الأكبر من كل ما تشهده أقطار الوطن العربي من فوضى وأزمات وصراعات، ومن ثم نبشها أو استيرادها لا فرق ، وكلما زاد انشغال هذه الأقطار بالثانويات وبالصراعات المرحلة من القرون السالفة زاد اطمئنان الكيان الصهيوني على وجوده المتناقض مع حقائق الواقع والتاريخ، وزاده شعوره هذا بأن أمة تتآكل من داخلها لن تجد الوقت والإمكانيات التي يمكنها من تصحيح هذا الخطأ التاريخي، الذي فرضته ظروف التمزق والاحتلال الأجنبي، وساعدت على استمراره الصرعات السياسية التي استحكمت في الواقع العربي ، ولم يكن في مقدور عقلاء الأمة ولا بعض قادتها المستنيرين أن يفعلوا شيئاً بالأمس، وهم اليوم يبدون أكثر حيرة ولا أقول يأساً . ولا بد أن كل عربي حريص على وحدة صف أبناء الأمة وعدم وقوع مزيد من الأقطار العربية في قبضة الفوضى والاقتتال المجاني ، لم يكن يتوقع أن تصل الاختلافات أو الخلافات داخل القطر العربي الواحد والمتجانس إلى درجة المساس بالوحدة الوطنية والاقتراب من محذور التعايش بين أبناء العقيدة الواحدة والأصول العربية الواحدة؛ خدمة للأهواء السياسية وانطلاقاً من مصالح ذاتية أو محاولة لاجترار وقائع حروب داحس والغبراء التي كانت تثار بين القبائل العربية قبل أن يوحدها الإسلام، وتقترب من ثقافة روحية إنسانية توحدت في إطارها اللغات والثقافات والأجناس . الأستاذ محمد عبدالرحمن الهاملي وكتاب (النضير في اللغة العربية): تشير سطور التعريف بالكتاب إلى أنه (يهدف إلى تقديم مادة علمية عميقة بأسلوب مبسط لموضوعات النحو وقواعد الكتابة الإملائية) وذلك ما يحتاج إليه طلابنا في المدارس الثانوية والجامعات، وما يحتاج إليه المشتغلون بالكتابة من مبدعين وصحفيين . وقد أفاد الأستاذ الهاملي في إعداد كتابه من دراسته للغة العربية في كلية الآداب بجامعة قطر ومن قراءاته العديدة في هذا المجال، كما أفاد أكثر من خبرته العملية مصححاً لغوياً على مدى ثلاثين عاماً في أهم المطبوعات المحلية كصحيفتي 26 سبتمبر والثورة. يقع الكتاب في 383 صفحة من القطع الكبير. تأملات شعرية: صاحبي: إن بي ظمأً لا نهائيَ ليس لمعرفةِ الغيب -حاشا- ولكن لأعرفَ آخر ما خبأته الفصولْ. ليت لي أن أرى من مكاني على ظهر هذي الحياة بلادي وقد خَرَجَتْ من زمان الأفولْ.