الانتصارات المتلاحقة لأبطال القوات المسلحة والأمن في المواجهة مع عصابة التمرد والتخريب والإرهاب في محافظة صعدة باتت جلية وواضحة والمتمثلة في الانهيارات المتتالية للعناصر الإجرامية التي عاثت في الارض فساداً لما تقترفه من سفك للدماء وازهاق للارواح البريئة للأطفال والنساء والشيوخ، وما تقوم به من اختطافات وقطع للطرقات ونهب وسلب وتدمير للمتلكات العامة والخاصة وبوحشية وصف اهوالها من اجبرتهم هذه العصابة الاجرامية النزوح من منازلهم ومزارعهم وقراهم بممارسة شتى اعمال الارهاب عليهم.. وازاء كل هذا كان لزاماً على شعبنا وقواته المسلحة والأمن منازلة تلك الفئة الضالة حتى النهاية التي أضحت قريبة بإذن الله.. فبشائر النصر المؤزر على هذه الشرذمة المارقة لم تعد بارقة أمل تلوح في الافق، وإنما حقيقة مجسدة في واقع المواجهة الحاسمة بين الحق والباطل.. بين الخير والشر، فلم يعد أمام هذه العصابة الشيطانية إلا الاستسلام التام أو الموت الزوام، فهي من أغلقت كل مساعي حقن الدماء وإعادة السلام والأمان والاستقرار لهذه المحافظة، ضاربة عرض الحائط بكل الاتفاقيات حانثة بكل العهود والمواثيق.. معتقدةً أن بإمكانها ومن يتمترس خلفها العودة بشعبنا الى عهود التخلف الكهنوتي الإمامي البغيض، والى أزمنة الفرقة والتمزق والتجزئة بين أبناء الوطن الواحد.. غير مستوعبةً دروس التاريخ النضالي لشعبنا اليمني العظيم الذي قدم على دروب الخلاص والحرية تضحيات جسيمة وأنهاراً من الدماء الزكية الطاهرة، انتصاراً لثورته ونظامه الجمهوري ووحدته المباركة، ولم تعي أن العودة الى ذلك الماضي الكئيب من سابع المستحيلات، لأن الشعب الذي انتصرت أرادته على قوى الظلم والظلام والاستعمار والتشطير لن تنتصر عليه شرذمة من الآفاقين القتلة قطاع الطرق الخارجين عن الدستور والقانون. وكان عليهم أن يدركوا أن شعبنا وقواته المسلحة والأمن الذي انتصر على من هو أشد قوة وبأساً بأقل الإمكانات منزلاً بهم اقصى الهزائم، هو اليوم قادر أكثر من أي وقت مضى على سحق هذا التمرد الأجرامي العنصري حتى لا تعود نبتته الشريرة تدمي جسد الوطن مرة آخرى. هذا هو شعبنا اليمني الحضاري العريق الذي يتجلى معدنه الاصيل وقت الشدائد والمحن، مثبتاً لوحدته الوطنية وتلاحمه جوهره النفيس المجسد في وقوفه صفاً واحداً مع أبنائه أبطال القوات المسلحة والأمن في خندق واحد للقضاء على هذه الفتنة وتطهير محافظة صعدة والوطن من رجسها.. إن هذا الاصطفاف الوطني الشعبي المتلاحم وبكل تأكيد كفيل ليس فقط بتحقيق النصر ضد هذه الشرذمة فحسب، بل وانزال الهزيمة بأية قوى مهما بلغ حجمها تحاول النيل من اليمن ونظامه الجمهوري ومكاسب وانجازات ثورته ووحدته، وعلى كل من يراهن على عصابة الفتنة المذهبية العنصرية أن يعيد حساباته ليعي ان رهانه خاسر، ولن يسمح بعد اليوم ان تكون أرضه مسرحاً لتصفية حساباته، وعلى الذين يتوهمون أن مشاريع مصالحهم الشخصية والحزبية الضيقة يحققها اشعال الفتن وتأجيج نيرانها عليهم أن يفهموا أنهم اول من سيحترق بلهيبها، وخيراً لهم أن يكونوا مع شعبهم ووطنهم، وأن يقرأوا جيداً دلالات ومعاني الوحدة الوطنية في مواجهة هذه الفتنة التي النصر عليها حتمي وبشائره تؤكد بشكل قاطع أنه بات قريباً لا محالة!