لا تستطيع إيران إخفاء تورطها في حروب صعدة الست، وما يضمره النظام السياسي الرسمي يعلنه الملالي صراحة، فضلا عن أن تورط إيران المستمر في العراق ولبنان ودول الخليج شديد الشبه بامرأة حبلى تركب فوق سنام جمل (العبارة من مثل إيراني). • مشكلة إيران أنها تريد إدارة حروبها مع أميركا في البلاد العربية، مع أن تل أبيب مكان معروف، وكذلك الولايات الأميركية. ولقد استمرأت إيران اللعبة، فصارت تضغط وتهدد البلد العربي بإثارة الفتن في بلد عربي آخر... وهكذا. • تجيد إيران إيذاء الأصابع، كما هو حال احتلال الجزر الإماراتية، وكما هو في النفخ في مناطق خليجية لمجرد أن فيها حضورا شيعيا. وفيما يتجسد دعمها لحزب الله بما يعرف بكلمة الحق التي يراد بها باطل في لبنان، فإنها تعبث في العراق بشكل يسهم في سلسلة مذابح يهتز لها عرش الرحمن. • تنتقم من الشعب العراقي وزعيمه الراحل صدام حسين حتى بعد ذبحه في ذات أضحى لجماعة مقتدى الصدر. وفي نفس الوقت تبحث عن استثمار الهزيمة الأميركية في العراق لترتيب أوضاعها مع الغرب بفواتير عربية ودماء عربية وجروح عربية...! • ولقد فشل الملالي في تثوير المناطق الشرقية للسعودية، فجربوا أكثر من مرة إفساد الحج نفسه بتحويل المناسك عن مسارها، فاختاروا صعدة اليمنية منطلقا لإثارة فتنة يريدون بها ضرب اليمن والسعودية على حدٍّ سواء. • ومن يتابع تصريحات الملالي ومظاهرات أتباعهم وتشنجات وهلوسات قناة "العالم" وما تم ضبطه من أشكال التدخل المباشر في شؤون اليمن سيقف على حقيقة أن النظام الإيراني ليس بمعزل عن أصابع اللوم حيث الحرس الثوري لا يفرق كثيرا بين ولاية العمامة وولاية الشعر المكشوف. • ورغم كل ما حدث ويحدث فإن العرب ما يزالون يأملون أن تتخلص إيران من هذه الأفكار، وأن تستوعب دروس التاريخ التي تحرص على أهمية الالتزام بالروح الواقعية دونما تورط في أحلام اليقظة على حساب أمة تنتظر التخلص من الهوان بتعاون كل المسلمين بدون استثناء وليس بصناعة الفتن وتصدير الثورة. • إن من حق إيران أن تمتلك الطاقة النووية وتتخذ مواقف من أعدائها، لكن ليس من لوازم الحكمة أن يرتبط اسمها بفتن في عدد من الدول العربية، ويمكن تدارك الأمر بعد أن انكشف حال السؤال الاستنكاري: ماذا تريد إيران؟