نعتز أيما اعتزاز بالعلاقات الأخوية الحميمة القائمة بين الشعبين الشقيقين في الجمهورية اليمنية ودولة الإمارات العربية المتحدة، لإيماننا بأن هذه العلاقات تستند إلى رصيد تاريخي ضارب في القدم بحكم وشائج القربى والأواصر الوثيقة التي تربط بين أبناء الشعبين الشقيقين، والتي تزداد رسوخاً وتنامياً وتطوراً يوماً بعد يوم، بفضل الحيوية التي تميزت بها هذه العلاقات الأزلية والمتينة. وستبقى اليمن تحمل لأشقائها في دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وحكومة وشعباً كل معاني التقدير والامتنان على مواقفها الأخوية الصادقة في كل المحطات والمنعطفات حيث ظل هذا الشعب الأصيل وقيادته الحكيمة ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وسمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئىس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وكل أصحاب السمو عوناً لأشقائهم في اليمن، في كل الظروف والأحوال، أكان ذلك من خلال دعمهم لتطلعات أبنائه في التقدم والنهوض التنموي أو عبر ذلك الموقف المشرّف الذي وقفته الإمارات إلى جانب وحدة اليمن وأمنه واستقراره. ولن ينسى أبناء الشعب اليمني أبداً الإسهام الأخوي لدولة الإمارات العربية المتحدة ومبادرتها لإعادة بناء سد مارب التاريخي، الذي سيظل شاهداً حياً على عمق الأواصر التي تربط بين الشعبين الشقيقين وكذا العطاء السخي الذي يتدفق اليوم من خلال الجسر الجوي الذي يحمل عون الأشقاء من المواد الإغاثية لإخوانهم النازحين والمتأثرين من أحداث التمرد والإرهاب في محافظة صعدة ومديرية حرف سفيان. وهذا الموقف الإماراتي النبيل لاشك وأنه سيظل مرسوماً وحاضراً في وجدان كل اليمنيين وذاكرة الأجيال القادمة التي ستظل تحتفظ بالمزيد من العرفان والوفاء والامتنان لهذا الموقف الذي يدل على مكانة اليمن لدى أشقائها في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي أكدت كعهدها أننا في منطقة الجزيرة والخليج لا تجمعنا فقط وحدة الجغرافيا بل وحدة الدم والهدف والمصير والتراث والتاريخ الواحد، لتقدم الإمارات بهذا الأنموذج القدوة في معاني الإخاء وصدق الوفاء لما يفرضه الواجب على الشقيق نحو شقيقه في السراء والضراء، مستلهمة من ذلك الدلالة المعبرة على أننا كأبناء أمة واحدة قدرنا أن نكون معاً متشابكي الأيدي وموحدي الصفوف، يؤازر كل منا أخاه، في مواجهة التحديات والتغلب عليها. ومن هذا المنطلق نؤكد على أن هذا الموقف النبيل للأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة سيبقى مبعثاً للاعتزاز وموضع تقدير من قبل كل أبناء اليمن الذين لاشك وأنهم يبادلون أشقاءهم ذات المشاعر والود والوفاء. فتحية خالصة للإمارات وقيادتها الحكيمة التي لم تتوان لحظة في تلبية نداء الواجب الأخوي تجاه اليمن، ولم تبخل في عطائها ومساندتها ومواقفها المشرّفة المعبرة عن أصالة هذا الشعب وما يكتنزه من المعاني والصفات العظيمة والقيمية الموصولة بذات الإرث الحضاري لتاريخه التليد والمجيد.