تكتسب الاتصالات والمشاورات المستمرة والمتواصلة بين فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وبين عدد من إخوانه القادة العرب أهمية بالغة نظراً لطبيعة المرحلة التاريخية الصعبة، التي تمر بها الأمة وما تواجهه شعوبها ومجتمعاتها من تحديات على كافة الأصعدة. حيث أثبتت كل المعطيات والمؤشرات والتطورات التي تتتابع في أكثر من ساحة أن الوطن العربي هو موضع استهداف وأن هناك من يسعى إلى تحويل الأقطار العربية إلى بؤر مضطربة تتجاذبها التوترات والفوضى وأعمال العنف والإرهاب والفتن والأزمات التي تنال من أمنها واستقرارها ومسيرة البناء فيها، وإشغالها في مواجهة التداعيات الناجمة عن النتوءات التي تجد من يغذيها من الخارج، لأهداف وغايات لم تعد تخفى على أحد. ومن هذا المنطلق تبرز حيوية التواصل والتشاور الدائم بين القيادات العربية، لما من شأنه بلورة رؤية جادة تأخذ بعين الاعتبار التحديات الراهنة التي تموج بها المنطقة العربية والتي كان من نتائجها ما نراه جميعاً ونشعر بوطأته جراء العديد من الأزمات والفتن التي داهمت منطقتنا، مدفوعة من خارجها كما هو شأن الفتنة التي أشعلتها عناصر التمرد والتخريب والإرهاب الحوثية في بعض مديريات محافظة صعدة وحرف سفيان خدمة لأجندة خارجية لا تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار اليمن فحسب بل أمن واستقرار المنطقة بصفة عامة، وقد بدا ذلك جلياً من خلال إقدام عناصر التخريب والإرهاب الحوثية على مغامرتها الطائشة بالتسلل إلى داخل الأراضي السعودية والاعتداء على بعض القرى المحاذية للحدود بين البلدين ومواصلة استفزازاتها العدوانية، وهو الأمر الذي يكشف تماماً أن تلك العناصر الإجرامية ليست سوى أداة بيد غيرها، وأنها تتحرك بالريموت كنترول من قبل من يمولها بالمال والسلاح للإضرار ببلادها ومجتمعها ومحاولة زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة. ونحسب أننا لا نبتعد عن الحقيقة إذا ما قلنا أن ما يجري في صعدة من أحداث وكذا ما يعتمل في بعض مديريات المحافظات الجنوبية من أعمال شغب وتخريب ليس سوى حلقة من حلقات ذلك المخطط التآمري الذي تفاعلت ظواهره وتداخلت على نحو عزز لدى الجميع القناعة المؤكدة بأن المطلوب ليس فقط اليمن وإنما الأمن القومي العربي برمته، وهو المخطط الذي أفرغ جزءاً من حمولته في أكثر من ساحة عربية خلال الفترة الماضية لإيجاد حالة من الإرباك يظهر فيها الجميع مشغولاً بنصيبه من المشاكل والأزمات والفتن. وفي هذا السياق فإن الواجب أن يدرك جميع العرب الأبعاد الخفية لهذا المخطط وما يضمره أصحابه من نوايا خبيثة تجاه الدول العربية التي لا أحد مستثنى منها في هذا المخطط التآمري. نقول هذا واعتقادنا ثابت وراسخ بأن معركتنا مع الفتنة التي أشعلتها عناصر التخريب والإرهاب الحوثية المأجورة، ومهما اقتضت من التضحيات، فإن الشعب اليمني وحراسه الأمناء من أبطال القوات المسلحة والأمن، كفيل بحسمها والقضاء على الفتنة وإخمادها، وتلقين أولئك المرتزقة والبلاطجة والظلاميين والضالين الدرس الذي يستحقونه، جزاء ما اقترفوه من الجرائم والفظاعات البشعة بحق وطنهم وشعبهم الذي يقف اليوم صفاً واحداً في مواجهة تلك العصابة المارقة ودك أوكارها ومطاردة فلولها تمهيداً لتخليص الوطن من شرورها وأفعالها النكراء، وأن ما يهمنا هو التأكيد على أن الوطن العربي بشكل عام ومنطقة الجزيرة والخليج بموقعها الاستراتيجي ومواردها الغنية بشكل خاص كلها ليست بمنأى عن ذلك الاستهداف الخارجي وإن اختلفت وسائله فإن مراميه واحدة. وبالتالي فإن من مصلحة العرب أن يحسنوا سلامة التقديرات وحساب الاحتمالات، وأن يستفيدوا من الظاهر أمامهم ودروس ماضيهم وأن يعوا تماماً أن الخطر الذي قد يواجه أي قطر عربي سيمتد إليهم والأمثلة على ذلك كثيرة فها هو اليمن يدفع اليوم الثمن باهظاً جراء اختلال الأوضاع في الصومال والتي انعكست بتأثيراتها عليه من خلال موجات اللاجئين التي تتدفق على أراضيه وشواطئه يومياً بالمئات.. وليس من مصلحة أي من العرب - بعيداً أو قريباً - أن يقف اليوم متفرجاً أمام ما يحدث في اليمن أو أي قطر عربي آخر، فالكارثة إذا ما حلت فإنها ستحيق بالجميع.. والكل سيدفعون الثمن!!