اطلالة جديدة للحكمة، لتدلل على أنها يمانية.. وبأن التسامي على الاحقاد والرواسب الهدامة، والرغبة في الانتقام بسيف الدمار، ماتزال جواهر براقة في تاج وضعته على راس من سلمته رايتها ليحفظ لليمانيين مفاخر التحلي بالحكمة والايمان، والافئدة الألين والقلوب الأرق . إن التاج المرصَّع بالمكارم على رأس الحكماء والذي لا يراه الحمقى، والمتهورون، والمتطرفون واسرى شهوات المصالح، إن لم نقل عبدة أوثان المصالح الفردية، الباحثين عما يحصلون عليه من النعيق فوق الخرائب، والرقص على جثث القتلى . استجاب الحوثيون للنقاط الست التي وضعتها الدولة لاطفاء نيران الفتن والعنف والقتل والقتال والتمرد واقلاق السكينة.. فكان للحكمة مسعاها الحميد وفضيلة ايقاف حرب لعينة لا اخبث منها الا مراميها وكانت ستجر اليها البلاد والعباد . نعم، لا زالت الحكمة عاصمنا مما ابتلي به من غابت عنهم الحكمة، ووقعوا فرائس للاهواء والتهور والحماقات، فكانوا وقوداً لحرائق جعلت من امنهم خوفاً ومن عشبهم نجيعاً ومن ديارهم ركاما، ومن استقرارهم تشرداً وهياماً على الوجوه . انها الحكمة اليمانية المشهود لها والتي تقول لمن أولته زمامها ومنحته عقلها ولسانها بعد أن أوقف رحى الدمار بالحكمة: ألجمت افواه المدافع، فاكمل هذا المنجز باطفاء كل فتيل تفوح منه رائحة البارود . بالحكمة أوقفت رحى الدمار فحصن ذلك بتقليم المخالب المتعطشة للدماء في الحرب وفي السلم على حد سواء، وان تمكنت من اقتلاعها كان ذلك اجدى واولى . بالحكمة: اطلقت حمائم السلام والمحبة، فأمن سماءها من الجوارح والكواسر، وبنادق القدر، وشباك التحايل والخديعة . بالحكمة: زرعت الامن في القلوب وذهب الاطفال ليحيوا علم وطنهم الوحدوي في المدارس، وأمنت المرأة على الأب والأخ والأبن والزوج ومن تحتمي بظله فأكمل حسنات الامان الذي يسبق الايمان، بتصفيد شياطين الانس، وكل وسواس خناس . لا بأس، لا احباط ولا تشاؤم.. فمازالت الحكمة يمانية، ومازال اهل العزم على قدر العزائم، ويكفي من تسبب في الفتنة ومن أيقظها.. اللعنة المؤبده . إجابه : سألني.. عما اصاب اليمانيين في مهرجان الخليج الحادي عشر للاذاعة والتلفزيون، فقلت مرضُُ كنا نعتقد أنه قد اختفى كما افادت التقارير الصحية، فاتضح أنه كما قال الشاعر كامنة في الحشا كالنار بين الرماد