اهتمام فخامة الرئيس علي عبدالله صالح بمؤسسة الوطن الكبرى القوات المسلحة والأمن ورعايته لمنتسبيها الأبطال الميامين على ذلك النحو الذي يتجلى في حرصه على الالتقاء بهم وتلمس همومهم واحتياجاتهم بصورة عبرت عنها زيارته لمعسكر الأمن المركزي والحرس الجمهوري يوم أمس بمحافظة تعز. في سياق التأكيد على المكانة التي تحتلها في مسيرة شعبنا النضالية من اجل الانعتاق من ربق الحكم الإمامي الكهنوتي المستبد المتخلف ومن جبروت المستعمر الغاصب حتى تحقق النصر بنيل الاستقلال الناجز وترسيخ النظام الجمهوري. ولأن هذه المؤسسة قد جسدت منذ مراحلها الاولى الوحدة في صفوفها فقد حملت على عاتقها ليس فقط مهمة تفجير الثورة اليمنية «26سبتمبر و14اكتوبر» بل وتحقيق منجز الوحدة العظيم مقدمة أغلى التضحيات وقوافل الشهداء في مختلف المراحل والمنعطفات التاريخية التي مر بها الوطن للوصول الى يوم 22 مايو الأغر عام 1990م الذي بدأت معه مرحلة جديدة في التاريخ الوطني كانت القوات المسلحة في مستوى موجبات مهامها ومتطلباتها مواجهة الدسائس والمؤامرات التي تعرض لها الوطن ووحدته وبلغت ذروتها في اشعال قوى الردة والانفصال لحرب صيف 1994م التي تصدى لها ابطالها الشجعان وعلى صمودهم وتضحياتهم سقطت المؤامرة وانتصر الشعب لارادته وترسخت الوحدة ونهجها الديمقراطي وتحملت القوات المسلحة والأمن مسؤولية تأمين مسيرتها في مواجهة كل التحديات والأخطار التي حاولت وتحاول النيل منها واعاقة مسارات النهوض والبناء الشامل على طريق بناء اليمن الجديد. وهكذا نجد بأن قواتنا المسلحة والأمن ليست مجرد وحدات مسلحة اعتيادية كما هو الحال في الكثير من دول العالم وانما هي نابعة من الشعب وطليعته المجربة والواعية التي خلصت من براثن الإمامة والعهود المتخلفة من الاستعمار وذادت عن حياض أرضه ودافعت عن سيادته وصانت أمنه واستقراره وحمت انجازات ومكاسب ثورته ووحدته وهي صمام أمان حاضره ومستقبله.. ومثلما كانت ستبقى دوماً حصن الوطن المنيع والسياج القوي والذراع الفولاذي التي يضرب به كل من يحاول المساس بوحدة ابنائه الوطنية وسلمهم الاهلي ووئامهم الاجتماعي.