يوم الصحافة اليمنية ليس مجرد مناسبة يحتفل بها المشتغلون بمهنة المتاعب أو يُحتفى بهم، لكنه تأكيد للدور الوطني الذي قام ويقوم به صناع الحرف والكلمة الحرة الصادقة الشريفة المخلصة لشعبنا اليمني ووحدته ونهجه الديمقراطي التعددي النابعة من استيعاب واع وخلاق لواجباتهم ومهامهم التي من خلالها يسهمون في نهوض وبناء الوطن ونمائه ورقيه وازدهاره على قاعدة راسخة من الأمن والاستقرار، مستفيدين من اجواء ومناخات حرية الرأي والتعبير التي تعد الصحافة تجسيدها الحيّ في واقع يمن 22 مايو بماشهدته من تطور كمي وتحول نوعي تعبر عنه عدد الاصدارات الصحفية وتعبيرات اتجاهاتها على اختلاف مشاربها الفكرية واطيافها السياسية -سلطة ومعارضة، رسمية وحزبية وأهلية -تؤكد مدى مساحات الحريات الصحفية غير المسبوقة في المنطقة وعلى مستوى كل دول الديمقراطيات الناشئة، وهذا ماكان له ان يكون لولا منجز الوحدة العظيم المتلازم مع الديمقراطية. وفي هذا السياق يأتي الاحتفال بيوم الصحافة اليمنية يوم أمس متزامناً مع مباهج افراح شعبنا بعيده الوطني ال20 للجمهورية اليمنية ومرور 20 عاماً على انعقاد المؤتمر التوحيدي الأول لنقابة الصحفيين ليكسب هذه المناسبة معاني ومضامين ودلالات تجعله يوماً متميزاً في حياة الصحافة والصحفيين اليمنيين لاقترانه بميلاد كيانهم التوحيدي المتلازم قيامه مع إعادة تحقيق وحدة الوطن واعلان دولته المؤسسية الديمقراطية الحديثة يوم 22 مايو 1990م والذي باشراقته دخلت الصحافة الوطنية مرحلة جديدة من التطور والتحول الديمقراطي عنوانه التعددية السياسية والحزبية والحريات الصحفية. ان من الأهمية بمكان -ونحن نحتفي بيوم الصحافة اليمنية- الاشارة الى ان الديمقراطية لاتتحقق بصورتها الحقيقية الا بالالتزام بالدستور واحترام القانون والصحافة لاتمتلك قوة التأثير مالم ترتكز على قيم ومبادئ وطنية واخلاقية فيما تنشره وما يتحلى به القائمون عليها من روح مهنية مسؤولة تتجلى فيها وظيفتها التنويرية التوعوية المشكلة لتوجهات الرأي العام الايجابية وتطلعاته التغييرية الى الافضل. في هذا المنحى حسناً فعلت نقابة الصحفيين اليمنيين بإعلانها قائمة سوداء بالدخلاء والمتطفلين على هذه المهنة والمسيئين لها مظهرين ان الصحافة وكأنها مهنة ارتزاق وابتزاز أو انها مهنة من لامهنة له.. واعلان القائمة السوداء خطوة ايجابية ان تمت سوف يعلي من شأن الصحافة والصحفيين الحقيقيين عبر تصحيح تلك الصورة المغلوطة التي ظل -للأسف- يحملها عن هذه المهنة كما انها سوف تعزز من مكانة المنتسبين لمهنة الصحافة مادياً ومعنوياً عبر تحسين أوضاعهم الحياتية والمعيشية على ذلك النحو الذي بدأت بشائره في اعتماد بدل طبيعة عمل بدءاً من مطلع العام الجاري على طريق انجاز التوصيف للكادر الصحفي من قيادات اعلامية ومحررين وبمايؤدي الى الارتقاء بهذه المهنة الى مستويات المكانة التي يحتلونها في المجتمع وانطلاقاً من ذلك الدور الذي يقومون به في ترسيخ الوحدة الوطنية وتعزيز الاستقرار من خلال الاسهام والتسريع من وتائر حركة مسيرة التنمية المحققة لتطور وتقدم الوطن وتطلعات ابنائه. وهكذا يجب ان يكون يوم الصحافة مناسبة للاحتفاء بالنجاحات التي يحققها الصحفيون رجالاً ونساءً على الصعيد الوطني العام وعلى الصعيد المهني الخاص ولما يخدم الوطن ويخدم الصحافة ورسالتها النبيلة والتهنئة لكل الصحفيين والصحفيات اليمنيات في يوم عيدهم ومناسبة توحيدهم.