نحسب أن أول من يستحق الإشادة والمباركة على النجاح الكبير والمميز لخليجي 20 هو شعبنا العظيم ،الذي أضفى على هذه البطولة القا وجمالا وبهاء ، وذلك بتفاعله وحماسه الرائع مع فعاليات هذا الحدث الرياضي الهام . منذ افتتاحه يوم ال22 من نوفمبر المنصرم وحتى اختتامه يوم أمس ,حيث وأن حضوره الكثيف عبر تلك الحشود الجماهيرية التي غصت بها مدرجات ملعبي 22 مايو بعدن والوحدة بأبين قد جعل من هذا الحدث عرسا بهيجا ,أشاع السعادة الغامرة في قلوب جميع اليمنيين في الداخل والخارج , وكذا أشقائهم في دول مجلس التعاون الخليجي والعراق . ونحسب أيضا أن أول من يستحق أن نقول له مبارك هذا النجاح الفريد والمشرف هو قائدنا وزعيمنا فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية , الذي كان بحق صانع الانجاز من خلال توجيهاته ومتابعته الحثيثة وإشرافه المباشر على كل كبيرة وصغيرة ابتداء من خطوات الإعداد والتحضير والتجهيز للمشأت الرياضية والمرافق الإيوائية ومشاريع البنية التحتية ,والتي تم تشييدها في وقت قياسي والانتهاء بالإجراءات ذات الصلة بعملية الاعداد والتنظيم والاستقبال , وانسياب المنافسات الرياضية في أجواء أمنه ومستقرة ومناخات تسودها المظاهر الفرائحية المعبرة عن حميمية العلاقات الأخوية بين اليمنيين وأشقاءهم في الخليج والعراق . ولانبالغ في ذات الوقت إذا قلنا بأن الفائز الحقيقي من وراء ذلك النجاح الكبير هو اليمن الذي من حقه أن يعتز ويفتخر بتلك الملحمة الرائعة من التلاحم بين قيادته الحكيمة وأبنا شعبه والتي بفضلها توفرت كل سبل النجاح ,وكسبنا التحدي وأسقطنا كل الرهانات البائسة ,وأخرسنا السنة الزيف والتضليل ودعاوي الباطل والمكر السيئ ,وأكدنا أننا بالفعل جديرون بتلك الثقة التي وضعها فينا أشقاؤنا , وهم يوكلون إلينا مهمة تنظيم بطولة خليجي 20 , بل إننا زدنا على ذلك بالحرص على أن تشكل هذه الدورة محطة متميزة تنتقل ببطولات الخليج القادمة إلى نسق أكثر إشراقا . وهذه الصورة في تجليها ,عكست الإرادة القوية لهذا الوطن ,وجسدت حكمة وفلسفة قيادة هذا الوطن وهي حقيقة يصعب سبر أغوارها بالكلمات مهما كانت جزالتها ,ولكن من عايش مشاهدها ووقف عن قرب أمام تلك المشاهد , لاشك وأنه قد خرج بانطباع أن اليمن وهو يضع ذلك الفعل الجميل والعظيم بعيدا عن الصخب المفتعل إنما كان بذلك يقدم مثالا على السلوك الحضاري والفطري الذي يتصف به أبناء شعبه . وبالفعل فإن تلك هي الحقيقة التي لامسها أشقاؤنا هم ضيوف اليمن على أرض الواقع الذين أيقنوا أن ذلك النجاح لم يكن بمحض الصدفة وإنما هو انعكاس لحالة الترابط والتلاحم والتعاضد بين القيادة والشعب في هذا البلد الخصب بتاريخه وحضارته الضاربة في أعماق الزمن . وعليه فإذا كان من الواجب أن نحيي أحدا في هذا اليوم فإن من يستحق هذه التحية في المقام الأول هو شعبنا اليمني العظيم الذي أظهر بتفاعله وتماسكه وتلاحمه ووحدته الوطنية معدنه الأصيل والكريم وأنه من الاقتدار والشكيمة بما لا تفت عضده التحديات والمصاعب بل إنها تزيده إصرارا وعزيمة على تجاوز ما يعترض طريقه من المصاعب وتحويلها إلى إنجازات وعلامات فارقه تميزه عن آخرين يتقاسم معهم الحياة على كوكب الأرض . كما أن التقدير مستحق لهذا الشعب لكونه قام بكل ذلك الدور العظيم بكل رضا وقناعة صادقة وإيمان عميق بأن ما قدمه ويقدمه هو من أجل وطنه ورفعته وإعلاء شأنه بل إن ذلك هو من قبيل الواجب الذي يفرضه عليه الولاء والانتماء لهذا الوطن ولم ينتظر من وراء ذلك مكسبا أو مصلحة ذاتية باعتبار أن مصلحته هي في مصلحة وطنه . وفي هذا المقام أيضا فأن جميع الأشقاء الذين شاركوا في هذه البطولة يستحقون التهنئة بنجاح خليجي 20 بامتياز . ونقول لجميع من خاضوا غمار المنافسات الرياضية سواء من فاز بهذه البطولة أو من لم يحالفه الحظ إنهم في كلتا الحالتين فائزون جميعا فائزون بلقائهم وتعارفهم وفائزون بأجواء الإخاء التي عاشوها على أرض اليمن الطاهرة وفائزون باقترابهم من بعضهم البعض وفائزون بمعاني التواصل ومشاعر الود التي برزت سماتها داخل الملاعب وخارجها . ومبارك للأشقاء في الكويت قيادة وشعبا فوز منتخبهم بكاس البطولة ومبارك للأشقاء في السعودية حصول منتخبهم الشاب على الميدالية الفضية ومركز الوصيف ومبارك للأشقاء في الإمارات والعراق وقطر وعمان والبحرين ذلك المستوى الكروي الرفيع الذي ظهرت به منتخباتهم في هذه البطولة . والتحية موصولة أيضا لكل الأقلام الشريفة والنظيفة وكل الإعلاميين الأشقاء الذين نقلوا الصورة الحقيقية للواقع اليمني بكل صدق وأمانة وما عايشوه من أمن واستقرار وما رأوه من منجزات وما استشرفوه عن مجريات الحياة اليمنية ليردوا بذلك دون مجاملة وإنفاق على تلك الضجة المفتعلة والصخب الإعلامي والأراجيف والأكاذيب التي حاول البعض من خلالها إفشال هذه البطولة وحرمان اليمنيين من لقاء أشقائهم ليكشف هؤلاء الإعلاميون الشرفاء مدى بشاعة الحملة الظالمة التي تعرض لها اليمن وشعبه من بعض الحاقدين ومرضى النفوس والموتورين الذين يسوؤهم كل نجاح يحققه اليمن . وعلى هذا النجاح سنبني الكثير من خطوات المستقبل لنمضي من نجاح إلى نجاح فطالما توفرت الإرادة فإننا قادرون على إنجاز الكثير من التحولات وبنفس تلك الإرادة الحاضرة في خليجي 20 والتي صنعت ملحمة وطنية انصهر فيها اليمنيون قلبا وقالبا. *افتتاحية الثورة