أبى الإرعاب إلا ان يلحق آخر دقيقة من العام الذي لفظ أنفاسه الأخيرة «2010م» ليضع توقيعه وبصمة من وراءه تحت أبشع وأقذر جريمة في حق الله والانسانية والاديان. لقد اختار الارعاب البشع دماء إخوة لنا في مصر الحبيبة - مسيحيين ومسلمين - ليريقها على العام الراحل في مكان له حرمته هو «كنيسة القديسين» اللذان لم يبكيا وحدهما مع مريم العذراء بل بكينا معهما جميعاً .. على قيم واخلاق نبيلة تداس بأقدام الخيانة والتآمر ليس على مصر وحدها بل على العرب والمسلمين جميعاً .. اقول: إن ذلك التفجير الجبان البشع امام كنيسة القديسين في مدينة الاسكندرية المصرية لم تنحصر الغاية منه على استهداف من قال عنهم الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه «إن لم يكن اخاك في الدين هو توأمك في الانسانية » ولكن يستهدف مصر في إطار مخطط خسيس يستهدف العرب والمسلمين. ولمن يرى في ذلكم التفجير الغادر أنه استهداف للمسيحيين في مصر في اطار استهدافهم في العراق وبعض الدول العربية التي شهدت اعمال عنف وارعاب موجهة ضد المسيحية والمسيحيين، نقول : ما تلك الاعمال إلا جرائم في اطار مخطط كبير يهدف الى تمزيق العرب «مسلمين ومسيحيين» وكسر شوكة المسلمين .. إنه مخطط بقدر ما يستهدف بالموت والدمار والارعاب كنائس ومسيحيين بقدر ما يستهدف مساجد ودور عبادة ومسلمين في بلدان عربية وغير عربية كالهند وباكستان وايران، بهدف تحقيق مخطط صهيوني خطوته الأولى تتمثل في إيقاظ فتنة خبيثة فتنة تذري الريح شررها والسنتها بين العرب اولاً والمسلمين عموماً.. ثانياً: تمزقهم وتشتتهم الى سنة وشيعة وسلفية وأصولية وفرق وطوائف وليس الى مسلمين ومسيحيين فقط.. مخطط صهيوني استخباراتي خطير استغل الجهل بالدين فضِّخم المفاهيم الخاطئة والرواسب السيئة وزرع الحقد والتعصب والتطرف في المساحات الخالية من التسامح والاعتدال والتعايش الاخوي .. ثم جعل من التكفير والتكفيرية حروباً ومتفجرات وألغاماً .. تهدم وتدمر ما بنته الأديان السماوية وحافظ عليه واضاف اليه العظماء عبر القرون ليفسح المجال امام ما عجزت الصهيونية عن تمريره بالتآمر السياسي والاقتصادي او فرضه بالحروب والارهاب.. انه مخطط لا يستهدف مسيحياً ولا مسلماً بعينه وانما يستهدف العرب اولاً والمسلمين ثانياً بتمزيقهم وبث الكراهية المستبيحة لدم وعرض الآخر واشعال الصراع الذي لا تتردد بعض اطرافه من الاستعانة بمن وراء ذلكم المخطط في مواجهة الطرف الآخر. وأملي الا يفهم البعض ما حدث ويحدث على انها كراهية اسلامية مسيحية او كراهية اسلامية اسلامية مذهبية .. فما يحدث ما هو إلا منتج مخطط صهيوني لعل الايام كفيلة ب«ويكيليكس» جديد ليكشف أسراره وهذا ليس بمستبعد على جديد الاتصالات وثورتها وان امهات المؤمنين ليبكين كما تبكي مريم العذراء لما اصاب القوم.