يكتنف الغموض مصير تمثال يعتقد أنه لإلهه الإغريق (أبولو) بعدما ظهر في قطاع غزة لدى احد الصيادين الفلسطينيين، والذي كان قد عثر عليه عليه قبل 6 أشهر بمحض الصدفة في البحر على بعد نحو 100 متر من شاطئ مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. وظهر تمثال (ابولو) في مقطع فيديو بثته عدد من المحطات التلفزيونية في احد المنازل المبنية من القش على ساحل البحر في قطاع غزة، وذلك بعد ان ظهرت له صور التقطها عدد من المقربين من الصياد الفلسطيني ونشرت على عدد من المواقع على شبكة الانترنت. وبدأ التمثال على شكل رجل معدني عار بلون بني وقد طغى عليه اللون الأخضر، باستثناء رأسه والذي ظهر بمادة صفراء يعتقد انها من ماء الذهب، فيما ظهر أصبع مكسور في يده اليمنى، وغياب عينه اليسرى . وأظهرت الصور ان التمثال يعاني من مشاكل ناتجة عن طول فترة غمره في المياه، من ابرزها الصدأ والذي غطى معظم اجزاءه، خاصة في منطقة الصدر وظهر، اضافة الى بعض الشقوق على صدره، وهو ما يستوجب الاسراع في القيام بعملية ترميم له بشكل كامل . وقد اكد الصياد الفلسطيني والذي عثر على التمثال، في تحقيق تلفزيوني بثته شبكة (بي بي سي) البريطانية امس الاحد، انه انتشل التمثال خلال مزاولته لعمله في مهنة الصيد في بحر غزة منتصف شهر أغسطس الماضي، وبقي بحوزته لعدة أسابيع . وحسب رواية الصياد ويدعى جودت غريب فقد "لمح شيئاً غريباً في الماء في 16 أغسطس الماضي، وعندما غطس ليتفحصه على عمق 3 إلى 3 أمتار، شعر بخوف كبير بعد ان اعتقد بانها جثة رجل ميت" الا انه تأكد بانه تمثال . وذكر غريب إنه حاول أن يزحزحه، لكنه كان ثقيلاً، فقام بربطه بحبل بقاربه الصغير كي يؤكد موقعه، وعاد ليجلب بعض الشبان من أقربائه، حتى تمكنوا من زحزحته من موقعه وساعدتهم المياه نظراً لخفة وزنه تحت الماء، حتى تمكن من نقله الى منزله. وقد اعترف غريب بأنه قام بقطع أصبع من التمثال لبيعه، ظناً منه أن التمثال مصنوع من الذهب، لكن قريباً له يعمل في تجارة الذهب، أكد له أنه مصنوع من البرونز، وتهاوت أحلام الثراء التي داعبت مخيلته باكتشاف سره بعد 3 أسابيع، حين حاول أحد التجار شراء التمثال. ولاحقاً، تعاون الصياد والبالغ من العمر 26 عاماً مع آخرين لعرضه على شبكة الانترنت من أجل بيعه، ما أثار انتباه الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة، والتي سارعت إلى وضع يدها على التمثال، لكنها لم تكشف أي معلومات بشأنه حتى الآن، كما أنها لم تقدم أي رواية رسمية بشأن مصير التمثال. وفي تصريحات لمسئولين في الحكومة الفلسطينية المقالة، قال وكيل وزارة السياحة والآثار في الحكومة المقالة محمد خلة، إن التمثال ليس بحوزة وزارته ولم يصلها حتى الآن .. مشيراً الى اجراء تحقيقات غير معلنة حول التمثال للخروج بموقف رسمي سيتم إعلانه لاحقاً. فيما قال رئيس دائرة الآثار في وزارة السياحة والآثار في الحكومة المقالة أحمد البرش، إن التركيز الأساسي للحكومة في المرحلة الأولى لاكتشاف التمثال، انصب على عدم بيعه بطريقة غير قانونية، باعتبار ذلك أمراً مخالفاً للقانون. وشدد البرش، على أن التمثال "يعتبر من الاكتشافات النادرة والدالة على وجود حضارة يونانية في قطاع غزة وفلسطين عموماً" .. مؤكداً وجود محاولات للمحافظة على التمثال ليتم عرضه على الجمهور في المستقبل القريب، دون تحديد مواعيد رسمية لذلك. كما ألمح البرش، إلى إمكانية التواصل مع المتاحف العالمية، لكي يتم عرض التمثال فيها .. مشيراً إلى ان هناك اتصالات تجرى حالياً مع جهات أجنبية، لم يحددها بخصوص التمثال. ويأتي ذلك فيما تحدثت تقارير عن توجه إلى ذلك، عدد من البعثات الأثرية إلى غزة، بعدما عرضت عدد من المحطات التلفزيونية الاوروبية صوراً للتمثال والذي يمثل قيمة كبيرة لأوروبا من الناحية الفنية والجمالية. وعرف (ابولو) حسب ما كان يعتقده الاغريق بأنه آلهه الشمس والموسيقى والرماية والشعر والرسم والشفاء والعناية بالحيوان والتألق، وأنه يملك جمالاً ورجولة خالدة، وكان مقر عبادته في جزيرة دولفي في اليونان، حيث أهم المعابد الإغريقية . وبحسب علماء الاثار، فان التمثال والذي يزن قرابة 500 كيلوجرام، يعود الى العهد اليوناني، ما بين القرنين الخامس والأول قبل الميلاد، وأنه صنع قبل أكثر من 2000 إلى 2500 عام. فيما يؤكد مؤرخون فرنسيون أن التمثال قطعة اثرية نادرة جداً، ولكونه لم يصنع من الرخام أو الحجر، بل من المعدن، فانه لا يقدر بثمن . وهناك عدد من التماثيل ل (ابولو) والتي صنعت في فترات مختلفة، لكن ليست بالقديمة جداً، وبعضها منحوت من الحجر والرخام ويوجد معظمها في اليونان، وهي على هيئة شاب على رأسه تاج وفي يده قوس وسهام، اضافة الى تماثيل ورسومات له وهو بجانب قيثارة.