لا نريد للحكمة اليمانية أن تترنح سكرى..! ولا نقبل أن يتراجع الشعور بالانتماء الوطني تحت أي ظرف..! ونرفض كأقوى ما يكون الرفض لهذا التمادي في العناد من قبل بعض أطراف المعادلة السياسية الوطنية وإصرارها على التخندق والتمترس في المربعات المحفوفة بالألغام..! إن محاولة الإبقاء على الأوضاع المتأزمة دون فك مغاليقها وتحريكها إلى ضفة الانفراج، بل ومحاولة البعض إضافة تعقيدات جديدة عليها، ليس من الحكمة في شيء، وليس من الانتماء الوطني في شيء أيضاً، ذلك أن هذا الحال الملغوم سيقودنا جميعاً إلى عواقب وخيمة.. ولن يستثني أحداً.. وسيدفع بالوطن، برمته، إلى مخاطر لا تحمد عقباها..! كما أن التكوكب حول هذا الطرف أو ذاك، لا يمكن اعتباره إلاَ نزقاً عاطفياً غير عقلاني، وغير وطني أساساً، إذا كان في ثناياه تختمر متفجرات التشظية والتمزق والهلاك..! وعلينا أن نتنبه، كأقوى ما يكون التنبه، إلى أن غلاة السياسيين من هنا وهناك.. ومن هذا الطرف أو ذاك، إذا ما سلمنا لهم مقود الأمور ورقصنا على طبولهم، فإنهم سيقودون الوطن إلى كارثة حقيقية.ويبقى السؤال الأهم: لماذا لا تتدخل العقول النيرة وتقوم بدورها الوطني المنقذ الآن..؟! ومتى ستستيقظ الحكمة من غفوتها وتصنع طوقاً للنجاة قبل فوات الأوان..!؟ ثم ألاّ ننتظر من رعاة المبادرة الخليجية مزيداً من الضغوط الحاسمة وغير المهادنة لإجبار كل الأطراف على الالتزام بالمبادرة وآليتها المزمنة لضمان سرعة الخروج بالوطن من النفق ودون إبطاء..! بالتأكيد، لن تقف الحكمة ولا العقول الوطنية الناضجة موقف المتفرج.. فهناك ثوابت لا يمكن تجاوزها، حتى لو رمت شياطين الصراع، بكل ثقلها في الميدان .. وحتى لو حاولت بعض هذه الأطراف الشديدة الإيغال في حالة البؤس السياسي والتراجع الوطني، والتردي الروحي والفكري، أن تخدعنا بكل ما لديها من الأولياء وصنّاع «التعاويذ» والتمائم»..! إن الإصرار على مزيد من الفوضى والتخريب والدمار.. والإصرار على العجز عن الإيثار والتضحية وتقديم التنازلات من أجل الوطن, يكشف الوجه الحقيقي لهذا (( البعض )) المتمترس، ويفضح نظرتهم الدغمائية إلى الوطن التي تقل عن الانتماء الوطني وتتعسفه وتثبت مرة أخرى بأنها ليست معنية بأي مسئوليات وواجبات وطنية مقدسة، بقدر عنايتها بذاتها الفردية وبمصالحها الضيقة..! فإذا كنا اليوم واليوم بالذات لا نضحي من أجل الوطن.. ولا نتنازل من أجل الوطن.. فأي شيء يستحق هذه التضحية.. وهذه التنازلات..؟! وليس من رأي وليس من كلمة –اليوم- وليس من تعب ومن وجع، وليس من صرخة مدوية نعلنها، إلاَّ نريدها أن تعكس صدى الأسئلة والأوجاع والصرخات المتأججة في أعماق أبناء شعبنا الذي لا يرعبه أكثر من أن يرى الوطن في جحيم المأساة.. وليتذكر المنتقمون والمغامرون أياً كانوا، أن هزائمهم المخزية ما تزال ماثلة في الأذهان.. وأن سقوطهم في أكثر من منعطف لا يزال حديثاً مراً في الأفواه.. وأن عليهم الآن.. والآن بالذات، العودة إلى سواء السبيل..! نداء الوطن اليوم يعانق السماء دوياً... وتتجاوب له الجبال الراسيات.. بينما البعض يقف تائهاً عاجزاً عن تلبية هذا النداء العظيم..
الوطن..! آمنت بأن الألوهية، تسمو العقل ولا تقبل الجدل.. ومجرد البحث فيها والنقاش حولها والاختلاف بشأنها، يعني السقوط في براثن الإلحاد..! وآمنت بأن كل شيء عظيم يسمو بالعقل، ولا يقبل التأويل، ولا يصح للعقل أن يعبث فيه..! الوطن.. عظيم.. الوطن، يسمو بالعقل..
فلاش: نرحب بكل الأقلام الوطنية الحرة، للنشر في هذه الزاوية التي ستكون مفتوحة ابتداءً من هذا العدد للكتابات الهادفة والمعبرة عن المصالح العليا للوطن والشعب.