الاحتفال بيوم ال22 من مايو العظيم ينبغي ان يرتقي إلى مستوى هذا الانجاز التاريخي الذي حققه الشعب اليمني بعد سنوات من النضال توجهاً بالخروج إلى الساحات والشوارع يفرض إراداته وخياراته في لحظة فارقة كان يدركها النظامان الشطريان فوجدا نفسيهما مجبرين على الاستجابة والخضوع للجماهير الهادرة في شمال الوطن وجنوبه وشرقه وغربه وتغيرت الاجندة تحت ضغط الواقع الموضوعي الجديد الذي سبق فيه الوعي الجمعي لليمانيين.. مناورات السياسة وحسابات السلطتين الشموليتين والنخب السياسية التي وجدت أن لا مناص من تلبية الارادة الشعبية الوطنية الوحدوية الديمقراطية المواكبة لمرحلة كان يقف فيها اليمن والوطن والشعب والمحيط الاقليمي والدولي على مفترق طرق.. الاستقطابات الدولية لفترة الحرب الباردة في طريقها إلى الزوال ولا مجال من مخرج سوى الوحدة بإعتبارها خياراً لا مجال من الهروب منه لأن عواصف وأعاصير المتغيرات الداخلية والخارجية ستقذف بهم خارج مسار التاريخ.. هذه الحقائق تفسرها لنا الاحداث التي رافقت فترة ما بعد إعادة تحقيق الوحدة اليمنية وحتى استعادة الارادة الشعبية لزمام المبادرة من جديد بخروجها إلى ساحات الحرية والتغيير من أجل يمن ديمقراطي موحد تقوم دولته على النظام والقانون والمواطنة المتساوية والشراكة في الثروة والسلطة.. دولة يمنية حديثة تطورها مرتبط بإنهاء التفرد والاقصاء والتهميش وهو ما كان يتطلع اليه ابناء اليمن يوم ال22 من مايو 1990م وعبَّروا عن ذلك يوم 21 فبراير 2012م بإنتخاب الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيساً للجمهورية من قبل ما يقارب السبعة ملايين يمني، منحوه ثقتهم لقيادة المرحلة الجديدة والتي يجب فيها تصحيح الأخطاء المقترفة بحق الوحدة، وإزالة ماعلق بها من اساءات انبثقت من تفكير اعتقد ان الوحدة غاية في ذاتها وليس إنجازاً وطنياً كبيراً وعظيماً حققه شعب حضاري عريق، ولا يمكن ان تكون الوحدة المباركة مطية لأشخاص أو جماعات لتحقيق مصالحهم ومآربهم الخاصة الانانية الضيقة المريضة.. فعلى أولئك الذين يحملَّون الوحدة أوزار وخطايا هؤلاء، مراجعة مواقفهم ليعقلوا ويعوا بأن الوحدة براء من كل هذا. من هنا ندعو الجميع الى الاحتفال بالعيد الوطني ال22 للجمهورية اليمنية بروح جديدة تجسد مرحلة جديدة ملامحها تتجلى في أنصع صورها في تطبيق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وهي تتجه إلى إستعادة وحدة القوات المسلحة والأمن لتعود كما يجب وينبغي لها ان تكون قوة بيد الشعب تصون سيادته وتحمي أمنه واستقراره وتدافع عن عزته وكرامته ومن ثم الانتقال الى الحوار الوطني الشامل الذي على طاولته ستتمكن اليمن وقواه السياسية الفاعلة من إعادة صياغة حاضر ومستقبل الوطن الموحد والديمقراطي وفقاً لما تطلع إليه شعبنا صانع منجز الوحدة الحقيقي وحاميها المؤتمن. ونحن نعيش مباهج هذه المناسبة الوطنية يبقى القول بأن الوحدة محمية ليس بالمدافع والدبابات والقوة والاستقواء بل بالارادة الشعبية التي حققتها والتي يعاد لها الاعتبار. وبذلك يعاد الاعتبار للوحدة بإعتبارها حاملة الخير والعطاء والغد المشرق لليمن الجديد المتطور المتقدم والمزدهر.