آن الأوان لمجتمعنا ان يغادر الاحساس بالعجز الذي كان قد تمكن منه ردحاً من الزمن، تولد المشكلات وتنمو وتكبر وتصبح عصية على الحل أو هكذا تبدو، فيما لا يوليها من كان بيدهم الأمر اي اهتمام جدي وحقيقي لحلها، حتى بدأ العجز وكأنه قدر مقدوراً، أحسب ان هذا الاحساس قد اخذ بالتلاشي، ليحل محله الاحساس بأننا قادرون أن نفعل، التفكير الاستراتيجي هو ما ينبغي ان يسود ويتعمق لدى القيادات العليا في الدولة، وتقديري ان هذا الاتجاه هو ما اخذ في الظهور، في هذه المرحلة. في المشهد هناك مناطق فراغ للانتاج سواءً في الصناعة او الزراعة، وهي في الوقت نفسه يمكن بقدرٍ من التخطيط الاستراتيجي ان تكون مناطق لمجتمعات جديدة منتجة ومنجزة. هذه منطقة المخا على سبيل المثال مؤهلة لاحداث مجتمع حضري جديد منتج، يقول الدارسون واهل الاختصاص ان انتقال اليمن من الداخل الى الساحل امر لا مفر منه في المستقبل غير البعيد فالفقر المائي والتركز السكاني في المرتفعات وضيقها بمن عليها فضلاً عن النمو السكاني المرتفع كل ذلك وسواه يفرض التفكير والتخطيط الاستراتيجي في هذا الامر. والتفكير بالمجتمع الجديد في مثل ظروف بلادنا الجغرافية لا يستقيم قبل ايجاد المشروع الذي يجذب إليه السكان. وفي المخا هناك الميناء ومحطة توليد الكهرباء ومشروع محطة تحلية المياه، ويتبع مديرية المخا مناطق قابلة لتكون سياحية، واخرى للزراعة، ويقتضي حضور مثل هذه الخصائص وسواها التوافر على رؤية استراتيجية شاملة تجعل من المشاريع منطقة جذب للإنتاج ومجتمع حضري جديد تتجلى فيه عمليات الانتاج والخدمات صناعة وسياحة وزراعة وصيد وسوى ذلك من الاقتصاد المنتج والخدمي. ان التنمية انسان يعمل.. انسان منتج، وأعتقد ان قيادة محافظة تعز الجديدة بوسعهاان تتبنى دراسة هذه الفكرة بصورة عملية من خلال فريق من أهل الاختصاص.. وهذه دعوة للتفكير في ان نفكر استراتيجياً..