جاءت جولة الاخ رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي الخليجية والتي شملت دولة الامارات العربية المتحدة ودولة الكويت وسلطنة عمان لتعكس أهمية وحميمية العلاقات التي تربط اليمن مع أشقائه في دول مجلس التعاون الخليجي التي كانت ومازالت وستظل تقف مع الشعب اليمني والوطن في كافة الشدائد والمحن، وفي مختلف الظروف والمراحل العصيبة التي مر ويمر بها، والمثال الساطع على حرص الاشقاء في الجزيرة والخليج على وحدة اليمن وأمنه واستقراره تجسد في التسوية السياسية للأزمة التي كادت تعصف باليمن خلال العام الماضي من خلال المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي رغم المعوقات والتحديات قد قطع شوطاً لا بأس به، وبقيت المرحلة المهمة لاستكمال عملية الانتقال السلمي للسلطة بإعادة وحدة القوات المسلحة والأمن، وجعلها تحت قيادة واحدة وتدار من مركز واحد، والبدء بعملية هيكلتها على أسس وطنية وعلمية حديثة ومتطورة وبما يخدم أمن اليمن واستقرار المنطقة، وكذا الولوج الى مؤتمر الحوار الوطني الشامل باعتباره التغطية الاساسية المحورية التي ترتكز عليها عملية نجاح المبادرة الخليجية في اخراج اليمن من دوامة أزماته الى بر الأمان ورحاب الدولة المدنية الديمقراطية المؤسسية وفقاً لصيغة جديدة يرتضيها اليمنيون بعد اتفاقهم وتوافقهم عليها في حوارهم القادم الملبي لمتطلبات التجاوز باليمن كل تراكمات الماضي. بكل صورها واشكالها وتحدياتها ومخاطرهاالاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية التي هي سبب رئيسي في عدم تحرك قافلة التطور والنماء والنهوض في هذا البلد الذي في استعادته لأمنه واستقراره وتقدمه وازدهاره مصلحة حقيقية ليس فقط لأبنائه بل ولأشقائه في الجزيرة والخليج والمنطقة والعالم أجمع، وهذا مستوعب من الأشقاء والاصدقاء رعاة المبادرة الخليجية والداعمين والمساندين لتنفيذها، وبما يحقق الغايات في التغيير الذي اراده اليمنيون واثقين من مواقف اخوانهم في مجلس التعاون والمجتمع الدولي الى جانبهم، وبما يستجيب لآمالهم وتطلعاتهم في يمن جديد خالٍ من التخلف والارهاب والفساد والصراعات المدمرة بنزعاتها ونعراتها القبلية والمذهبية والطائفية والمناطقية، وما يرتبط بها من ظلم وإقصاء وتهميش وتغييب للنظام والقانون الذي يجب ان يحتكم إليه الجميع على قاعدة المواطنة المتساوية. في هذا السياق تأتي جولة الأخ رئيس الجمهورية لعدد من دول مجلس التعاون الخليجي، والتي هي بمعانيها ومضامينها امتداداً لزياراته وجولته السابقة للولايات المتحدة الإمريكية ودول الاتحاد الأوروبي وللشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية المشهود لها بمواقفها قيادة وشعباً مع اليمن وشعبه انطلاقاً من الأواصر التاريخية والقربى وصلات الرحم التي تربط البلدين العربيين الجارين، وبهذا المعنى فإن هذه الجولة الناجحة والمثمرة للاخ رئيس الجمهورية لا يمكن فصلها عن مؤتمري اصدقاء اليمن في الرياض ونيويورك، وعن الاستحقاقات الراهنة والتي تأتي واليمن يتهيأ فيه للحوار الوطني الذي على أساسه يتوقف نجاح التسوية السياسية للمبادرة الخليجية ويتحدد حاضر ومستقبل اليمن، والذي يعمل الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية مركزاً جهوده على البلوغ بشعبنا الى طريق الاستقرار الراسخ والمديد المؤدي الى إحداث قفزة نوعية على صعيد التنمية المتوازنة المستدامة المرتكزة على أساسيات متينة من العدالة الاجتماعية والديمقراطية للحكم الرشيد، وهذه الجهود الصادقة والمخلصة للاخ الرئيس قد عززت وقوف الاشقاء والاصدقاء القوي الى جانب اليمن المطلوب من كل أبنائه، وفي الصدارة القوى السياسية بكل اطيافها الوقوف مع أنفسهم ووطنهم، ويعملون على الدخول في الحوار وانجاحه. ولا مجال للفشل لان ذلك ليس في مصلحة أي طرف له اجندة خارج هذا المسار المدعوم شعبياً وإقليمياً ودولياً، ولا مجال للخيارات الأخرى، لان جميعها تنتمي الى الماضي،وإعادة انتاج التخلف بما يعنيه من صراعات وحروب ودمار وخراب وفوضى وتشظي، ومن يفكر في هذا الخيار واهم ورهاناته خاسرة.. فإما ان نكون معاً لبناء اليمن الجديد وإما سنذهب الى المجهول، ومع ذلك كل المعطيات تؤكد أن هذا الخيار يتلاشى وسننتصر لغدٍ مشرق للوطن واجياله القادمة.