أقول منذ البداية المتجددة بتطور الحياة!! ومنذ الرعشة النابتة على حجر الوقت وما وراء اضلاع الصدر!! ومن لحظة اللثغة الحافظة للبوح كالسراديب وفرقعة الريح المتسكعة بلا جدوى كصدى الايقاع المنتحر بين أقدام الراقصين والراقصات.. وفي الفضاء الواسع والرحاب الشاردة!! كالحائر بين مجرتين.. اقول معترفاً بلوعة جراحي المتنامية بفعل السياط والطعنات المتعددة وانكفائي على جناح كسير.. واباء لا ينكسر!! هذه مساحة لآخر يمليني على ملأ الروح وبكارة الملح وعلى كل الشواطئ الاليفة في البحار التي تحلم انها تتوسدني وانا اتلحفها!!.. حيث لا يقطن الجراد!! وأقول هذه وليمة لا تصلح إلا لمن استأنس الضواري في دمه! واحترف ان يكون طعامه لكل سائل وجائع ولكنه المعقول بوفائه لموعده الذي يتسلقه الى كبد الشمس ليكون نداً لضياء طالما اكتنزته له المرضعات وقد كبله في ميعة العمر فطام ظل يغور!!. فأين يقف؟! وقد ركب الهاوية.. واطلق لنار ما انفكت تدله على الزغاريد.. حاضرة احلامه في القريب البعيد!! شاردةً روحه على كل جبال الصهد والجليد وقد ظل يسأل عن صقيع يطرق بابه وحين يفتح الباب لا يرى غير قوس قزح.. وطيوراً تسبح في الفضاء بلا أجنحة مرئية!! ويسأل نفسه في توهج غيبوبتها.. كيف يرى طيوراً تحمل اريكة واسعة مكتوبة على اخشابها كل البشارات!! وفي كل حرف وردة تخلع اوراقها وفي كل كلمة طيب يتفجر.. وفي كل جملة وسادة ترضع ما يصادفها من حمى التعب!! ولأن له حركته فهو البادي في ما يتوهم من وقفته الصامدة.. واجاباته على عاصفة الاشواق تسبق ايناع بذرة الاسئلة!! ايتها الدهشة.. يا سكين الكتابة الموءودة الدرقة التي تحرس صدر المغني. الفضاء الذي يجود ايحاء البكاء!! من اجلك تذبح وتهدى الانعام الى البصيرة المضطربة.. وبعيداً عن فرصة الفقراء!! وتقول له رتابة عمياء خذ دهشتك ولا تكدر قنوطي! باقٍ على بياض حلمكم كما يكتب نفسه!! وقتكم الذي هوله سيملؤه بالاحاجي التي يبتكرها ليسلبكم ايضاً الوقت الذي هو الكم!! لكل احتفاله.. وقيامه وزواله، غير ان الباقي في شجرة ما.. هو المدرك احتماله الذي يطبخه في إناء واحد. ولا يعرضه على نار كاسدة لذا يكتب نفسه في بلاغة الافق مدى وفي المدى المتصاعد منه اشارات تحسدها النجوم وتحلم بها كل عذارى الغيب فيما وراء التخوم!!