المشاركون ال«565» في مؤتمر الحوار الوطني ال565 والذين يمثلون كافة المكونات، الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والفكرية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني لشعبنا اليمني، هم من يتوقف عليهم تشكيل لوحة اللحظة التاريخية الراهنة، ومسارات التوجهات نحو مستقبل اليمن الجديد، الذي بكل تأكيد يتوجب أن يسوده التضامن والتلاحم والوئام المؤسسي على قاعدة راسخة، من المحبة والتسامح، المنبثق من التوافق والاتفاق الذي خلصت إليه نقاشات الرؤى والتصورات للقضايا والمشكلات بكل تعقيدات صعوباتها وتحدياتها، من خلال وضع حلول ومعالجات تعكس إدراكاً واعياً وناضجاً أن لا خيار أمام اليمنيين إلاَّ التوافق والاتفاق، النابع من فهم عميق لحقيقة أن مصلحة الجميع في هذا الوطن تكمن في تجاوز سلبيات تراكمات الماضي التي انتجتها، نعرات ونزعات الهيمنة والاستحواذ على السلطة والثروة الذي من الطبيعي أن يتمخض عنه الاقصاء والتهميش وشيوع الفساد والظلم وضرب أية امكانات لبناء الدولة القادرة العادلة المهابة التي فيها يتساوى اليمنيون في الحقوق والواجبات باعتبارهم جميعاً مواطنين بدون استثناء جهوي أو قبلي أو مناطقي أو مذهبي أو حزبي. لقد حمّل شعبنا ممثليه في مؤتمر الحوار الوطني المسؤولية، وعليهم ان يكونوا في مستواها، وهم -كما هو واضح وجلي- لن يخذلوه، وما النجاحات المحققة على صعيد التسوية السياسية والحوار الوطني الذي يشارف على الانتهاء إلاَّ تجسيد لجملة الجهود التي بذلها ويبذلها الحريصون على اليمن وأمنه واستقراره خلال فترات انعقاد مؤتمر الحوار، والمسنودين بإرادة شعبية متطلعة الى آفاق رحبة وفضاءات واسعة من النماء والتطور والتقدم والرقي وبدعم الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي والأصدقاء في المجتمع الدولي، وفي هذا المنحى فإن الاستخلاص الأهم من المراحل والمنعطفات التاريخية التي مر بها اليمن، وما شابه من صراعات وحروب وأزمات طاحنة هو أن ليس بمقدور اية جماعة أو قوى أو حزب أن ينفرد بالسلطة والحكم لوحده، لذا فإن الاستحقاق الأهم مما مرينا ونمر به هو تثبيت وترسيخ مبدأ الشراكة الوطنية المبنية على الديمقراطية السياسية المرتبطة بعلاقات تلازمية بالعدالة الاجتماعية، وهذا يقتضي مغادرة السباق المحموم على السلطة، لكونه كان سبباً وما زال في كل ما واجهناه ونواجهه من مخاطر وتحديات الانتصار عليها لا يكون إلا بتحويل قيم التعايش الى واقع معاش في حياة ابناء شعبنا التواقين للاسهام الصادق والفاعل والمسؤول في النهوض بوطنهم وبنائه انطلاقاً من ارضية مشتركة اساسها الشعور العميق بالانتماء لليمن وشعبه العريق الذي شيد ابناؤه معاً في ماضيهم التليد واحدة من أعظم الحضارات الانسانية. ان التكاتف والتآزر والتآخي بين اليمنيين، لاسيما في هذه المرحلة العصيبة والدقيقة والحساسة هو الذي يجب ان يكون وبه نتجاوز الرؤية الضيقة من زواية -انانية آنية- المصالح التي أضرت في الماضي والحاضر باليمن الوطن والشعب، لتصب جهودنا واعمالنا نحو بناء غدٍ مشرق لاجيالنا القادمة، وهذا ما يرنوا اليه كل ابناء الوطن من مخرجات حوارهم الوطني، ومن المعنيين بتطبيقها على صعيد مسارات بناء اليمن الجديد.