لم يكن مستغرباً أن تطلق الأممالمتحدة على دولة الكويت (مركزاً إنسانياً عالمياً) وعلى أميرها لقب (قائد إنساني) لأن الكويت لم تستأثر بخيراتها لنفسها فقط, ولم تغمض عينيها عما يدور حولها, ولم تسد أذنيها كي لا تسمع أنين المكلومين وآهات الثكالى في أكثر من بلد في العالم. فالكويت منذ بداية فترة ازدهارها وحتى اليوم كانت ومازالت يداً تُعمر وتبني داخل الكويت, واليد الأٌخرى تحنو على العرب والمسلمين أينما كانوا, وتقف إلى جانبهم في المحن والشدائد من دون أن تنظر للبعد القومي والسياسي أو المذهبي لهذا البلد أو ذاك, ومن دون أن يكون هناك مغنم أو مرام أو هدف من هذا الدعم الذي تجود به سوى رؤيتها للعالم الإسلامي والعربي يعيش في رخاء وأمن, منطلقة في نهجها هذا من حديث الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم ” مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى “. ولم يكن دعم الحكومة الكويتية, ممثلاً في الصندوق الكويتي للتنمية العربية فقط بل تعددت الأيادي الخيرة المتمثلة في المؤسسات والمنظمات التي تسابقت إلى فعل الخير في شتى البلدان العربية والإسلامية, ليظهر للعالم اجمع أن حب الخير وفعله لم يكن وليد الساعة أو ظاهرة مؤقتة بل طبع وسمة غُرست وترعرعت في قلوب كل أبناء الكويت, وفي مقدمتهم الأمير القائد الإنسان الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح, الذي لم يركز على مد يد العون المادي فقط, بل جعل من دولة الكويت ملتقى لحل كل القضايا والخلافات والمشكلات العربية العربية, من خلال القمم والمؤتمرات التي كان آخرها القمة العربية الأفريقية, والقمة العربية, والقمة الخليجية, التي حققت نجاحاً كبيراً في حل الكثير من القضايا العربية والإسلامية. لقد استطاعت دولة الكويت أن تكون هي الأكبر, ليس في المساحة او عدد السكان, بل الأكبر قلبًا والأعمق حباً في قلوب أبناء الأمة الإسلامية والعربية, بل والعالم اجمع, من خلال مواقفها النبيلة, ليس تجاهنا في اليمن فحسب, بل امتدت إلى معظم بلدان المعمورة حيث تجاوزت عدد المنح التي قدمها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية مئتي منحة, كان نصيب الدول العربية 94 منحة فيما بلغ عدد القروض الممنوحة للدول العربية 328 قرضاً منها 35 قرضا لليمن. وأنا هنا لست أعدد ما قدمته دولة الكويت, سواء من طرف الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية, او من خلال الدعم الحكومي المباشر أو المؤسسات والمنظمات الخيرية, بل أردت أن أشارك إخواننا في دولة الكويت أفراحهم بهذا التكريم الذي لا يعد تكريماً لدولة وأمير وشعب الكويت فحسب, بل تكريم ووسام في صدر كل عربي يفخر بأن تكون الكويت هي بلد وموطن الإنسانية, وأميرها هو القائد العربي الإنساني الكريم ورمز للعطاء والإخاء والبذل من دون من أو أذى.