في البداية أود أن أتقدم إلى مقام سموكم والشعب اليمني بالتهنئة بمناسبة الأعياد الوطنية التي تشهدها البلاد وبداية السنة الهجرية الجديدة وأيضا تكليفكم بقيادة الحكومة في هذه ألمرحله الحساسة والمفصلية في تاريخ اليمن .. معالي دولة رئيس الوزراء : من المؤكد أنكم تتابعون ما يجري في الساحة السياسية والامنيه والاقتصادية .. ومن المؤكد أنكم ترون ما يراه المواطن اليمني البسيط.. إننا يا صاحب السمو نعيش في حالة فريدة لم تمر على اليمن من قبل.. نعم حالة مرعبة ومفزعه حقا.. إن محاولات تمزيق الوحدة الوطنية تتم علنا ليل نهار.. فتنه طائفيه يراد لها أن تنفجر.. انقسام فئوي يراد له ان يعمق .. أرقام انفجاريه ومخيفه فيما يتصل بنسبة الفساد و الفقر والبطالة والأمراض .. جناح إرهابي مسلح.. هناك اضطراب عام على مستوى القرار السياسي و فساد عام شامل في كل أجهزة الدولة.. معالي دولة الرئيس: اليمن على مفترق طرق.. إما أن ننحدر بقوة نحو المجهول أو نندفع بقوة نحو المستقبل الآمن. فإما الاستقرار والتآلف وتنمية البلاد و إما الفوضى والاحتقان و الضياع .. معالي دولة الرئيس : اليمن في مفصل حيوي مهم من مفاصل التحول التي يعيشها ، ومن البديهي ان لكل مرحلة من المراحل عطاءاتها والتزاماتها وشروطها وضوابطها على المسار السياسي والاقتصادي والإعلامي والأمني والعسكري والاجتماعي ..وطبيعة ألمرحله الراهنة تستوجب من سيادتكم اتخاذ قرارات عاجله وفوريه تهدف إلى تشكيل قوه مسانده لكم تمكنكم من ضبط وإدارة عملية التغيير ثم توجيهها بما ينسجم كليا مع خط ألمصلحه التكتيكيه و ألاستراتيجيه لليمن . والقوه ألمسانده تتمثل في اتحاد وتكامل خمس إرادات رئيسيه ( الاراده ألسياسيه , إرادة المفكرين والمثقفين , إرادة رجال البز نس , الاراده ألشعبيه , إرادة العامل الخارجي ) .. وبعد توحيدها يجب توجيهها صوب التأسيس لثلاثة منطلقات رئيسيه بالاضافه إلى مواجهة سته تحديات محوريه وتامين اليمن من أربعه محاذير جوهريه .. . ولدواعي الاختصار، أكتفي بطرح بعض النقاط ذات الأهمية الكبرى بدون سرد التفاصيل وسابدا بالتحديات ألخمسه ألمحوريه: التحدي الأول : صناعة وإشاعة السلام ( تفجير مصالحات وطنيه شامله في كل إقليم , محافظه , مديريه .. ورفع كافة إشكال الظلم ,وإعطاء الحقوق لكل مكونات المجتمع ) . تجاوز التحدي الاول سيثبت الامن ويرسخ الاستقرار ويعطي حافز للتنميه بكل ابعادها .. التحدي الثاني : الإسراع في تنفيذ إستراتيجية انتزاع الاسلحه ألمتوسطه والثقيلة من كافة القوى كخطوه استباقيه لفرض هيبة وسيادة القانون .. التحدي الثالث : يكمن في الملف الاقتصادي ونظرا لأهمية الملف الاقتصادي اقترح عليكم : أولا: تشكيل فريق تخطيط استراتيجي لبرامج التنمية في الدولة يتكون من عدد محدود من الخبراء الاقتصاديين الذين يتمتعون بخصائص علمية وتجارب حياتية تجعلهم العقل المفكر للدولة فى مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتكون عضويتهم فى هذا الفريق هى العمل الوحيد الذى يعملونه، فيفكرون بشكل دائم فى كيفية النهوض بأوضاع الوطن. ثانيا : من مهام هذا الفريق تصميم استراتيجيات التنمية بمعنى وضع خطة محكمة تناقش بكل شفافية خطواتها الإجرائية لتحقيق التنمية.وبالتأكيد لن يستطيعوا حل كل المشكلات الاقتصادية دفعه واحده لذلك عليهم اختيار المجالات الأولى على أساس معيارين : المعيار الأول : تكون للدولة فيها ميزه تنافسية كبيرة بحيث تستطيع عمليا أن تبرز فيها بمجهود أقل من أى مجال آخر.. المعيار الثاني : أن يكون هذا المجال استراتيجيا وقادرا على أن يكون له قاطرة النمو التي تجر خلفها بقية القطار الاقتصادي الاجتماعي، بمعنى اخر اي مجال له تأثير إيجابي على مجالات اقتصادية واجتماعية أخرى.. ثالثا : قيادة التفاوض مع القطاع الخاص من اجل تمكينه حتى يزدهر ويكون قادرا على التنافس مع العالم الخارجي. ويجب ان تكون هناك مسافة محسوبة بدقة بين هذا الفريق والقطاع الخاص، كما توجد مسافة أخرى بينه وبين الحكومة. وعليه يكون القطاع الخاص بعيدا بما يكفى عن مطبخ العمل الحكومي حتى لا تتحول الدولة الى أداة فى يد الطبقة المسيطرة اقتصاديا (أى رجال الأعمال) وقريبا بما يكفى من الحكومة حتى لا تتبدد طاقته وإمكانياته بسبب التضارب فى التوجهات والسياسات. ففريق الخبراء هذا ليس من رجال الأعمال وليست له مصالح شخصية تتعارض مع مصالح الدولة, فهم ممثلون للدولة وليسوا ممثلين لجهات لاي جهه اخرى .. رابعا : التنسيق مع القيادة الحكومية: فكل هذا التنسيق مع الجهات الخارجية والداخلية ليس له قيمة إن لم يحظى الفريق بثقة القيادة السياسية للدولة وباستعدادها للمخاطرة المحسوبة من خلال قرارات ربما تكون غير شعبية.. خامسا : التفاوض مع المؤسسات والشركات الدولية: بحكم الخبرات التي يتمتع بها أعضاء هذا الفريق، بحكم دراستهم وعملهم وتجاربهم العملية، سيكونون الأكثر كفاءة وفاعليه في التفاوض مع مؤسسات التمويل الدولية من أجل المنح والقروض .. سادسا : دفع الجهاز الإداري والبيروقراطي للاستجابة لمتطلبات التنمية: فالجهاز الإداري والبيروقراطي هو الأقل استعدادا للتغير والتكيف مع معطيات سوق عالمية شديدة التنافسية والسرعة.والمعضلة الأساسية فى كثير من الدول، ومن بينها اليمن، أن الوزير المسئول يسعى للدفاع عن جهازه البيروقراطي لأنه مسئول عنه سياسيا وأمام الراى العام بما يعطى للبيروقراطيين مبررا للتمسك المتشدد باللوائح والإرشادات دون النظر إلى نتائج قراراتهم. ومن هنا يكون من المهم أن يقوم فريق التخطيط الاستراتيجي بمهمة متابعة ورصد مدى التطور فى الأداء البيروقراطي. وبما ان فريق التخطيط لا يملك سلطات تنفيذية بالتالي يقدم فقط تقارير متابعة لرئيس الدولة أو إليكم دولة رئيس الوزراء. التحدي الرابع : إيقاف مدمرات المجتمع الستة .. التحدي الخامس : التأسيس لاستراتيجيه تهدف الى إزالة النفوذ الإقليمي والدولي المتغلغل في عمق دوائر صنع القرار سواء في المنظومة ألسياسيه أو ألاقتصاديه او ألحزبيه الخ تحت عنوان اليمن ساحة صداقة وليست ساحة نفوذ .. التحدي السادس : التشديد على ضرورة بناء مؤسسات الدولة على أساس المواطنة وعدم التمييز بين مواطن وأخر مهما كانت المبررات.( تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني بحزم ) .. أما المحاذير الاربعه ألرئيسيه كالتالي : سمو دولة رئيس الوزراء : هناك مؤشرات عامه تشير الى وجود من يخطط ويغذي ويمول ويدعم برعاية إقليميه ودوليه التالي : 1- تفجير فتنه طائفيه في اليمن .. 2- تمزيق و تقسيم اليمن إلى دويلات .. 3- إفساد ألدوله بكافة مستوياتها .. 4- تحالف تجار الحروب والسلاح مع تجار ألسياسيه .. أما المنطلقات الثلاثة الرئيسية التي يجب تأسيسها وتأصيلها فتكمن في التالي : المنطلق الأول : إن اليمن لا يجب أن تكون يوما لجماعة بذاتها أو لفريق او فصيل او طائفة أو اتجاه دون آخر ولا ان يكون في سمائها أبدا قبلية أو طائفية أو فئوية وهذا يفرض عليكم محاربة أي شكل من اشكال دعم وتشجيع الطرح الفئوي , القبلي , ألمناطقي , العرقي أو المذهبي .. المنطلق الثاني : إننا في اليمن يجب أن ندعو دائما إلى التخطيط الشامل كمسار علمي وعملي لتحقيق التنمية المستدامة بكافة أبعادها وإنجاح مشروعاتها المستهدفة وأؤكد على أن قضيتنا المركزية في التنمية ترتكز على الثروة البشرية ألمتمثله في العقل والإنسان اليمني باعتباره المكون الأساسي في مواجهة قضاياها..لذا يجب تكثيف التركيز والجهود والإمكانيات صوب تفعيل الثروة البشرية.. المنطلق الثالث : الحرص على تسييد القانون والحذر من مغبة الاستقواء بغيره وتحصينه بسلطة قضائية نزيهة وعادله ومستقلة , والالتزام بمنظومة دولة القانون والمؤسسات.."، وبالتالي هذا المنطلق يفرض ويوجب عليكم إصلاح القضاء وتخليصه من هيمنة التدخلات ألسياسيه والفساد القضائي .. سيادة دولة رئيس الوزراء إن الاستجابة المبكرة التلقائية لما يريده الشعب تمنح اليمن مناعة مضادة للفوضى والانفلات والضياع.. لا أريد أن أطيل عليكم يا صاحب السمو.. لكنني رغبت في أن أقولها لكم مباشرة وبلا حواجز,إن إنقاذ اليمن بيدكم وبيد رأس ألدوله وبيد أصحاب النزعات ألوطنيه الخالصة .. وفي الختام يا صاحب السمو: نحن على ثقة بحرصكم على صيانة مستقبل بلدنا, ولا نشك لحظة واحدة في قدرتكم على ذلك, لذلك فنحن ننتظر بشغف تشكيل الحكومة القادمة, ونتحرق شوقا لمعرفة الوزراء الذين يملكون رؤية ومنهجية في العمل العام ويملكون ضمير نقي وذمة ناصعة البياض , ونتطلع قدما إلى البرامج العلمية التي ستطبقها حكومتكم, ونتلهف لمعرفة موقفها من محاربة الفساد وإبعاد المفسدين وتامين الامن القومي بمفهومه الشامل , وصيانة الثوابت ألوطنيه من أي خدش أو شرخ . دولة رئيس الوزراء : أعانك الله، فأحمال اللحظة الراهنة ثقيلة وجسيمة , و الشعب ينتظر إيماءة الحكم الحقيقية نحو التغيير.. نحو إعادة الاعتبار لمشروع الدولة .. وفقكم الله جل شانه إلى ما فيه خير وصلاح لليمن واهل اليمن .. [email protected] * الامين العام المساعد لحزب النصر الوطني