المتتبع لما يجري في اليمن في ظل الحصار المفروض على شعبها من الجو والبحر والبر للعام الثالث على التوالي.. وفي ظل قصف الطيران المتواصل على مدار الساعة سيجد ان اليمن اليوم أقوى بكثير مما كان عليه عند بدء العدوان في 26 مارس 2015م بدليل أن القوة الصاروخية ودائرة التصنيع العسكري استطاعت إن تنجز في وقت سابق الكثير والكثير..ومن أهم هذه الانجازات انتاج صواريخ محلية الصنع وتطوير الصواريخ البالستية ليصل مداها إلى عقر دار العدو وفرض معادلة الردع لصالح الجيش اليمني واللجان الشعبية وكذلك صناعة طائرات بلا طيار استطلاعية وقاذفة هجومية وهو مالم يتوافر لأي بلد في ظل حرب عالمية فرضت عليه وما وصول الصاروخ المطور بركان 2 الى ميناء ينبع الشهير غربي السعودية إلا دليل على فرض معادلة الردع ايضا اطلاق دفعة من صواريخ بركان واحد الى قاعدة الملك فهد الجوية يثبت بأن المبادرة قد انتقلت الى ايدي الجيش اليمني واللجان الشعبية بالإضافة إلى الانتصارات العظيمة التي حققها الجيش واللجان الشعبية مؤخرا في جبهات ماوراء الحدود حيث تم اسقاط معسكرات كبرى ومواقع عسكرية متعددة ويأتي في طليعتها معسكر الجابري. كل هذه التطورات وغيرها لاسيما الانتصارات المتحققة التي تشهدها الجبهات في الداخل وفيما وراء الحدود قد جعلت دول تحالف العدوان تيأس تماما من تحقيق اهدافها التي جعلت منها مبررا لشن العدوان على اليمن.. وما الحملة الإعلامية التي يشارك فيها هذه الأيام بعض المتطفلين من داخل التحالف الوطني لمقاومة العدوان والتصدي له للتشكيك في قدرات اليمنيين ممثلين في جيشهم ولجانهم الشعبية للخروج منتصرين على تحالف دول العدوان وفي محاولة أيضا لشيطنة مكون أنصار الله وتحميله مسؤولية الأوضاع المعقدة التي يعيشها الشعب اليمني بسبب العدوان عليه إلا تعبيراً عن الخوف من تحقيق نصر كبير قريبا بإذن الله وفي نفس الوقت نتيجة لما وصلت اليه دول تحالف العدوان من يأس شديد انعكس سلبا على عملائها ومرتزقتها الذين يتقاتلون مع بعضهم في اكثر من جبهة وخاصة في عدن .. ولذلك فقد قرر اليمنيون التخلص نهائيا من محنتهم وان تبدأ دولة جديدة تشمل اليمن كلها تجلب الوئام والسلام للجميع من خلال وضع الأسس للدولة الحديثة التي ستخلق في المواطن اليمني ولاء سليما يمكنه من الدفاع عن كل المكتسبات المتحققة وفي مقدمتها الثورة والوحدة وخضوع المسؤولين الكبار والصغار لطاعة القانون بدون استثناء والتركيز على تقوية مؤسسات الدولة بحيث يتم البناء عليها بشكل سليم والقضاء نهائيا على ثقافة الفيد والفساد الموروثة من العهود السابقة التي وقفت حائلا دون الوصول الى بناء الدولة القوية والعادلة.. ولتعلم دول تحالف العدوان وتحديدا السعودية : ان اليمنيين وصلوا الى قناعة تامة تتمثل في انه من الخير لهم ان يمشوا حفاة من ان يتوقفوا وفي اقدامهم سلاسل من ذهب لاسيما اذا كانت هذه السلاسل التي يروج لها العدوان وعملاؤه هي سلاسل تقيد اليمنيين وتتحول الى شعارات وأوهام كذابة كما هو حاصل حاليا في المحافظات الجنوبية التي وعد تحالف العدوان بأنه سيجعل منها انموذجا للدولة المدنية .. ولكن بدلا من تحقيق ذلك نقل اليها السيناريو الليبي وسلم محافظات بأكملها للعناصر المتطرفة المنتمية إلى القاعدة وداعش.. كما جعلوا من ابنائها دروعا بشرية ووقودا لحماية القوات الغازية حيث يقتلون دفاعا عنها في كل الجبهات بما فيها جبهات ما وراء الحدود.. وهذا في حد ذاته يعد كافيا ليعتبر به العقلاء المرتبطون بالعدوان والمؤيدون له ممن لايزال في نفوسهم ذرة من الوطنية على الأقل حفاظا على كرامتهم من الامتهان والرجوع الى الحق خير من التمادي في الباطل.