اعتبر ممثل سوريا في الأممالمتحدة فيصل المقداد أن تقرير مليس تأثر بشكل واضح بالأجواء التي سادت عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق . وأبدى المقداد عدة ملاحظات على تقرير اللجنة، أهمها أن السيطرة الأمنية لسوريا في لبنان لا تعني أنها متورطة في اغتيال الحريري مشيرا إلى الكثير من الحوادث الأمنية التي تعصف بالدول بوجود أجهزتها الأمنية ومستدلا على ذلك بتفجيرات سبتمبر/ أيلول 2001 في الولاياتالمتحدة وتفجيرات مدريد في مارس/آذار 2004. واعتبر المندوب السوري أن التقرير يضع سوريا في دائرة الاتهام حتى قبل إنجازه بالكامل مستندا في ذلك إلى تأكيد ميليس أن التحقيق لم يستكمل بعد. ووجه المقداد انتقادات إلى أسلوب عمل اللجنة وعلى الأخص ارتكازها على شهادة شخصيات معادية لسوريا وتسريب جزء من التحقيقات التي قامت بها وتسريب تقريرها بالكامل إلى وسائل الإعلام. وكرر المندوب السوري تأكيدات دمشق على استمرار التعاون مع اللجنة الدولية لكشف ملابسات عملية الاغتيال. يأتي الاجتماع في وقت قال فيه دبلوماسيون في نيويورك إن أي مشروع قرار لم يكن قيد التداول حتى يوم أمس لعرضه على مجلس الأمن، لكن أعضاء مجلس الأمن يجرون مشاورات مكثفة حول هذا الموضوع. وكان مجلس الامن قد بدأ بمناقشة تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي الألماني ديتليف ميليس بشأن اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريري بحضور مندوب سوريا وممثل عن الحكومة اللبنانية. واستهل المحقق الدولي ميليس الجلسة مؤكدا أن تقريرها ليس نهائيا وأنها تحتاج إلى المزيد من الوقت لاستكماله. وفي إشارة لافتة إلى سوريا، قال المحقق الدولي إن استكمال تحقيقات اللجنة يشكل فرصة لسوريا لإبداء تعاون أكثر مع اللجنة.وكشف ميليس لأول مرة عن تعرض اللجنة لتهديدات، معتبرا أن ذلك زاد من مصداقيتها دون أن يكشف عن هذه التهديدات ومصادرها.وشكر ميليس الدول التي تعاونت معه في التحقيق الذي شمل 17 دولة في إطار فريق تحقيق مكون من 33 شخصا.أما الممثل اللبناني الأمين العام لوزارة الخارجية بالوكالة بطرس عساكر فرحب بتمديد فترة عمل اللجنة الدولية حتى منتصف سبتمبر/ أيلول معربا عن شكر حكومته لدور اللجنة ومبديا الاستعداد للمزيد من التعاون مع لجنة التحقيق.