أعلن بيل غيتس رئيس ومؤسس شركة مايكروسوفت للبرمجيات وراي أوزي المدير المسؤول عن تطوير التقنيات بالشركة عن مفهوم جديد للبرمجيات هو "البرمجيات الحية" سيمثل التوجه المستقبلي لأعمال ومنتجات مايكروسوفت. بيد أن غيتس وأوزي لم يذكرا شيئا عن شركة غوغل المعروفة بتطوير محركات البحث الداخلي، والتي لعبت دورا كبيرا في تشكيل التقنية التي أعلنت مايكروسوفت عن تبنيها مستقبلا، كما لاحظ المراقبون لصناعة البرمجيات. وتعني البرمجيات الحية أن تقوم مايكروسوفت بتقديم خدماتها عبر شبكة الإنترنت بدلا من إرغام مصنعي الحواسيب على تضمينها في جهاز، أو تقديم البرمجيات للمستخدمين مباشرة على أقراص مدمجة أو تحميلها من موقع على الإنترنت. وكانت غوغل قد أسست نشاطها منذ البداية على مفهوم البرمجيات الحية، أما الآن فيبدو أن مايكروسوفت تتجه نحو ذلك، مما يعني تحولات كبرى في نمط التشغيل اليومي. وستستمر مايكروسوفت في بيع منتجاتها الرئيسة -مثل ويندوز وأوفيس- على أقراص مدمجة، كما كان الأمر لعقود الماضية. لكن بعض عناصر هذه البرمجيات أصبحت متاحة فعلا على الإنترنت، وغيرها سيصبح كذلك قريبا. ويعتبر هذا التحول دليلا حاسما على أن مايكروسوفت قد استوعبت جيدا الرسالة التي أطلقتها نجاحات شركة غوغل. فالأخيرة قد قادت تحولا واضحا في تطوير وإنتاج برمجيات باتجاه نموذج جديد، يتخذ من شبكة الإنترنت أساسا وقاعدة لتطوير وإتاحة وتشغيل البرمجيات. هذه القناعة المقبولة بشكل واسع حاليا كانت تثير سخرية -ربما مكبوتة- قبل عامين عندما كانت غوغل تبين كيف أن خدمات البحث الداخلي المجاني والمدعوم إعلانيا يمكنها توليد مليارات الدولارات كعوائد سنوية. لكن شركة غوغل التي انطلقت خدماتها في البحث الداخلي -من مدينة ماونتن فيو بولاية كاليفورنيا- قد تجاوزت نطاق البحث الداخلي، لتنافس بخدمتها Gmail كبريات شركات تقنية المعلومات التي تتيح البريد الإليكتروني المجاني مثل هوت ميل وياهو، وبخدمة غوغل توك Google Talk تنافس خدمة مايكروسوفت MSN Messenger. كذلك، تعمل غوغل على استخدام جافا -وهي لغة قوية الحضور والإمكانات وتعود لشركة صن مايكروسيستمز في نشر وتوزيع شريط أداة تصفح الإنترنت، وغيرها من خدمات غوغل المستقبلية. المصدر : الجزيره