توصل باحثون من جامعة هارفارد في دراسة حديثة إلى أن تناول القهوة باعتدال غير مرتبط بأي زيادة في مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم لدى النساء، بينما وجدوا ارتباطا بينه وبين تناول مشروبات الكولا المحلاة بالسكر أو بغيره. وذكرت الدراسة المنشورة في عدد الأسبوع الماضي من مجلة الجمعية الطبية الأميركية أن نحو 50 مليون أميركي يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وهو يزداد انتشارا، مما يزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشريان التاجي والسكتة الدماغية وقصور القلب الاحتقاني. أجرى فريق البحث بقيادة الدكتور ولفغانغ وينكلماير دراسة لتحديد ما إن كان تعاطي الكافيين أو مشروبات تحتوي على الكافيين مرتبط بزيادة مخاطر ارتفاع ضغط الدم لدى النساء. وقام الباحثون بتحليل بيانات مأخوذة من 155.594 سيدة مشاركة في مشروع بحثي، وليس بينهن مصابات بارتفاع ضغط الدم. وتم متابعتهن على مدى 12 عاما (من 1991 إلى 2003), كما أخذت البيانات عن استهلاك المشاركات للكافيين بواسطة الاستبيانات المعتادة في الأبحاث العلمية. وعلى مدى 12 عاما، تم تشخيص نحو 33 ألف حالة ارتفاع في ضغط الدم بين المشاركات بدون العثور على ارتباط خطي بين استهلاك الكافيين ومخاطر ارتفاع ضغط الدم، بعد التحليل واحتساب تأثير عدة متغيرات. ولدى دراسة تأثير كل نوع من مشروبات الكافيين، لم يكتشف أي ارتباط بين الاستهلاك الاعتيادي للقهوة وزيادة مخاطر ارتفاع الضغط. بينما تم اكتشاف الارتباط بين استهلاك الكولا المحلاة بالسكر أو غيره وزيادة مخاطر ارتفاع ضغط الدم. ويظن الباحثون أن سبب الارتباط بين زيادة مخاطر ارتفاع ضغط الدم وتناول الكولا لا يعود إلى وجود الكافيين فيها، بل ربما يعود إلى مركب آخر يوجد بشكل عام في مشروبات الصودا. ويأمل الباحثون أن يؤدي اكتشاف هذه الارتباطات إلى انخفاض في مدى انتشار حالات ارتفاع ضغط الدم، ومن ثم إلى آثار إيجابية على الصحة العامة وكلفتها الاقتصادية. وكانت دراسات طبية سابقة قد ربطت بين مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وتناول المشروبات الغنية بالكافيين. وقد وجدت الدراسات السابقة التي تناولت تأثير الكافيين على المدى القصير أن تناوله يؤدي إلى ارتفاع حاد في ضغط الدم، ولكن مع مرور الوقت يضعف تأثيره. ويستقطب التأثير طويل المدى للكافيين على مستوى ضغط الدم أهمية عالية لدى أوساط الصحة العامة بسبب الاستهلاك الواسع لمشروبات الكافيين. بيد أن الدراسات التي تتناول هذا الارتباط أصبحت نادرة. الجزيرة
