في إنجاز نوعي جديد لجمارك دبي ضمن جهودها في حماية المجتمع من محاولات تهريب المخدرات عبر المنافذ الجمركية بإمارة دبي، أحبط موظفو الدائرة في مطار دبي الدولي محاولة تهريب 5.2 كيلوجرام من مخدر الهيروين، تم تعبئتها في 477 كبسولة وإخفاؤها في أحشاء 7 آسيويين، فيما عرف بعملية" عصابة الأقارب"، حيث تربط المسافرين السبعة صلة أقارب، وزعوا أنفسهم على رحلتي طيران، ونسقوا فيما بينهم في إنهاء الإجراءات الجمركية في توقيتات متباينة، من بينها أوقات تغيير" النوبات"، في محاولة بائسة منهم لتضليل رجال الجمارك، وتحقيق أحلامهم في الثراء غير المشروع، إلا أن رجال الجمارك كانوا لهم بالمرصاد وأثبتوا من جديد أنهم سد منيع أمام من تسول له نفسه محاولة استثمار موقع دبي والتيسيرات المقدمة للزائرين والمقيمين في المنافذ الجمركية. وتعد هذه الضبطية أكبر ضبطية أحشاء في تاريخ مطارات دبي، ووقعت أحداثها في مبنى المطار رقم( 2)، حيث استطاع موظفو جمارك دبي، ومن خلال ما يتمتعون به من روح الولاء والحس الأمني العالي واليقظة لوسائل التهريب الابتكارية – التي لا يكف المهربون عن تطويرها -إحباط المحاولة وإفساد حلم الثراء الوهمي لأناس باعوا ضمائرهم في بلدهم بغية تحقيق مآربهم غير الأخلاقية وتدمير عقول الشباب من خلال نشر هذه الآفة بينهم. سعادة أحمد محبوب مصبح مدير جمارك دبي، أشاد بكفاءة موظفي الدائرة وتمكنهم من اكتشاف طريقة التهريب التي تُعد سابقة من نوعها، والتعامل بحنكة وحرفية عالية مع المهربين السبعة حتى أسقطوهم واحداً تلو الآخر، مشيراً إلى أن البرامج التدريبية المستمرة للموظفين أثمرت عن رفع مستوى كفاءاتهم، وإجادة لغة الجسد التي تساعدهم في أداء مهامهم العملية، خاصة أن بعض المهربين تظهر عليه علامات القلق والارتباك عند وصولهم إلى المنطقة الجمركية، لاسيما أولئك الذي يحملون في أحشائهم مواد مخدرة. قال سعادته إن هذه الضبطية أثبتت تمرس وكفاءة موظفي الجمارك، وقدرتهم على ربط وتحليل المعلومات وقراءة الظواهر غير الطبيعية أمامهم، حيث لجأ المسافرون السبعة للعديد من الحيل، بدأت بحجز تذاكر السفر في بلدهم الأم على أكثر من رحلة والتركيز على اختيار الوقت المناسب لوصولهم، والذي تمثل في وقت ازدحام المطار بالمسافرين القادمين للدولة، وتبديل المناوبة بين الموظفين، ظناً منهم أن ذلك سيساعدهم في سرعة إنهاء الإجراءات الجمركية والإفلات بما يحملونه في أحشائهم من سموم، والخروج بها من المطار. دورات تدريبية وأكد سعادة أحمد محبوب مصبح أن جمارك دبي تولي أهمية كبيرة للاستثمار الفعال في مواردها البشرية باعتبارهم الركيزة الأساسية لتحقيق رؤيتها وأهدافها الاستراتيجية، والمحافظة على مكانتها المرموقة في العمل الجمركي الدولي. ومن أجل ذلك يتم إلحاق الموظفين الجمركيين بدورات تدريبية، وورش عمل توعوية، عن أنواع المخدرات والأساليب المحتملة للتهريب، ولغة الجسد، وتنمية الحس الأمني، بالإضافة إلى دورات عن فن تفتيش الأشخاص والأمتعة، تحرير محاضر الضبط، والتعامل مع المخالفات الجمركية، ومهارات الاتصال الفعال والتفاوض والحوار والإقناع، وكشف أساليب التزوير والتزييف. وقال إن هناك آلية للتعامل مع المسافرين المشتبه بهم بعد عملية الضبط، وذلك بالتنسيق والتعاون مع الشركاء الحكوميين الاستراتيجيين وفي مقدمتهم الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالقيادة العامة لشرطة دبي، التي يتم تحويل المشتبه بهم والمضبوطات مع محاضر الضبط إليها لاستكمال واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة والتي تستهدف الصالح العام وتحول دون وقوع أفراد المجتمع ضحية لتجار السموم. وأوضح السيد/ أحمد عبدالله بن لاحج مدير إدارة عمليات المسافرين في جمارك دبي أن مسلسل القضية بدأ في 25 أكتوبر بمبنى المطار رقم 2، عند الساعة 9:45 مساءً ، حيث اشتبه مفتشو الجمارك بأربع مسافرين من جنسية آسيوية وهم في طريقهم إلى المنطقة الجمركية، قادمين على رحلة طيران من بلدهم الآسيوية الرحلة القادمة من دولة آسيوية، إذ لوحظ عليهم علامات الارتباك، فتم على الفور التنسيق بين مسؤولي فرق الجوالة والمراقبة والسيطرة وتفتيش المسافرين، لمراقبة تحركات المسافرين المشتبه بهم حسب منظومة العمل في المطار، ولحظة خروج المشتبه الأول تم تحويله مع حقائبه للتفتيش، وبتمرير حقائبه على جهاز التفتيش وتفتيشها يدوياً، لم يتم العثور على مواد ممنوعة بداخلها، مما استدعى عرضه على جهاز فحص الأحشاء، إذ تبين وجود أجسام غريبة بجسده، وباستجواب المسافر أقر بأنه يحمل كبسولات مخدرة، حيث تم إنزال (50) كبسولة في المطار وفي المستشفى الذي تم تحويله عليه فيما بعد، وبمواصلة متابعة تحركات باقي المسافرين المشتبه بهم، خرج المشتبه به الثاني بعد دقائق حيث كان موظفو الجمارك في انتظاره، وتم معه اتباع نفس الإجراءات المتخذة مع المشتبه به الأول، وتم إنزال ( 30) كبسولة منه. ومن خلال إجراءات التحقيق الجمركي، ومتابعة المتهمين، تبين أوجه شبه في ملامحهما، كما تربطهما صلة قرابة، الأمر الذي زاد من شكوك مفتشي الجمارك في هوية المسافِرَين الآخرَين القادمين على نفس الرحلة، فتم متابعة تحركاتهما المريبة، ولوحظ توجههما إلى بوابات الخروج على فترات متتابعة أيضا مثلما حدث مع المتهمين الأوليين، فتم تحويل حقائبهما الصغيرة للتفتيش اليدوي ولم يوجد شيء ممنوع بداخلها، وأثناء عرض المسافر المشتبه به الثالث على جهاز فحص الأحشاء تبين وجود أجسام غريبة، وتم إنزال ( 68 ) كبسولة منه، فيما تم إنزال ( 50 ) كبسولة من المسافر الرابع.
خطة فورية في مبنى المطار 2 للتصدي لمحاولات التهريب وأشار بن لاحج إلى أنه عند اكتشاف الجريمة الجمركية في مبنى المطار رقم 2، تم عقد اجتماع مصغر على الفور بين مسؤولي الفئات في المبنى لجميع الأقسام المناوبة آخر النهار وآخر الليل لرسم خطة ودراسة الوضع وتحليل البيانات والمعلومات واتخاذ القرار المناسب في حينه، بهدف التصدي لمسافر خامس كان قادما على نفس الرحلة وينتظر في صالة الترانزيت، متحيناً وقت تبديل المناوبة واستغلال انشغال المفتشين بانتهاء الدوام، دون ان يدري أن هناك من ينتظره، وبالفعل ومع عرضه على جهاز فحص الأحشاء تبين وجود أجسام غريبة وتم إنزال كبسولتي أحشاء منه. وأكد بن لاحج بأن ضبط 5 مسافرين من جنسية آسيوية في رحلة واحدة يحملون في أحشائهم مادة الهيروين المخدرة لم تكن تمر دون القيام بالبحث والتحري في حينه عن مسافرين آخرين يشتبه بأن لديهم ما يخفون الافصاح عنه، وتم التطرق إلى نظام الاستهداف الذكي المعمول به بإدارة عمليات المسافرين وتحليل المعلومات وتتبع حركات الرحلات الجوية بالتواصل مع شركات الطيران والإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي، والحصول على معلومات، وتواريخ ووقت وصولهم الدولة، وبناء على المعلومات الدقيقة من أفراد فريق العمل في مبنى 2 ومدراء الأقسام وقادة الفرق ومسؤولي الفئات والمفتشين، تم التوصل إلى معلومة هامة، إذ تبين أن مسافرَين آخرَين قادمان إلى الدولة ولهما علاقة مع المسافرين الخمسة، لكنهما قادمان على رحلة أخرى، فتم تركيز المراقبة عليهما. وبالفعل تأكد اشتباه رجال الجمارك في المسافرين، ومن خلال الاجراءات الجمركية القانونية المتبعة تم إنزال 33 كبسولة هيروين من احدهما ، و40 كبسولة من الثاني، ليصل بذلك عدد الكبسولات التي انزلها المسافرون السبعة في المطار وفي المستشفى الذي تم تحويلهم عليه ( 477 ) كبسولة تزن 5.2 كيلو جرام هيروين. وأضاف أحمد بن لاحج أن المتهمين السبعة جميعهم يحملون جوازات سفر حديثة صادرة في العام 2014، وأنهم تدربوا على عملية استغلال وقت تبديل المناوبة لمفتشي الجمارك في مبنى المطار 2، كما تبين – ومن خلال اعترافات المشتبه بهم - استغلال تجار المخدرات لأشخاص تربطهم صلة قرابة لتسهيل عملية التهريب والتنسيق فيما بينهم، وقال إن جميع المضبوطين في القضية هم على كفالة شركة واحدة، وأنهم لجأوا إلى الانتظار في صالة الترانزيت من غير سبب، مع مراقبة موظفي المطار عن بُعد لتنفيذ خططهم ونواياهم السيئة.