عدل وزير الداخلية العراقي بيان جبر صولاغ عن القيام بعملية عسكرية كبيرة كانت وشيكة ضد مواقع للمسلحين بمناطق سنية بعد تدخل الجامعة العربية في القضية. وقال صولاغ إن الرئيس العراقي جلال الطالباني أبلغه بإيقاف العملية بناء على طلب من الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بهدف إنجاح جهود الجامعة في عقد مؤتمر الوفاق الوطني. وكانت هيئة علماء المسلمين طالبت الجامعة العربية بالتدخل لمنع العملية العسكرية التي أعلن عنها صولاغ الأسبوع الماضي. وقالت الهيئة في بيان لها إن القوى العراقية توافقت في الاجتماع التحضيري لمؤتمر الوفاق الوطني الذي أنهى أعماله في القاهرة في 21 من الشهر الجاري على وقف المداهمات والاعتقالات بدون أمر قضائي, مشيرة إلى أن الإعلان عن العملية العسكرية لا يوحي بأن هناك رغبة في تهدئة الأمور. من جهة أخرى قال المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان إن هناك "توافقا قويا" في واشنطن على إستراتيجية الرئيس جورج بوش في العراق, مشيرا إلى أن البيت الأبيض يلتقي مع مبادرة طرحها مجلس الشيوخ من أجل التحضير لانسحاب تدريجي من البلاد. وجاءت تعليقات ماكليلان بعد أن تقدم السناتور الديمقراطي جوزيف بيدن بخطة تتطرق إلى أن القوات الأميركية ستبدأ بمغادرة العراق ب"أعداد كبيرة" العام المقبل, كما تنص على إبقاء "قوة صغيرة" عسكرية أميركية في العراق أو قربه للتدخل سريعا لتوجيه ضربات للمسلحين عند الضرورة.. كما تأتي في وقت تحدث فيه مسؤول عراقي عن قرب تسليم القوات الأميركية مسؤولية الأمن في عدد من المدن والمناطق بصورة كاملة إلى القوات العراقية. وقال مستشار الأمن الوطني العراقي موفق الربيعي إن رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري سيوقع قريبا على اتفاقية بهذا الشأن مع الجانب الأميركي، معربا عن أمله بأن تتم هذه العملية قبل إجراء الانتخابات التشريعية القادمة.. من جهة أخرى أعرب ممثل الأممالمتحدة في العراق أشرف قاضي عن قلق منظمته من أن تؤدي هجمات المسلحين المستمرة وفضيحة التعذيب بسجون وزارة الداخلية إلى إحجام العراقيين عن التصويت في الانتخابات البرلمانية المقررة الشهر القادم. وحث قاضي العراقيين على الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات والتي من المقرر أن يشارك فيها السنة بأعداد كبيرة لأول مرة.. على الصعيد الأمني أعلن الجيش الأميركي أن جنديا من مشاة البحرية(المارينز) قتل عندما ارتطمت عربته بقنبلة في أحد الشوارع وسط بغداد. كما قالت الشرطة العراقية إن مدنيا قتل وأصيب آخر عندما انفجرت قنبلة بالقرب من دورية للشرطة في بعقوبة شمال شرق بغداد.. وفي بيجي شمال بغداد عثر على جثة مترجم عراقي يعمل مع القوات الأميركية بعد يوم من اختطافه في تكريت. كما أعلن عن مقتل علي جاسم الضابط المكلف بالتحقيق في مقتل 18 بعثيا سابقا بمدينة كربلاء جنوب بغداد على يد أربعة مسلحين مجهولين. وكان 14 عراقيا قتلوا في سلسلة هجمات تفجيرية شهدتها العاصمة العراقية أمس وعدة مدن أخرى مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها منتصف الشهر المقبل.