تعهد عبد الله الثني رئيس الحكومة المعترف بها في ليبيا الاربعاء بمواصلة حكومته حملة عسكرية لاستعادة العاصمة طرابلس،بينما قتل 3 أفراد من الجيش الليبي في إجدابيا جراء استهداف دورية أمنية برصاص مسلحين مجهولين،في حين شن الطيران الحربي الليبي غارة على أحد المواقع التابعة للجماعات المسلحة بدرنة. وصرح الثني ل"قناة العربية" التلفزيونية أن قواته تتقدم صوب طرابلس من الغرب وأنها ستسيطر ايضا على المعبر الحدودي الرئيسي مع تونس. وقال الثني الذي أجبر على الانتقال الي شرق ليبيا حيث يوجد ايضا مقر مجلس النواب المنتخب "تتحرك القوات نحو طرابلس لتحريرها"، مضيفا ان قواته استولت على بلدة غربي العاصمة. وشنت قوات الثني المتحالفة مع جنرال سابق ومقاتلين قبليين في الزنتان بالجبال الغربية غارات جوية على طرابلس. وليبيا منقسمة بين حكومتين منذ ان سيطرت جماعة مسلحة تطلق على نفسها فجر ليبيا على طرابلس بعد معركة مع جماعة منافسة استمرت شهرا وانشأت برلمانا وحكومة. وكان برنادينو ليون مبعوث الاممالمتحدة الخاص الي ليبيا قد ذكر يوم الاثنين الماضي انه يعتزم إطلاق جولة جديدة من محادثات السلام بين اطراف الصراع. واضاف ان المحادثات ستشمل ايضا هذه المرة البرلمان المنافس الذي مقره طرابلس لتوسيع حوار فشل حتى الان في تحقيق تقدم. من جهة ثانية قال الثني ان حكومته تسعى للسيطرة على ايرادات البلاد النفطية بوقف أي مدفوعات عبر حسابات مصرفية في طرابلس لا تخضع لسلطتها. وفي ليبيا -العضو بمنظمة اوبك- برلمانان وحكومتان وجيشان منذ اغسطس الماضي عندما استولت جماعة تطلق على نفسها فجر ليبيا على العاصمة مما أجبر الثني وحكومته على الانتقال الي شرق البلاد. وقالت مصادر طبية الاربعاء إن حوالي 50 شخصا قتلوا على مدى الايام العشرة الماضية في قتال بين قوات موالية للحكومة وجماعات مسلحة متشددة في بنغازي ثاني اكبر مدينة في ليبيا. وسعى المصرف المركزي الذي يشرف على حسابات الايرادات النفطية الي النأي بنفسه عن الصراع لكن الجانبين كليهما عينا مسؤولين متنافسين لادارة القطاع النفطي الحيوي وايضا مؤسسة النفط الوطنية المملوكة للدولة. وفي محاولة لحصر ايرادات البلاد النفطية قال الثني ان حكومته ستنشيء نظاما بديلا للمدفوعات يتجاوز طرابلس. وقال الثني في تصريحاته لقناة العربية التلفزيونية "من اجل السيطرة (علي الايرادات النفطية) وتغيير منظومة الايرادات نحتاج الي انشاء (منظومة جديدة) بالتنسيق مع المؤسسة الوطنية للنفط وتحتاج العملية بالكامل الي اسابيع." وأضاف ان الحسابات الحالية بالمصرف المركزي في طرابلس سيتم غلقها. ميدانيا ،قتل 3 أفراد من الجيش الليبي في إجدابيا جراء استهداف دورية أمنية برصاص مسلحين مجهولين.في حين شن الطيران الحربي الليبي غارة على أحد المواقع التابعة للمسلحين المتشددين بدرنة. وحاصرت قوات الجيش الليبي مجموعة من مسلحي الجماعات المتشددة غربي مدينة بنغازي، التي سيطرت القوات الحكومية على معظم أحيائها. وأكد مصدر عسكري أن سيارتين استهدفتا دورية تابعه للكتيبة "149 مشاة" بالقرب من جزيرة دوران إجدابيا- طبرق، بوابل من الرصاص أردت ثلاثة من عناصرها قتلى. يشار إلى أن مدينة إجدابيا شهدت مؤخرا عمليات اغتيال لعسكريين آخرها اغتيال عميد طيار أمام منزله. وقالت مصادر طبية الأربعاء إن نحو 50 شخصا قتلوا في الأيام العشرة الماضية في المعارك بين القوات الموالية لحكومة عبد الله الثني وجماعات إسلامية في مدينة بنغازي. ويرتفع بذلك عدد القتلى إلى نحو 450 منذ أن قامت القوات التابعة للجيش، بقيادة اللواء خليفة حفتر، بشن حملة على الجماعات المسلحة المتشددة في بنغازي، وأخرجتها من منطقة مطار بنينا ومن عدة معسكرات كان الجيش قد خسرها خلال الصيف الماضي. وقالت مصادر طبية بأحد المستشفيات، أن نحو 48 شخصا قتلوا وأصيب 80 في الأيام العشرة الماضية،وأن جنديين اثنين قتلا الأربعاء . وفتحت البنوك والمتاجر أبوابها في بعض المناطق التي انحسر فيها القتال، إلا أن الصراع على ما يبدو وصل إلى حالة من الجمود في منطقة ميناء بنغازي. وعلى الرغم من أن قوات حفتر تقصف المنطقة منذ أسابيع إلا أن القوات الموالية للحكومة تقول إن المسلحين ما زالوا مختبئين هناك. وقال محمد الحجازي، المتحدث باسم حفتر، وهو المتحدث باسم الجيش في شرق ليبيا أيضا، إن التعزيزات قادمة من مدينتي طبرق وأجدابيا بالشرق لمساعدة القوات المؤيدة للحكومة في بنغازي. وتمكن اللواء حفتر من دمج قواته مع الجيش بعد حصوله على تكليف من البرلمان المنتخب الموالي للثني، فيما تشير تصريحات لمسؤولين في حكومة الأخير إلى إمكانية تعيين خليفة حفتر رسميا قائدا عاما للجيش الليبي. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الخميس إن القتال المتواصل في مدينة بنغازي شرد عشرات الآلاف من الأشخاص وأجبرهم على مغادرة المدينة. وذكر الصليب الأحمر أن الصراع في بنغازي بين الفصائل المسلحة والقوات التي تحالفت مع حكومة ليبيا المعترف بها دوليا يتصاعد بشكل يومي ويتجه نحو الأخطر والأسوأ. وصرح رئيس وفد الصليب الأحمر لليبيا أنطوان جراند المقيم في تونس بأن "الخدمات في المستشفيات الرئيسية تعطلت بشكل كبير بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة ورحيل العاملين الأجانب والنقص الحاد في الإمدادات الطبية." وأضاف جراند أن الوضع الأمني المتدهور يصعب مهمة المنظمات الإنسانية للوصول إلى الضحايا. وتسبب الصراع القائم على الأراضي الليبية بنقص كبير في الوقود والكهرباء والمياه مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتضرر البنية التحتية، ولا تزال ليبيا تعيش حالة من عدم الاستقرار بعد ثلاثة أعوام من سقوط نظام الراحل معمر القذافي فيما تتنافس حكومتان على السلطة وتقتتل فصائل مسلحة للسيطرة على الأراضي. من جانب آخر قرر الاتحاد الأوروبي الخميس حظر دخول الطائرات المدنية الليبية المجال الجوي للدول الأعضاء في الاتحاد، خشية أن تؤثر الأزمة السياسية والأمنية التي تشهدها البلاد على شروط السلامة المتبعة. وقالت مفوضة النقل في الاتحاد فيوليتا بولك، إن الأحداث الأخيرة في ليبيا أدت إلى وضع لم تعد فيه سلطة الطيران المدني قادرة على الوفاء بالتزاماتها الدولية المتعلقة بسلامة قطاع الطيران، مشيرة إلى أن سلامة الركاب أمر غير قابل للتفاوض. وأبدت المسؤولة الأوروبية استعدادا للمساعدة في نهوض قطاع الطيران الليبي حالما يسمح الوضع على الأرض بذلك. وأدرجت على قائمة الحظر سبع شركات ليبية بينها الخطوط "الإفريقية" وشركة "ليبيا للطيران" و"الخطوط الجوية الليبية". ويأتي القرار عقب مراجعة دورية لقائمة الاتحاد الأوروبي لسلامة الطيران التي تشمل حاليا 21 بلدا وأكثر من 308 شركات طيران يتعين عليها جميعا تطبيق معايير الاتحاد الأوروبي. وتشمل القائمة شركات طيران من أفغانستان وأنغولا وبنين وجمهورية الكونغو وجمهورية الكونغو الديموقراطية وجيبوتي وغينيا الاستوائية واريتريا والغابون واندونيسيا وكازخستان وقيرغيزستان وليبيريا وليبيا وموزمبيق ونيبال والفيليبين وسراليون وساو تومي وبرنسيبي والسودان وزامبيا. وأدرجت المفوضة 10 خطوط طيران يسمح لها بالتوجه إلى وجهات أوروبية لكن تحت قيود معينة. *وكالات