أفادت مصادر في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" الخميس أن الجيش الأمريكي يدرس خياراً يتعلق بسحب جزء من قواته في العراق يصل إلى نحو 30 ألف عنصر، وذلك في أعقاب الانتخابات البرلمانية المقررة في الخامس عشر من ديسمبر/كانون الأول الحالي. وجاء الكشف عن خبر سحب عشرة آلاف عنصر إضافي، إلى جانب العشرين ألف فرد التي تطرق كبار المسؤولين إليها طوال أشهر مضت، عندما التقى السيناتور الديمقراطي جوزيف ليبرمان الخميس مع وزير الدفاع دونالد رامسفيلد والجنرال بيتر بايس، قائد هيئة الأركان المشتركة. ويأتي أيضاً في أعقاب سلسلة من الكلمات التي وجهها الرئيس جورج بوش ونائبه ديك تشيني إلى الشعب الأمريكي رفضا خلالها الدعوات المطالبة بسحب فوري للقوات الأمريكية من العراق، لكنهما اعترفا خلالها بأن مسار الحرب الأمريكية هناك آخذ في التغير. من جانبه، قال ليبرمان "إن الوقت قد حان لأن يقر الديمقراطيون، الذين لا يثقون بالرئيس بوش، بأنه سيظل على رأس القيادة العسكرية لثلاث سنوات أخرى، وأنه في حالات الحرب، فإننا نقوض مصداقية الرئاسة عند أبناء شعبنا." وجرت العادة أن يلتقي وزير الدفاع مع أعضاء من الكونغرس الأمريكي أيام الثلاثاء والخميس، غير أن دعوة ليبرمان، الذي أصدر تصريحات مؤيدة لبوش، تعد استثنائية نوعاً ما، بحسب ما أفاد مسؤولون كبار في وزارة الدفاع الأمريكية. على أن البنتاغون رفض تأكيد مسألة سحب الجنود من العراق، قائلاً إنه لم يتخذ أي قرار في هذا الشأن، لكنه أوضح أن الخيار قيد الدراسة يتعلق بسحب فرقة من الجيش توجد في موقع لها في الكويت، لتعمل كقوة رد سريع في حال الأزمات. وقال مسؤولون في البنتاغون إنه تم تجميد إرسال فرقة المشاة الأولى إلى العراق، وأن مجموعات صغيرة تم إرسالها لتقوم بتدريب قوات الأمن العراقية. إضافة إلى ذلك، شن بوش هجوماً كبيراً على الديمقراطيين، الذين أكدوا أن الولاياتالمتحدة لن تنتصر في العراق، وقال للصحفيين في البيت الأبيض "أعلم أننا سننتصر، قواتنا بحاجة إلى مساندة، ولدينا استراتيجية للنصر." وجاء ذلك ردا على رئيس الحزب الديمقراطي، هوارد دين، الذي قال الاثنين إن الولاياتالمتحدة ترتكب ذات الأخطاء التي حدثت في حرب فيتنام، وإن حتمية الانتصار في حرب العراق هي مجرد "فكرة خاطئة." وأدلى دين بتصريحاته الاثنين لإذاعة سان أنطونيو في تكساس، وشبّه فيها خطة الإدارة الأمريكية الحالية بتسليم مهام الأمن للعراقيين، بخطة مماثلة جرت خلال حرب فيتنام لتسليم ذات المهام لمواطني فيتنام الجنوبية.(التفاصيل) وكانت القوات الأمريكية في العراق أعلنت الأربعاء مقتل أحد جنودها، ليرتفع عدد القتلى في صفوف قواتها منذ بدء الحرب في ربيع عام 2003 إلى 2131 جنديا. وكان الجيش الأمريكي قد أعلن في بيان الاثنين، أن أحد جنوده قتل الأحد شرقي العاصمة العراقية بغداد، عندما انفجر لغم أرضي في دورية كان ضمنها. (CNN)