حث نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني الدول العربية على إرسال سفرائها إلى العراق، معتبرا أن ذلك سيؤدي إلى الحد من النفوذ الإيراني هناك، وخطوة رئيسية في التصدي له. وقال تشيني أثناء زيارته المفاجئة لبغداد "سوف يفعل أصدقاؤنا العرب خيرا بإرسال سفرائهم إلى العراق. وأضاف:إذا كانت الدول العربية معنية بالنفوذ الإيراني، فإن إحدى الوسائل بالنسبة لهم للتصدي لهذا النفوذ تتمثل في الالتزام بوجود تمثيل لهم أيضا. وجاءت زيارة تشيني إلى العراق في مستهل جولته الشرق أوسطية، متزامنة مع الذكرى الخامسة للغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق، ومع دخول الحرب هناك عامها السادس. وأعلن تشيني، مهندس غزو العراق، أن الغزو الذي قادته أمريكا للعراق عام 2003 "مسعى ناجح" وقال في المؤتمر الصحفي عقب لقائه الزعماء العراقيين "اذا عاودتم النظر إلى هذه السنوات الخمس فستجدون أنها كانت محاولة صعبة وتنطوي على تحد لكنها ناجحة... وتستحق تماما الجهد الذي بذل من اجلها.وحرب العراق قضية كبرى في حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية. ومع دخول عامها السادس كلفت الحرب الاقتصاد الأمريكي 500 مليار دولار. وقالت هيلاري كلينتون الآملة في الفوز بترشيح الديمقراطيين في الانتخابات إن الفاتورة النهائية للحرب قد تصل إلى تريليون دولار. وقتل عشرات الآلاف من العراقيين ونحو أربعة آلاف جندي أمريكي. وقال الجيش الأمريكي إن اثنين آخرين من قواته قتلا الاثنين عندما انفجرت قنبلة مزروعة على طريق مستهدفة مركبتهما بالقرب من بغداد. وقال الجيش العراقي إن ستة أطفال قتلوا اثر سقوط قذيفة مورتر على منزلهم بأحد الأحياء الشمالية للعاصمة. وبعد قليل من تحدث تشيني فجرت امرأة كانت ترتدي صدرة ناسفة نفسها في مقهى بمدينة كربلاء الشيعية جنوب العراق فقتلت 40 شخصا وأصابت 71 وذلك وفقا للشرطة ومسؤولين طبيين. وقتل اربعة واصيب 13 في هجمات بالقنابل ببغداد. وروى شاهد العيان محمد كاظم (39 عاما) بعد انفجار كربلاء انه كان يتحدث مع زميل له ويأكلان الخبز على بعد أمتار قليلة من المقهى. وقال انه سمع فجأة انفجارا ضخما القي من شدته على الأرض. ووصل تشيني في الوقت الذي كان يجري فيه المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية جون مكين لقاءات مع القادة العراقيين في إطار بعثة تقصي حقائق تتبع لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي. وقال تشيني بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي "اخر مرة كنت فيها ببغداد منذ 10 شهور واشعر بتغيرات استثنائية فيما يتعلق بالوضع الاجمالي نتيجة للتقدم الذي حدث منذ ذلك الحين". وقال المالكي بعد اجتماعه مع تشيني من خلال مترجم ان هذه الزيارة مهمة لانها تأتي في وقت حدث فيه تقدم كبير في العراق. واظهر استطلاع للرأي اجري على الفي شخص عبر العراق لصالح محطات تلفزيون عالمية ومن بينها هيئة الاذاعة البريطانية وشبكة اي بي سي الامريكية حالة مرتفعة من التفاؤل بينهم. وقال تشيني انه كان هناك "تحول ملحوظ" في الوضع الامني بعد ارسال 30 ألف جندي اضافي الى العراق العام الماضي للمساعدة في خفض العنف الطائفي الذي هدد بنشوب حرب اهلية. ورغم تحسن الامن فإن هناك نحو اربعة ملايين عراقي لا يزالون مشردين وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في تقرير اليوم إن ثمة ملايين لا يزالون محرومين من المياه النظيفة والرعاية الطبية. ومثل مكين يزور تشيني العراق في بداية جولة في الشرق الاوسط يزور خلالها ايضا السعودية واسرائيل والضفة الغربية وتركيا وسلطنة عمان في جولة تستمر تسعة ايام. وكان تشيني ومكين من أشد مؤيدي زيادة القوات الامريكية في العراق. ويقول الجيش الامريكي ان الهجمات في العراق انخفضت بنسبة 60 في المئة منذ يونيو/حزيران الماضي لكنه سلم بزيادة الهجمات منذ يناير/كانون الثاني. وقال مكين في مقابلة مع شبكة سي ان ان التلفزيونية الاخبارية الامريكية من بغداد "الزيادة تعمل" ردا على مطالبة المرشحين الديمقراطيين للرئاسة كلينتون وباراك اوباما بسحب القوات من العراق بأسرع ما يمكن. ولم يلتق مكين وتشيني خلال اليوم حيث عقد نائب الرئيس الامريكي لقاءات مع الزعماء العراقيين. وتوجه خارج المنطقة الخضراء التي تقوم الولاياتالمتحدة على حمايتها وسط طابور من العربات المدرعة لزيارة الرئيس جلال الطالباني والزعيم الشيعي القوي عبد العزيز الحكيم. وقال تشيني عقب لقائه عبد العزيز الحكيم رئيس قادة المجلس الاعلى الاسلامي العراقي اكبر تكتل سياسي شيعي "لايزال هناك كثير من العمل الشاق يتعين فعله لكن في الوقت الذي نمضي فيه قدما يجب على الشعب العراقي ان يعرف انه سيحصل على دعم مستقر من الرئيس بوش والولاياتالمتحدة لتعزيز ديمقراطيتهم". وقال السفير الامريكي لدى العراق ريان كروكر لاحقا ان من بين القضايا التي ناقشها تشيني ومكين مع القادة العراقيين قانون معطل لتقسيم الثورة النفطية والذي تعتبره واشنطن احد دعائم المصالحة. وسوف يسمح القانون باقتسام عوائد احتياطيات العراق الهائلة من النفط والتي تعد ثالث اكبر الاحتياطيات في العالم لكنه لا يزال معطلا بسبب ممانعة الكتل السياسية في التوصل لحل وسط.