حصدت موجة العنف التي شهدها العراق الاثنين والثلاثاء أكثر من 30 قتيلاً من بينهم أربعة أمريكيين وأستاذ جامعي وعضو في مجلس محافظة ديالى، بجانب 50 جريحاً وفق مصادر مسؤولة. وأعلن الجيش الأمريكي في بيان الثلاثاء مصرع طيارين عسكريين في حادث غربي العاصمة بغداد مساء الاثنين، مكتفياً بالإشارة إلى أن الحادث لم ينجم عن نيران معادية، إلا أنه لم يكشف عن ملابساته أو طراز المروحية. وفي وقت لاحق أعلن الجيش مصرع عنصر من قوات مشاة البحرية "مارينز"، يتبع الفرقة الثانية، خلال اشتباكات وقعت الاثنين في منطقة الخالدية. وكان قد أعلن في وقت سابق مصرع أحد جنوده إثر إطلاق قذيفة أر.بي.جي على دورية عسكرية في العاصمة بغداد، وبمقتل هؤلاء ارتفعت حصيلة قتلى الجيش الأمريكي في العراق إلى 2174 قتيلاً. وبدأت سلسلة الأحداث الدامية بانفجار قنبلة بالقرب من موكب محافظ ديالى، رشيد ملا التميمي، شمال شرقي مدينة بعقوبة، بحسب تصريحات مسؤول من مركز التنسيق المشترك في المحافظة. وأصيب المحافظ بجراح في الحادث الذي أودى بحياة أحد حراسه. وفي هجوم آخر، أردى مسلحون مجهولون العضو في مجلس محافظة ديالي، سعاد جعفر، وسائق سيارتها، قتيلين في هجوم جنوبي بعقوبة. وإلى ذلك قتل خمسة من أفراد الشرطة العراقية في هجوم بالأسلحة الرشاشة استهدف قوة التدخل السريع في منطقة "بُهرز" صباح الاثنين. ولم تتوفر المزيد من التفاصيل بشأن الحادث الذي شهدته المنطقة الواقعة على بعد 30 ميلاً شمال شرقي العاصمة بغداد. وخلفت اشتباكات بين القوات العراقية والعناصر المسلحة شمال مدينة بعقوبة في وقت متأخر الأحد، جنديين قتيلين وأربعة جرحى..وفي العاصمة بغداد، خلفت سلسلة من التفجيرات الاثنين خمسة قتلى على الأقل، بدأت باستهداف سيارتين ملغومتين لدوريات للشرطة العراقية، ونجم عنها مقتل عنصري شرطة وستة جرحى من االمدنيين. سلسلة من الهجمات الدموية شهدها العراق الاثنين وقتل مدني وأصيب العشرات، من بينهم ثلاثة من رجال الشرطة، في انفجار سيارة ملغومة ثالثة شمالي بغداد وأصيب ستة أشخاص، من بينهم عنصر كوماندوز في الشرطة العراقية، بانفجار سيارة مفخخة رابعة في وسط العاصمة. إلى ذلك قالت مصادر إن جنديين عراقيين لقيا مصرعهما في هجوم بقرية ضباب على بعد 100 كيلومتر تقريباً شمالي بغداد. من جهة اخرى أعلنت وزارة الدفاع الاوكرانية الثلاثاء أن جميع قواتها في العراق قد غادرت البلاد. . وأضافت الوزارة "أن آخر مجموعة مكونة من ثماني ناقلات جنود مدرعة و 44 جنديا" قد وصلت إلى الكويت"، وبهذا تفي الحكومة الاوكرانية بتعهدها بسحب قواتها من المنطقة بحلول نهاية العام. وكان الرئيس الأوكراني فيكتور يوشينكو قد أصدر أمرا في مارس/آذار الماضي بانسحاب القوات الأوكرانية، التي يبلغ قوامها 1650 جنديا، تدريجيا من العراق. يذكر أن 17 جنديا أوكرانيا قد قتلوا في العراق، ولا يلقى نشر القوات الأوكرانية في العراق ترحيبا بين المواطنين. وكانت أوكرانيا قد عارضت الحرب الأمريكية على العراق بشدة في البداية لكنها وافقت في وقت لاحق على إرسال قوة كبيرة تحت قيادة القوات البولندية في وسط وجنوب العراق. واعتبرت هذه الخطوة محاولة من الرئيس السابق ليونيد كوتشما لإصلاح العلاقات مع واشنطن، والتي كانت قد توترت بسبب مزاعم عن موافقته على بيع أنظمة رادار ومعدات عسكرية أخرى إلى النظام العراقي السابق فيما يعد انتهاكا لعقوبات الأممالمتحدة. الى ذلك قررت الحكومة البولندية الثلاثاء الابقاء على قواتها بالعراق حتى نهاية العام القادم متراجعة بذلك عن قرار الحكومة السابقة بالانسحاب بحلول نهاية 2005 . وقال رئيس الوزراء كازيميريز مارسينكيوفيتش في مؤتمر صحفي "قررت الحكومة أن تطلب من البرلمان تمديد نشر القوات العسكرية البولندية كجزء من قوات الاحتلال في العراق من أول يناير 2006 وحتى 31 ديسمبر 2006. ولبولندا التي تعد من أوثق حلفاء الولاياتالمتحدة في اوروبا نحو 1500 جندي في العراق. وكانت وزارة الدفاع البلغاريا قد أعلنت أنها سحبت كتيبتها المؤلفة من 334 جندي مشاة بالكامل من العراق تنفيذاً لخطط إنهاء وجودها العسكري هناك بحلول نهاية العام الجاري. وأقر البرلمان البلغاري الخطة في مايو استجابة لمعارضة شعبية قوية للحرب.. ويتزامن الإنسحاب مع إنسحاب مماثل لاوكرانيا وهي من أكبر الدول المشاركة في العملية التي تقودها الولاياتالمتحدةالأمريكية في العراق. وأوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع فلاديسلاف بريليتسوف أن "بحلول الليلة الماضية كانت المجموعة الاخيرة المؤلفة من 130 جندياً بلغاريا قد وصلت إلي مكان أمن في الكويت.. سيعودون إلي بلغارياً في 30 ديسمبر". وأرسلت بلغاريا جنودها للعراق في 2003 في إطار مساندتها القوية للعمليات العسكرية التي تقودها الولاياتالمتحدة.. وفقدت بلغاريا 13 جندياً وسته مدنيين هناك ويعارض معظم مواطنيها البالغ تعدادهم 7.8 مليون نسمة بقاء القوات هناك أكثر من ذلك.