قال مسؤولون أمنيون إن تسعة قتلوا عندما هاجم انتحاري يتخذ هيئة راع مجموعة من رجال الشرطة شمالي بغداد اليوم الثلاثاء في حين قتل ستة مدنيين على الاقل بعدما أطلق عليهم جنود أمريكيون النار في حوادث منفصلة. وقال رجال شرطة في مقر الشرطة بمحافظة ديالى والواقع في بعقوبة على بعد 65 كيلومترا الى الشمال من بغداد انهم أخذوا على حين غرة عندما ساق الانتحاري عددا من الاغنام باتجاه نقطة تفتيش قبل أن يفجر حزاما ناسفا كان يرتديه. وقال الملازم علي جاسم الضابط بشرطة ديالى لرويترز انه لم يكن هناك ما يثير الشك لان المنطقة مفتوحة وزراعية ومن الطبيعي أن يتحرك فيها الرعاة. وأضاف أن أربعة من الشرطة واثنين من المدنيين قتلوا في الانفجار. وقتلت ثلاث نساء لدى اطلاق النار بصورة عشوائية خلال الفوضى التي أعقبت الانفجار. ويصنف القادة الامريكيون محافظة ديالى التي يسكنها مزيج عرقي وديني على أنها واحدة من أخطر المناطق بالعراق بعد أن اضطر مقاتلو القاعدة لترك معقلهم السابق في محافظة الانبار الغربية الى مناطق أخرى. وتراجعت وتيرة الهجمات في مختلف أنحاء العراق بنسبة 55 في المئة منذ نشر 30 ألف جندي اضافي في منتصف يونيو حزيران في اطار حملة أمنية تستهدف تجنب نشوب حرب أهلية بين الغالبية الشيعية والاقلية السنية. كما يعزى بالفضل في تراجع عدد القتلى بين المدنيين العراقيين والعسكريين الامريكيين خلال الشهرين الماضيين لوحدات مجالس الصحوة التي نظمها بالاساس زعماء عشائريون من العرب السنة استنادا لنموذج مجلس صحوة الانبار الذي تأسس العام الماضي. ومع انحسار العنف بدأت القوات الامريكية انسحابا تدريجيا سيؤدي لمغادرة نحو 20 ألف جندي للبلاد بحلول يوليو تموز 2008 . وستتراجع مستويات القوات الاجمالية بالعراق بنحو 5000 فرد عندما ينسحب لواء من ديالى الشهر القادم وان كان اخرون من القوة العسكرية الحالية التي تضم نحو 162 ألف جندي أمريكي في العراق سينتقلون الى المحافظة. ورغم سحب عدد من الجنود وانحسار العنف يقول القادة الامريكيون ان عدد الهجمات مازال كبيرا وان مقاتلي القاعدة والميليشيات الشيعية سيسلكون سبلا جديدة لمهاجمة أهداف عسكرية ومدنية. وكثيرا ما ثار العراقيون بسبب ما يصفونه بافراط القوات الامريكية في اللجوء للقوة منذ الغزو عام 2003 وخاصة في الضربات الجوية ومن جانب الجنود الذين يتحركون في قوافل من عربات الهمفي. ويوم الثلاثاء قال الجيش الامريكي ان مدنيين قتلا وأصيب أربعة عندما فتح جنود أمريكيون النار على حافلة صغيرة بعدما تجاهل قائدها الاوامر بالتوقف عند نقطة تفتيش في بغداد وبعد اطلاق عيار تحذيري. وذكر مصدر بالشرطة أن الحافلة كانت تقل موظفين بوزارة المالية وكانت تتحرك في حي الشعب بشمال بغداد. وقال مصدر اخر بالشرطة ان عدد القتلى أربعة منهم ثلاث نساء. وذكر شهود أنهم رأوا جثة واحدة على الاقل مسجاة بالشارع. وقال الجيش الامريكي ان جنوده فتحوا النار أيضا على سيارة اقتربت من نقطة تفتيش بسرعة كبيرة في بيجي الواقعة على بعد 180 كيلومترا شمالي بغداد أمس الاثنين مما أسفر عن مقتل مدنيين كانا بداخلها. وتوفي لاحقا طفل كان في السيارة متأثرا بجروحه رغم تلقيه الاسعافات اللازمة. وقال متحدث باسم الجيش "ان القوة المتعددة الجنسيات بالعراق تأسف بشدة لاصابة أو مقتل أي مدني عراقي ونقدم تعازينا لاسر الضحايا." ووقع اطلاق الرصاص بعد مقتل اثنين يشتبه أنهما من المقاتلين في مداهمات استهدفت مسلحي القاعدة حول بيجي. وفي الرمادي الى الغرب من بغداد قال الجيش ان جنوده أطلقوا النار أيضا على مدني كان يقود سيارة يوم الاحد فأردوه قتيلا لعدم توقفه عند نقطة تفتيش. وأعلن مسؤولون أمريكيون وعراقيون يوم الاثنين ان محادثات رسمية ستبدأ بين واشنطن وبغداد العام القادم بشأن مستقبل العلاقة بين البلدين بعد انتهاء تفويض الاممالمتحدة للقوة المتعددة الجنسيات بالعراق. *رويترز: