اتهمت شركة غازبروم الروسية أوكرانيا بالاستيلاء على كميات من الغاز الروسي المصدر إلى المستهلكين الأوروبيين بشكل غير شرعي. وقال الناطق الصحفي لرئيس إدارة شركة "غازبروم" سيرغي كوبريانوف في مؤتمر صحفي عقده في موسكو أمس: "لدينا معلومات تؤكد على أن أوكرانيا باشرت بالاستيلاء على كميات من الغاز الروسي المصدر إلى المستهلكين الأوروبيين. وستكون المعلومات الدقيقة الخاصة بحجم الغاز الذي سرقه الجانب الأوكراني جاهزة في الثاني من هذا الشهر". وترى شركة "غازبروم" أن من الممكن تحقيق اتفاق في مسألة الغاز مع أوكرانيا بعد توقيع عقد حول صادرات الغاز لعام 2006 بالكامل. وأكد كوبريانوف على أن السعر الذي تقترحه شركة "غازبروم" لأوكرانيا في عام 2006 يستند إلى أسس اقتصادية. وذكر أن أوكرانيا تدرك جيدا ما وصلت إليه أسعار الغاز في الأسواق العالمية لأن لديها عقودا لإعادة تصدير الغاز. وأضاف أن سعر الغاز سيتجاوز حسب تلك العقود 250 دولارا لكل ألف متر مكعب في عام 2006. وتنوي شركة "غازبروم" في عام 2006 تصدير الغاز إلى رومانيا وبلغاريا وهنغاريا بسعر يتراوح بين 230 و260 دولارا لكل ألف متر مكعب، وإلى النمسا وألمانيا وإيطاليا بسعر يتراوح بين 245 و265 دولارا لكل ألف متر مكعب. ومن جانبها أصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانا حملت فيه الجانب الأوكراني المسؤولية عن أية مشاكل قد تحدث في مجال تصدير الغاز الروسي إلى البلدان الأوروبية. وجاء في بيان وزارة الخارجية الروسية "نأمل أن يقوم الجانب الأوكراني، حسب التزاماته الدولية، بضمان استمرار ترانزيت الغاز الروسي إلى البلدان الأوروبية.. وإذا لم ينفذ الجانب الأوكراني هذه الالتزامات فإنه سيتحمل المسؤولية عن أي تعقيد محتمل في العلاقات الروسية الأوكرانية في مجال الغاز، وعن المشاكل التي قد تواجه البلدان الأوروبية بسبب تصرفات كييف... وقد قدم الجانب الروسي في الحادي والثلاثين من هذا الشهر مقترحا تفضيليا للجانب الأوكراني يتضمن تأجيل التحول نحو أسعار السوق في مجال صادرات وترانزيت الغاز الطبيعي حتى نهاية الربع الأول من هذا العام". وجاء في البيان أيضا: "يتولد انطباع وكأن السلطات الأوكرانية الحالية غير واثقة من نفسها حيث قررت عن قصد تعطيل المحادثات مع الجانب الروسي لتستغل مشكلة الغاز لأغراضها الخاصة والتلاعب بالوضع السياسي الداخلي، بما في ذلك مواعيد الانتخابات البرلمانية في أوكرانيا". وترى الخارجية الروسية أنه نتيجة لتصرفات كييف هذه لم توقع شركة "غازبروم" الروسية وشركة النفط والغاز الأوكرانية العقد الخاص بتصدير الغاز الطبيعي الروسي إلى أوكرانيا، وترانزيت الغاز الروسي المصدر إلى بلدان الاتحاد الأوروبي وغيها من الدول الأوروبية عبر الأراضي الأوكرانية. وأكدت على أن الجانب الروسي سينفذ جميع الاتفاقات والعقود التي وقعها مع شركائه من بلدان الاتحاد الأوروبي والبلدان الأوروبية الأخرى في مجال صادرات الغاز الروسي لما فيه مصلحة تعزيز أمن الطاقة في أوروبا والتعاون الاقتصادي في هذه القارة عموما.