تبدأ جموع حجاج بيت الله الحرام اليوم الثامن من شهر ذي الحجة بالتوجه إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية والمبيت هناك اقتضاء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم. وسيتدفق ضيوف الرحمن في اليوم التالي الاثنين التاسع من ذي الحجة إلى صعيد عرفات الطاهر لأداء ركن الحج الأعظم وهو الوقوف بعرفة. وينفر الحجاج بعد مغيب شمس يوم عرفة إلى مزدلفة ليقضوا بها الليل ويجمعون الجمرات استعدادا لرمي جمرة العقبة الكبرى في يوم النحر وهو أول أيام عيد الأضحى المبارك. وبعد رمي جمرة العقبة الكبرى والحلق أو التقصير يتحلل الحجاج بذلك "التحلل الأصغر" وينحرون هديهم. وبالطواف ببيت الله العتيق طواف الإفاضة وهو من أركان الحج يتحلل بذلك الحاج التحلل الأكبر. ويقضي الحجاج يومين من أيام التشريق للمتعجل وثلاثة لغير المتعجل بمنى, لتنتهي بذلك مناسك الحج في رابع أيام العيد, ليبدأ الحجاج بعدها رحلة العودة إلى ديارهم أو زيارة الأماكن المقدسة الأخرى. وأدى حوالي مليوني حاج أمس صلاة الجمعة في المسجد الحرام بمكةالمكرمة وقالت وكالة الأنباء السعودية أنه رغم الكثافة الكبيرة في أعداد الحجاج والمصلين فقد اتسمت الحركة المرورية بالمرونة والانسيابية ولم تحدث أي اختناقات أو حوادث مرورية تذكر. وقد اتخذت السلطات السعودية إجراءات أمنية وطبية واسعة وكثفت رقعة انتشارها بنشر 60 ألف رجل أمن لتقديم الخدمات المتعددة لضيوف الرحمن وتسهيل حركة المرور وتقديم الرعاية الصحية للحجاج. وأكد الوزير السعودي أن السلطات ستمنع الحجاج من افتراش الأرض في منطقة جسر الجمرات، وهو الموضع الذي شهد العديد من التدافعات القاتلة في الأعوام الماضية. وكان نحو 250 حاجا لقوا حتفهم في تدافع أثناء رمي الجمرات على جسر الجمرات في اليوم الثالث من أيام التشريق في حج عام 2004. وتقول السلطات إن إجمالي عدد الحجاج سيكون أقل قليلا عن العام الماضي بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة. وتعتبر التدافعات القاتلة وتفشي العدوى بفيروس خطير بين الحشود المجتمعة، من الاحتمالات التي يمكن أن تعد قوات الأمن السعودية نفسها لمواجهتها. ويأتي الكثير من الحجاج من دول آسيوية حيث قتل فيروس إنفلونزا الطيور "H5N1" أكثر من 70 شخصا منذ العام 2003. وتقول السعودية إنها شددت إجراءات الرقابة الصحية خلال حج هذا العام. ضحايا الانهيار وقبل أيام من بدء مناسك الحج أعلنت وزارة الداخلية السعودية أن عدد قتلى انهيار فندق لؤلؤة الخير في مكةالمكرمة ارتفع اليوم إلى 76 شخصا. وقالت الوزارة إن الحادث أسفر كذلك عن إصابة 62 شخصا وإن هذه الأرقام قد تكون نهائية. كما أشارت إلى انتهاء عمليات الإنقاذ. وقد استعانت فرق الإنقاذ بطوافة وأخلت مبنيين يقعان على جانب الفندق الذي يبعد 200 متر عن المسجد الحرام, كما شكلت السلطات لجنة تحقيق في الحادث. وقال المدير العام للدفاع المدني عادل الزمزمي إن مبنى لؤلؤة الخير قديم ولم يعد قادرا على استقبال النزلاء، وأوضح أنه بعد المعاينة تبين أنه مكتظ بالسكان أكثر من اللازم. وقال بعض ساكني مكة إن عمر المبنى يزيد على 30 عاما. ولم تعط الداخلية أي تفاصيل إضافية حول جنسيات الضحايا الذين كان من بينهم ثماني نساء على الأقل، لكن ناجين أكدوا أن معظم الضحايا كانوا من حملة الجنسية الهندية والباكستانية والليبية والإمارات العربية المتحدة. وكالات