اطلقت وزارة الصحة العامة والسكان اليوم الاثنين حملة تبرع وطنية خيرية لدعم شراء أدوية الأمراض المزمنة الضرورية والمنقذة للحياة تحت شعار " أحي نفسا ". اعلن ذلك الدكتور ناصر العرجلي وكيل وزارة الصحة العامة والسكان لقطاع الطب العلاجي مؤكدا ان هذه الحملة الطوعية الخيرية تاتي في محاولة للتخفيف من معاناة الاف المرضى اليمنيين من ذوي الحالات المزمنة كالفشل الكلوي والسرطان والسكري والكبد والثلاسيميا والصرع. مشيرا الى ان حملة التبرع الانسانية الطوعية تجسد روح الاخوة والعطاء الخيري والتكافل بين افراد المجتمع لاجل انقاذ حياة عشرات الالاف من الحالات المرضية المزمنة داعيا رجال المال والاعمال وكل الخيرين الى التحلي بروح المسئولية والمبادرة الى التبرع بما تجود به ايديهم وخاصة في هذه الايام المباركة والشهر الفضيل عبر البنك المركزي اليمني على اقام الحسابات التالية: : 106110081 . لافتا الى ان الحرب التي لاتزال مشتعلة مع ما تعانيه اليمن من حصار خانق قد تماهت أثارها بشكل كبير محدثة فجوة تمويلية هائلة أعاقت مسألة شراء وتأمين أدوية الأمراض المزمنة المنقذة للحياة . وبحسب الاحصاءات الرسمية فانه يتلقى( 49 ألف) مصاب بالسرطان بأنواعه المتعددة علاجهم في مراكز الأورام التابعة للبرنامج الوطني للأورام لكن الأدوية المدعومة وجرعات العلاج الكمياوي لم تعد متوفرة للمرضى . ويعزي الدكتور عفيف النابهي مدير البرنامج الوطني للأورام سبب المشكلة إلى الحرب الدائرة والحصار وما ترتب عليهما من حدوث فجوة تمولية نتيجة تدني الإمكانيات المتاحة لدى وزارة الصحة وبرنامج معالجة الأورام . وبالقابل، هناك ايضا عدد كبير من مرضى السكري بنوعيه الأول والثاني في اليمن على قائمة الانتظار ، ويشكلون بالمجمل نسبة (9% )من إجمالي عدد السكان . وقد أوضح الدكتور عبد الكافي ناصر الحداد- نائب مدير عام المركز الوطني للسكري ومسؤول العلاقات العامة للجمعية العامة لمرضى السكري، أوضح بأن عدد حالات مرض السكري بنوعيه الأول والثاني الذين يتلقون العلاج زهاء (16400)مريض، وأغلبهم من الفقراء وذوي الدخل المحدود . لافتا إلى عجز المركز حاليا عن توفير الأدوية المختلفة للمرضى بنسبة(100%) والذي يعزو سببه إلى انقطاع دعم الشركات منذ أكثر من عام، وتحديدا منذ بداية الحرب والحصار، حد قوله . ومن جهته، أكد الدكتور مختار القباطي- مدير مركز رعاية مرضى الثلاسيميا، أن عدد مرضى تكسر الدم الوراثي (الثلاسيميا) يبلغ نحو (4200)مريض . مبينا أن عددهم في تزايد مستمر، في الوقت الذي يعاني فيه المركز نقصا حادا في الأدوية الضرورية مثل الأكسجيد 500 mg وحقن الديسفرال وهي أصناف منقذة للحياة وصفه تعمل - حد وصفه- على سحب الحديد المترسب في أجسام المرضى وخصوصا في القلب والأعضاء الحيوية . وقال مدير مركز رعاية مرضى الثلاسيميا: إن ارتفاع معدل الحديد يسبب مضاعفات للقلب والغدد والأعضاء الحيوية قد تؤدي إلى الوفاة . مضيفا القول بأن هناك حاجة لدعم شراء عقار "الديفريبرون "، باعتباره أقل كلفة ومجديا بدرجة كبيرة، لأنه يعمل على سحب الحديد المترسب من عضلة القلب، لكن شرائه وتوفيره للمرضى تفوق قدرة مركز رعاية الثلاسيميا- حد تعبيره- ولذلك فهو غير متوفر حاليا . وفي اتجاه أخر، تظهر التقارير الرسمية وجود(7000) من مرضى الغسيل الكلوي يتوزعون على(32)مركزا خاصا بالغسيل الكلوي بجميع محافظات الجمهورية . وتكمن المشكلة بالنسبة للكثير من هذه المراكز التخصيصة في نقص الامكانات كنقص مواد الغسيل الكلوي وبعض التجهيزات وقطع الغيار عدا عن أزمة الكهرباء وأزمات وقود تشغيل المولدات الكهربائية التي تتجلى في الكثير من الأحيان الجدير بالذكر، أن اليمن شهدت تزايدا عليا في نسبة حالات الفشل الكلوي، حيث سجل في العام الماضي تناميا كبيرا في عدد الحالات بمعدل(30%) عن السنوات السابقة . كما تشير التقارير الرسمية إلى وجود (2200) حالة زراعة كلى؛ بما تستدعيه من ضرورة توافر الأدوية المثبطة للمناعة التي تعتبر من جملة الأدوية المنقذة للحياة .