توجه الناخبون الفلسطينيون اليوم إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في ثاني انتخابات تشريعية منذ توقيع اتفاقات أوسلو عام 1993. وتشارك حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لأول مرة في الانتخابات التشريعية وسط توقعات بتحقيق نتائج طيبة، في حين حذر مسؤولون إسرائيليون من أن فوز حماس قد يؤدي إلى إنهاء جهود تحقيق السلام في الشرق الأوسط. وتشاطر واشنطن إسرائيل هذا المفهوم. ويتوقع أن يشارك نحو 1.4 مليون ناخب فلسطيني في قطاع غزةوالضفة الغربية والقدس الشرقية لاختيار أعضاء المجلس التشريعي المؤلف من 132 عضوا. ويختار الناخبون بين 11 قائمة حزبية على المستوى القومي وأكثر من 400 مرشح على مستوى المناطق. وتجرى الانتخابات وسط إجراءات أمنية مشددة وتحت إشراف نحو 900 مراقب أجنبي يرأسهم الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر. وقد تعهدت سبع جماعات فلسطينية من بينها حماس وفصيلان مسلحان تابعان لفتح في "وثيقة شرف" بإرسال مراقبين غير مسلحين لمساعدة الشرطة الفلسطينية في حماية مراكز الاقتراع. ووضع أكثر من 13 ألف عنصر أمن فلسطيني في حالة تأهب قصوى تحسبا لحدوث هجمات خلال الانتخابات التي تقاطعها حركة الجهاد الإسلامي. وقد أظهر أحدث استطلاع للرأي نشرت نتائجه الثلاثاء أن فتح ستفقد غالبيتها المطلقة في المجلس التشريعي. وجاء في الاستطلاع الذي أجراه مركز "شركة الشرق الأدنى للاستشارات" أن فتح ستحصل على 59 مقعدا مقابل 54 لحماس.وقبل ساعات من بدء عملية الاقتراع اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس الانتخابات التشريعية طريق الفلسطينيين إلى الدولة المستقلة. وقال عباس في خطاب بثته وكالة الأنباء الفلسطينية إن "المسيرة الديمقراطية" التي بدأت بانتخابات الرئاسة والمجلس التشريعي عام 1996, والانتخابات الرئاسية في يناير/كانون الثاني الماضي, مرورا بانتخابات المجالس البلدية والمحلية, وصولا إلى انتخابات المجلس التشريعي الحالية, "ستقرب ساعة الحرية وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة, وحل قضية اللاجئين على أساس القرار 194 ووفقا لقرارات الشرعية الدولية". وتأتي كلمة عباس بعد وقت قليل من كلمة ألقاها رئيس الوزراء الإسرائيلي بالوكالة إيهود أولمرت اعتبر فيها الانتخابات الفلسطينية "خطوة عملاقة" نحو استقلال الفلسطينيين الوطني. وقال أولمرت في كلمة بهرتزليا قرب تل أبيب إنه يفضل اتفاقا مع الفلسطينيين على انسحاب أحادي جديد بعد الذي نفذه رئيس الوزراء المعتل أرييل شارون من قطاع غزة في أغسطس/آب الماضي. وأكد أن اللاجئين الفلسطينيين لن يدمجوا إلا في الدولة الفلسطينية, ولن يكون هناك لاجئون في إسرائيل, "وهذا هو موقف الأميركيين أيضا". وأضاف أن الطريق الوحيد لتحقيق هذه الأهداف هو تطبيق خارطة الطريق, مذكرا بأنها تحظى بدعم الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي. وشدد أولمرت على أهمية رسم الحدود الدائمة لإسرائيل, معتبرا الأمر ضروريا لأمنها. وركز على ضرورة أن تحتفظ إسرائيل بما سمّاها مناطق الأمن والكتل اليهودية الاستيطانية, لكنه قال إنها ستنسحب من المستوطنات "العشوائية" في الضفة الغربية. وهدد بأن لدى إسرائيل القوة لضرب ما سماه الإرهاب "إذا واصل الفلسطينيون التهرب من التزاماتهم". المصدر: وكالات