تواصلت التحضيرات الفلسطينية والإسرائيلية للانسحاب المرتقب من قطاع غزة، في وقت أكد فيه رئيس الحكومة الإسرائيلية أرييل شارون تمسكه بالتجمعات الاستيطانية في الضفة وعدم الاستعداد للتفاوض حول القدس. وأعلن الناطق باسم وزارة الداخلية الفلسطينية توفيق أبو خوصة أن السلطة الفلسطينية وإسرائيل اتفقتا على تشكيل غرفتي عمليات مشتركتين في قطاع غزة للإشراف على عملية الانسحاب الإسرائيلي لتباشرا عملهما اليوم. وأوضح أبو خوصة أن واحدة من هاتين الغرفتين ستكون في معبر رفح الحدودي مع مصر جنوب قطاع غزة، أما الثانية فستكون في معبر بيت حانون (إيريز) لتنسيق العمليات في غزة وشمال القطاع. وفيما لم تؤكد إسرائيل ذلك، قال مصدر أمني فلسطيني إن قوات الأمن الفلسطينية تستعد لفرض طوق أمني حول المستوطنات الإسرائيلية في غزة اعتبارا من السبت المقبل مشيرا إلى أن هذا الانتشار "يندرج في إطار التنسيق بين إسرائيل والفلسطينيين ويتطابق مع الخطة الأمنية المتفق عليها بين الطرفين". وفي هذا السياق أيضا كشفت مصادر أمنية فلسطينية أنه تمت تعبئة حوالي 7500 عنصر من أجهزة الأمن الفلسطيني من بينهم خمسة آلاف عنصر جمعت ضمن "قوة خاصة" للحفاظ على الهدوء خلال وبعد عملية وقالت هذه المصادر إن الانتشار الأمني هدفه الرئيسي منع إطلاق صواريخ من الجانب الفلسطيني من شأنها أن تعرقل الانسحاب والتسبب برد إسرائيلي. المستوطنون يقولون إن مستوطنات غزة بمكانة مدينة تل أبيب من ناحية ثانية أكد إيهود أولمرت النائب الثاني لرئيس الوزراء الإسرائيلي أن الانسحاب من غزة سيكون كاملا ويشمل ممر صلاح الدين الذي يمتد على طول 20 كلم ويفصل قطاع غزة عن مصر، وذلك بموجب اتفاق إسرائيلي مصري سمح بنشر 750 جنديا من حرس الحدود المصري على طول الممر. وأدان وزير المالية الإسرائيلي المستقيل بنيامين نتنياهو بشدة أمام الكنيست أمس هذا الاتفاق الذي سيحال إلى الكنيست ليوافق عليه، وقال إنه "يشكل ثغرة حقيقية". ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون -مهندس فكرة الانسحاب من غزة- جدد في مقابلة أجرتها معه أمس الأربعاء الشبكة الأولى للتلفزيون الإسرائيلي تمسكه بالتجمعات الاستيطانية في الضفة وعدم الاستعداد للتفاوض حول مدينة القدس ورفض عودة لاجئي 1948 ديارهم. وقال شارون إن التجمعات الاستيطانية بالضفة الغربية ستبقى وسيتم وصلها جغرافيا بإسرائيل، مؤكدا أن هذه المواقف كانت موضع اتفاق بينه وبين الرئيس الأميركي جورج بوش، وأنه أبلغ الرئيس الفرنسي جاك شيراك بذلك خلال لقائهما في باريس الشهر الماضي. يأتي ذلك في وقت يواصل فيه مستوطنون متشددون احتجاجاتهم على خطة الانسحاب من غزة إضافة إلى تفكيك ودعا معارضو الانسحاب من اليمين الإسرائيلي الى تظاهرة ضخمة مساء اليوم في تل أبيب، وذلك بعد أن تجمع أمس عشرات الآلاف من منهم أمام حائط البراق في القدسالمحتلة احتجاجا على خطة شارون، مرددين أن قطاع في الجانب الفلسطيني أعلن متحدث باسم الرئاسة أن الرئيس محمود عباس أجرى مساء الأربعاء اتصالا هاتفيا مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أطلعها خلاله على آخر التطورات والاستعدادات الفلسطينية للانسحاب من قطاع غزة. وأكد نبيل أبو ردينة أن عباس طالب رايس بالضغط على إسرائيل للخروج من معبر رفح (الحدودي مع مصر) بشكل يسمح بأن يتحول هذا الانسحاب إلى "خطوة مشجعة للبناء عليها في المستقبل". على صعيد آخر أجرى محمود عباس أمس لقاء مع وفد من قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اتفقا خلاله على تشكيل لجان مشتركة من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحماس، من بينها لجنة المتابعة للإشراف على ذلك الانسحاب. وتناول اللقاء الذي يعد اللقاء الرسمي الأول بين الجانبين بعد المواجهات التي وقعت مطلع الشهر الماضي بين حماس وفتح, شؤون الانتخابات البلدية والتشريعية واللجنة الوطنية للتشاور والتنسيق ومنظمة التحرير الفلسطينية واتفاق القاهرة.