عدلت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس جدول رحلتها ومددت فترة بقائها في إسرائيل بهدف مواصلة وساطة أميركية في موضوع معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر.وقد عادت رايس إلى القدس بعد زيارة قصيرة للأردن، لتلتحق باجتماع ثان يعقد في هذه الأثناء بين مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين لتسوية الخلافات بين الجانبين حول معبر رفح والممر الآمن. وكان من المقرر أن تتوجه رايس بعد الأردن إلى كوريا الجنوبية لكنها أرجأت هذه الرحلة لمساعدة الجانبين على التوصل إلى اتفاق.والتقت رايس ومعها مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للسلام والرئيس السابق للبنك الدولي جيمس وولفنسون بالمفاوضين من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي فجر اليوم وبحثوا في تفاصيل مسودة اتفاق مقترح على أمل حل الخلافات التي تحول دون توصل الطرفين إلى اتفاق.ويعقد المسؤولون الفلسطينيون والإسرائيليون جولة جديدة من المباحثات لإعادة فتح المعبر الحدودي بين مصر والقطاع مع تمديد وزيرة الخارجية الأميركية بقاءها في الشرق الأوسط، واحتمال انضمامها للمباحثات بين وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز ووزير الشؤون المدنية الفلسطيني محمد دحلان.وظلت نقطة عبور رفح الحدودية وهي المنفذ الرئيسي للقطاع إلى العالم الخارجي مغلقة منذ انسحاب إسرائيل من القطاع في سبتمبر/ أيلول. وتعتبر إعادة فتحها أمرا حيويا لدعم اقتصاد القطاع وإعطاء دفعة لجهود السلام المتوقفة منذ فترة طويلة.وقال مسؤولون أميركيون إن رايس مصممة على التوصل لاتفاق قبل المغادرة إلى آسيا حيث من المقرر أن تعقد اجتماعات اليوم مع وزراء الخارجية الذين يحضرون اجتماعات منتدى التعاون الاقتصادي بين آسيا والمحيط الهادي (أبك).ويتمحور الاتفاق المرتقب بشأن معبر رفح حول اقتراح حل وسط قدمه وولفنسون في شأن قضية مراقبة المعبر. ويقضي الاقتراح بنقل ما يجري في المعبر إلى مكتب ارتباط يتألف من ممثل فلسطيني وآخر إسرائيلي وثالث أوروبي، على أن تكون المسؤولية العليا فيه للمثل الأوروبي، وتصر إسرائيل على أن تتلقى بثا مباشرا على مدار الساعة من كاميرات مثبتة في المعبر.أما في ما يتعلق بمرور من تسميهم إسرائيل ب "المشبوهين"، فيقترح وولفنسون أن يكون قرار منعهم من السفر أو اعتقالهم في يد اللجنة، في حين تصر إسرائيل على أن يكون الأمر في يدها، ويتمسك الفلسطينيون بكونهم أصحاب القرار.ونقلت فناة الجزيرة وجود عقبات أخرى تعترض التوصل لاتفاق من بينها قضية الممر الآمن بين الضفة الغربية وقطاع غزة وإعادة تشغيل مطار غزة وبناء الميناء. ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون طلب رايس تسهيل حركة الناخبين والمرشحين أثناء الانتخابات التشريعية الفلسطينية المقبلة ومشاركة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فيها.وكانت رايس تحدثت بعد لقائين منفصلين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون والرئيس الفلسطيني محمود عباس عن اتفاق وشيك حول إدارة معبر رفح.ولكن محمود عباس الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي بعد لقائه مع رايس في رام الله أشار إلى أن الفلسطينيين أبدوا بعض الملاحظات على مشروع الاتفاق بهذا الخصوص، والذي تقدم به وولفنسون.ومع ذلك فقد أكد عباس أن الاتفاق أصبح شبه جاهز، مشيرا إلى أهمية عدم تحويل قطاع غزة إلى سجن كبير للفلسطينيين بعد الانسحاب الإسرائيلي منه.الحراك السياسي المكثف رافقه تصعيد للعمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة والقطاع كان آخرها اقتحام قوة من جيش الاحتلال مساء الاثنين بلدة الزبابدة جنوب جنين ومحاصرتها مبنى في البلدة أطلقت باتجاهه عدة قذائف صاروخية. وأصيب شابان فلسطينيان بجروح عندما رشق شبان حجارة على الجنود الذين ردوا بإطلاق النار عليهم, كما أكد مصدر أمني فلسطيني. وفي تطور آخر تعرضت سيارة إسرائيلية في مدينة الخليل جنوب الضفة لإطلاق نيران لم يسفر عن جرحى.وكانت قوات الاحتلال قد اغتالت صباح أمس قائد كتائب عز الدين القسام في نابلس أمجد الحناوي أثناء توغلها في المدينة. وقد توعدت حماس بالانتقام.وفي غزة أفاد مصدر عسكري إسرائيلي أن صاروخا أطلق من شمال قطاع غزة انفجر دون التسبب في ضحايا بالأراضي الإسرائيلية. وأوضح المصدر أن المدفعية الإسرائيلية قصفت قطاعا غير مأهول في شمال قطاع غزة أطلق منه الصاروخ. جاء ذلك بعد ساعات من استشهاد فلسطيني وإصابة اثنين آخرين على الأقل بنيران إسرائيلية شرقي مدينة غزة. وقالت ألويةُ الناصر صلاح الدين التابعة للجان المقاومة الشعبية، إن الشهيد عماد عبد العال كان ورفيقاه في ما وصفتها الألوية بمهمة قرب مخيم البريج.