قال الدكتور مصطفى البرغوثي، سكرتير المبادرة الوطنية الفلسطينية إن الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة لن يعني سوى تحرير واحد في المائة فقط من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة.وقال البرغوثي في تصريح لشبكة "الإسلام اليوم" إن الانسحاب بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي أرائيل شارون يعني تجميد عملية الانسحاب والسيطرة الكاملة على الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة. مؤكداً على أن خروج المستوطنين وتفكيك المستوطنات في قطاع غزة، يعني حلول لحظة بداية النهاية في تاريخ الاحتلال. وقال: " لأول مرة منذ عام 1897، يدخل حلم الحركة الصهيونية عالم الواقع العنيد ويبدأ التراجع إلى الوراء. ودعا البرغوثي إلى عدم التقليل من المغزى التاريخي لهذا التحول الذي نتج عن الصمود والكفاح، إضافة إلى عدم الاستهانة بما يحمله من مخاطر وتحديات. وأضاف :" لقد أدرك شارون أن هناك ثمناً عليه أن يدفعه للكفاح والصمود الفلسطيني ولانتفاضة الاستقلال وللتضامن الدولي مع شعبنا، ولذلك ناور بمهارة الاستراتيجي المجرب ليجعل هذا الثمن أبخس ما يمكن، وليحاول جعل إعادة الانتشار في غزة أداة لتغيير الاتجاه". ويعتبر البرغوثي أن شارون وضع أمام الفلسطينيين ثلاثة تحديات رئيسية وهي إفشال ما يروج له شارون بأن الفلسطينيين سيسيئوا إدارة غزة، بسبب الفساد الداخلي والصراع الفئوي الذي يأمل أن يتحول إلى اقتتال داخلي. مؤكداً على أن السبيل الأول لمواجهة ذلك، هو إقرار وتنفيذ الانتخابات الديموقراطية النزيهة للمجلس التشريعي والبلديات وكل الهيئات دون مماطلة أو إبطاء. وأضاف بشأن عملية الانسحاب قوله: "ولا يخلو الأمر هنا من محاولات شرسة للخداع تذكرنا بخداع اتفاقيات باريس الاقتصادية وأوسلو، مثل فصل عبور السكان عن عبور البضائع ونقل المعابر واستخدام التواجد الدولي كغطاء للإشراف الإسرائيلي". ومن بين التحديات التي أكد عليها البرغوثي، يتمثل في محاولة إسرائيل فصل قطاع غزة عن الضفة الغربيةوالقدس، وتجميد ما يسمى ب «عملية السلام» والانشغال بالانتخابات الفلسطينية والإسرائيلية ومن ثم الأمريكية في حين تستمر إسرائيل في كسب الوقت وضم القدس وتوسيع مستوطنات الضفة وبناء جدار الفصل العنصري لتفرض من جانب واحد حلها لكافة قضايا الحل النهائي، أي مقايضة قطاع غزةبالضفة الغربية، وتقزيم حلم الدولة الفلسطينية في كانتونات ومعازل على طريقة نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. وذكر البرغوثي بأن مساحة كل قطاع غزة لا تتجاوز6% من مساحة الضفة الغربية وما لا يزيد عن 1% من مساحة فلسطين. مؤكداً على أن مواجهة هذا التحدي الخطير يتطلب التحرك الفوري لانتزاع زمام المبادرة السياسية من شارون بعد أن احتكرها بفرض خطته المنفردة لفك الارتباط على المجتمع الدولي. ومن جانبه قال وزير الحرب الإسرائيلي، شاؤول موفاز : إن إسرائيل تريد الاحتفاظ بالسيطرة على ستة تجمعات استيطانية في الضفة الغربية مهما كانت الترتيبات التي تبرم مع الفلسطينيين. وأضاف موفاز في تصريح صحفي : إن المستوطنات التي سيتم الاحتفاظ بها، سترسم خط حدودنا الشرقية التي يجب أن تكون قابلة للدفاع عنها وتؤمن لنا عمقاً استراتيجياً، على حد قوله. وأوضح موفاز لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أن تجمعات : يهودا والسامرة الضفة الغربية وفي وادي الأردن ستبقى تحت سيطرة إسرائيل وهي (معالي ادوميم) شرقي القدس و(افرات) قرب بيت لحم و(غوش عتصيون) جنوبيالقدس و(أرييل) و(قدوميم كارنى سشومرون) و(ريهان شاكيد) شمالى الضفة الغربية. وأشار شاؤول موفاز إلى أن معبر "رفح" سيدار بشكل ثلاثي وسيوجد فيه الإسرائيليون والفلسطينيون والمصريون وسيكون على الحدود المشتركة بين إسرائيل ومصر وقطاع غزة وسيكون معبراً مشتركاً. جاءت تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي في أعقاب الإعلان عن بدء الجيش الإسرائيلي توزيع أوامر الإخلاء على مستوطني قطاع غزة التي تؤكد أن عليهم الرحيل خلال 48 ساعة قبل أن يتم إجبارهم على ذلك. وقال متحدث باسم جيش الاحتلال : "يمكنني التأكيد أن عملية تبليغ المواطنين بدأت". وسيكون على الجنود ورجال الشرطة توزيع أوامر الإخلاء الخطية.