أفاد مصدر رسمي إسرائيلي أن لجنة وزارية طلبت أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية على الحدود بين قطاع غزة ومصر بعد الانسحاب المرتقب لقواتها. وأضاف المصدر أن اللجنة كررت مطلبها في اجتماع لها الخميس عند مصادقتها على اتفاق إسرائيلي مصري يتعلق بنشر حرس حدود مصريين على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة سيعرض الأحد على الحكومة للموافقة عليه. وترغب إسرائيل في نقل معبر رفح الحالي إلى منطقة "كيريم شالوم" جنوب شرق القطاع -التي تسيطر عليها- على الحدود بين مصر وقطاع غزة وإسرائيل، وبهذه الطريقة تحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية على دخول الأشخاص إلى قطاع غزة والسيطرة الجمركية على المنتجات التي يمكن أن تباع لاحقا في إسرائيل. من جانبها أبدت السلطة الفلسطينية معارضتها لهذه الضوابط معتبرة أنها ستجعل احتلال قطاع غزة دائما. وكانت إسرائيل قد أكدت أنها توصلت لاتفاق كامل مع المصريين على نشر قوات حرس حدود مصرية على طول الحدود بين سيناء وقطاع غزة, ولم يتبق سوى الحصول على موافقة الحكومة والكنيست عليه. من ناحية أخرى أوضح استطلاع للرأي أن أغلبية الإسرائيليين تؤيد إزالة المزيد من المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة بعد أن أكملت إسرائيل انسحابها من 25 مستوطنة الأسبوع الحالي. وأوضح الاستطلاع الذي نشرت نتائجه اليوم صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن 54% من الذين جرى استطلاع آرائهم يرغبون في مواصلة خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون لفك الارتباط بينما يعارضها 42%، ولم يوضح 4% موقفهم. وتشير النتائج إلى أن 68% من الإسرائيليين الذين جرى استطلاع آرائهم يساندون إزالة مستوطنات التلال التي لم تصرح بها الحكومات الإسرائيلية. الاستطلاع أوضحت نتائجه أيضا أن معظم الإسرائيليين يعارضون الدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة، ولكنهم منقسمون حول ما إذا كان يتحتم أن يستمر شارون (77 عاما) في الحياة العامة. وقال 49% إنه يجب أن يبقى بينما رأى 47% أنه يجب أن يتنحى. وبينما تشير نتائج استطلاعات الرأي إلى تفوق بنيامين نتنياهو منافس شارون في الترشيح لزعامة حزب الليكود ورئاسة الوزراء عندما تجرى انتخابات عامة، أوضح الاستطلاع أن شارون سيكسب المزيد من المساندة الوطنية. وميدانيا أفادت مصادر عسكرية أن جنديا إسرائيليا أصيب بطعنات سكين اليوم الجمعة على يد فلسطيني في الحرم الإبراهيمي بالخليل بجنوبالضفة الغربية. في هذه الأثناء توالت ردود الفعل المنددة بقتل جنود الاحتلال لخمسة فلسطينين الأربعاء أثناء توغل في مخيم طولكرم بالضفة الغربية، فقد توعدت سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي وكتائب المقاومة الوطنية التابعة للجبهة الديمقراطية بالرد على هذه العملية. فيما طالبت حركة المقاومة الإسلامية حماس السلطة الفلسطينية بتحمل مسؤوليتها في حماية الشعب الفلسطيني. من جانبه ندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بقتل الفلسطينيين الخمسة, ووصف ذلك بالجريمة النكراء والنهج المدمر لأجواء التهدئة وعملية السلام. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع إن مثل هذا العمل سيؤدي إلى تقويض فرص استمرار التهدئة في الضفة الغربية. ووسط تصاعد موجة الغضب هذه، دعت واشنطن إلى الهدوء في الشرق الأوسط وحثت إسرائيل والفلسطينيين على اغتنام "الفرصة التاريخية" المتاحة لإحلال السلام في المنطقة.