أكملت قوات الاحتلال إعادة انتشارها حول أربع مستوطنات قرب مدينة جنين شمال الضفة الغربيةالمحتلة في وقت طالبت فيه اللجنة الرباعية الدولية للسلام السلطة الفلسطينية بتفكيك ما أسمته الجماعات الفلسطينية المسلحة. وقد أخلى الاحتلال مستوطنتي غانيم وكاديم في وقت متأخر أمس بعدما كان أخلى مستوطنة صانور أمس أيضا وحومش قبلها بأيام. ورغم إعلان قوات الاحتلال إنها ستحتفظ بوجود أمني حول هذه المستوطنات، إلا أن المواطنين الفلسطينيين اجتاحوا المستوطنات الثلاث الجديدة المخلاة ورفعوا الأعلام الفلسطينية على أنقاض منازل المستوطنين. وفي المستوطنة التي كانت تعرف باسم صانور وأقيمت على أراضي تابعة لقريتي الفندقومية وجبع تدافع مئات الفلسطينيين إلى داخلها ورفعوا الأعلام الفلسطينية وصور الشهداء الفلسطينيين في أنحائها وخصوصا فوق مسجد قديم مهجور أطلقوا عليه اسم مسجد "الجلاء والتحرير" حيث رفعوا الأذان لأول مرة منذ عام 1967 وأقاموا الصلاة. وفي سياق منفصل أفاد مراسل الجزيرة في الضفة الغربية أن عشرين آلية عسكرية للاحتلال اجتاحت مخيم نور شمس قرب مدينة طولكرم شمال اضفة الغربية، وقامت باعتقال حوالي 100 شخص مشتبه بانتمائهم لحركتي فتح والجهاد الإسلامي. من ناحية ثانية اعتبرت اللجنة الرباعية التي ترعى مبادرة خريطة الطريق للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين أن ممارسة العنف لا تتفق مع المشاركة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية المزمع إجراؤها في 25 يناير/ كانون الثاني. ترافق ذلك مع إصدار اللجنة التي تضم كلا من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا في ختام اجتماع لممثليها في نيويورك بيانا أشادت فيه بالانسحاب الإسرائيلي من غزة. كما امتدح البيان التنسيق الأمني الفلسطيني الإسرائيلي خلال عملية الانسحاب, مشيدا بما سماه الشجاعة السياسية لرئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون والسلوك المسؤول للسلطة الفلسطينية خلال الانسحاب. إلا أن موقف الرباعية لم يمنع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس من تشديد لهجتها تجاه مشاركة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الانتخابات الفلسطينية، حيث أكدت أن واشنطن ترى أن هناك "تناقضا أساسيا" بين نشاطات حماس وخطتها للمشاركة بالانتخابات, ومع ذلك فإن بلادها تتفهم بأن النظام السياسي الفلسطيني في مرحلة انتقالية باتجاه النظام الديمقراطي وأن هذه العملية يجب أن تكون عملية فلسطينية. يذكر أن إسرائيل صعدت في الآونة الأخيرة من معارضتها لمشاركة حركة حماس في الانتخابات التشريعي ما لم يتم نزع سلاحها وتغيير ميثاقها الأساسي الذي يدعو لإنهاء وجود الاحتلال الإسرائيلي. وفي هذا السياق تلقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتصالا هاتفيا من رايس أطلعته على نتائج اجتماع اللجنة الرباعية, وأكد عباس على ضرورة استمرار عمل اللجنة لدعم جهود السلطة وإعادة الإعمار والبناء والعمل على حرية معبر رفح وتنقل المواطنين لتتمكن السلطة من أداء عملها بشكل صحيح. من جانبه حذر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في تصريحات عقب اختتام الاجتماع من عدم إقدام إسرائيل على خطوات مماثلة في الضفة الغربية. وقال "بالنسبة لنا في اللجنة الرباعية فإن غزة تأتي أولا تليها الضفة في المرحلة الثانية, وليس غزة أولا وأخيرا". من جهة أخرى نجحت الجهود الفلسطينية والمصرية في إقناع إسرائيل بنشر شرطة أوروبية في منطقة حدود قطاع غزة مع مصر, مما اعتبر تحولا في سياسة تل أبيب التي عارضت لأعوام أي دور أمني للاتحاد الأوروبي في الأراضي المحتلة. في السياق أعلن مستشار الرئيس الفلسطيني للأمن القومي اللواء جبريل الرجوب أنه سيتم فتح معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة استثنائيا يومي الجمعة والسبت القادمين أمام الطلبة والمسافرين من حملة الجنسيات الفلسطينية لحل أزمة العالقين على جانبي المعبر. وأوضح الرجوب خلال زيارة تفقدية إلى المعبر أن هذا الإجراء جاء كبادرة إنسانية بالتفاهم بين الجانبين الفلسطيني والمصري وتشمل أيضا المرضى الجزيرة + وكالات