أنهت قوات الاحتلال الإسرائيلي عملية إخلاء مستوطنتي حومش وسانور شمال الضفة الغربية بعد يوم صعب من المواجهات مع متشددين يهود كانوا معتصمين داخلهما, وبإنجاز هذه المهمة تكون قوات الاحتلال قد أتمت جميع مراحل سحب المستوطنين من كامل مستوطنات قطاع غزة وأربع مستوطنات في الضفة الغربية. وقد استخدمت القوات الإسرائيلية البلدوزرات لتحطيم بوابات مستوطنة حومش. ودخلت عناصر الشرطة كنيسا في المستوطنة كما قامت بتمشيط منازلها. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن مستوطنين أحرقوا للمرة الأولى اليوم علما إسرائيليا خلال عملية الإخلاء.وفي مستوطنة سانور قامت عناصر من الشرطة الإسرائيلية بإخراج مستوطنين بالقوة من داخل كنيس كانوا يعتصمون فيه محتجين على إزالة المستوطنة. وانتهت عملية إخلاء سانور بعد أن حمل كل أربعة من الجنود الإسرائيليين مستوطنا دون إحداث إصابات. وقالت قناة الجزيرة إن الجيش الإسرائيلي لن يغادر مستوطنات الضفة, على عكس ما سيفعل في قطاع غزة الشهر المقبل. وبإخلاء هاتين المستوطنتين تكون قوات الاحتلال قد أنهت عملية واسعة اعتبرتها الأصعب في خطة الحكومة الإسرائيلية لفك الارتباط مع الفلسطينيين. وفيما يخص المستوطنتين الأخريين غانيم وكاديم فقد غادرهما ساكنوها بصورة سلمية, وستبدأ السلطات الإسرائيلية قريبا بتدميرهما.وكان الجيش قد نقل قوات محمولة جوا من قطاع غزة إلى شمال الضفة الغربية للمشاركة في العملية بعد أن أنهى الانسحاب من غزة. وفي بلدة قباطية جنوبي جنين أصيب ثلاثة فلسطينيين بجروح, أحدهم ناشط في حركة الجهاد الإسلامي يدعى جهاد زكارنه في اشتباك مع قوات الاحتلال التي توغلت في المدينة الواقعة جنوب المستوطنتين معززة بعشرين آلية عسكرية، كما أفاد مراسل الجزيرة.وعن مصير المستوطنين الذين تم إجلاؤهم من الضفة والقطاع, أعلن نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز أن 17 بلدة في النقب والجليل مستعدة لاستقبال نحو 8500 مستوطن تم إجلاؤهم من قطاع غزةوالضفة الغربية. وأوضح بيريز في مقابلة مع صحيفة يديعوت أحرونوت أن البلدات ال17 لا تتمتع بكثافة سكانية كبيرة. وقال إن بإمكان المستوطنين المنتقلين إلى النقب جنوب إسرائيل الحصول على نصف دونم من الأرض مقابل 25 ألف دولار, ونصف دونم في الجليل شمال إسرائيل مقابل 45 ألف دولار.وأضاف أن الدولة ستقدم منحة بقيمة 30 ألف دولار إذا وافق المستوطنون على الاستقرار في هذه المناطق, علاوة على التعويضات التي حصلوا عليها أثناء عمليات الإجلاء. ومع اكتمال الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة اتفق رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون والرئيس الفلسطيني محمود عباس على لقاء قريب بينهما, حسب ما أعلن مكتباهما دون الإشارة إلى موعد محدد. وابتهاجا بالانسحاب تتواصل الاحتفالات والتظاهرات في قطاع غزة, فقد تظاهرت مئات النساء الفلسطينيات عند مفترق الشهداء قرب مستوطنة نتساريم جنوب مدينة غزة على طريق صلاح الدين الواصل بين شمال القطاع وجنوبه. ومنع الأمن الوطني الفلسطيني المظاهرة من الوصول إلى مفترق نتساريم خوفا من تعرض المتظاهرين لإطلاق نار من الجنود الإسرائيليين المتمركزين في أبراج ومواقع عسكرية بمحيط المستوطنة وعلى الطريق العام.