صرح مصدر فلسطيني مطلع بأن الرئيس محمود عباس "أبو مازن" سيكلف حركة حماس بتشكيل الحكومة الفلسطينية المقبلة.. يأتي ذلك بعد الأنباء التي ترددت عن رفض حركة فتح المشاركة في حكومة وحدة وطنية كانت قد دعت إليها حركة المقاومة الإسلامية حماس. وقد صرحت السياسية الفلسطينية البارزة حنان عشراوي والتي خاضت الانتخابات التشريعية ضمن قائمة مستقلة بأنه من الأفضل لحركة فتح عدم الاشتراك مع حماس في حكومة وحدة وطنية إذا أرادت إصلاح ما فات على حد تعبيرها. وكان موقع "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلي قد قال ظهر اليوم إنه من المرجح أن يتم تكليف وزير المالية الفلسطيني سلام فياض بتشكيل الحكومة الجديدة إلى جانب احتفاظه بوزارة المالية لتمتعه بالقبول من جانب حركتي حماس وفتح معا. وقد جاء ذلك في أعقاب قبول الرئيس محمود عباس لاستقالة رئيس وزرائه أحمد قريع وتكليفه بترؤس حكومة تصريف أعمال حتى يتم تشكيل الحكومة الجديدة. وفي إطار ردود الأفعال على فوز حماس في الانتخابات قال المنسق العام للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، خافير سولانا، إن فوز حركة حماس بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني قد وضع الاتحاد الأوروبي أمام وضع جديد كليا. من جانبه قال رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني إن فوز حماس بالانتخابات يهدد السلام في منطقة الشرق الأوسط. وقريبا من هذا قال رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دوفيلبان إنه يشعر بالقلق من فوز حماس بهذه الانتخابات. أما بريطانيا فقد علق وزير خارجيتها جاك سترو على فوز حماس بالقول: إن على الحركة أن تختار بين الإرهاب أو الديمقراطية. وفي إسرائيل علق زعيم حزب العمل عامير بيريتس قائلا : إن حزبه لن يتفاوض مع حركة إرهابية. وعلى الصعيد الفلسطيني قام أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية حسين الشيخ بالاتصال هاتفيا برئيس قائمة حماس في الانتخابات إسماعيل هنية لتقديم التهنئة لحماس على فوزها بالانتخابات. أما القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية، حماس، الدكتور محمود الزهار، فقد قال إن انتصار حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية سيكون له انعكاسات بالغة الاهمية، وفقا لما أوردته الإذاعة الإسرائيلية. واضاف الزهار ان افراد هذه الحركة سيدخلون المؤسسات السلطوية الفلسطينية لمكافحة الفساد المستشري فيها . ووصف الزهار الانتصار بأنه ضربة لاسرائيل وللولايات المتحدة معربا عن اعتقاده بان فوز حماس سيدفع باسرائيل الى تقديم تنازلات اخرى للفلسطينيين وسيغير مواقف كل من مصر والاردن تجاه القضية برمتها. جدير بالذكر إلى أن النتائج النهائية للانتخابات التشريعية الفلسطينية ستعلن خلال الساعات القليلة القادمة والتي سيتضح من خلالها عدد المقاعد التي سيحصل عليها كل فصيل والمقاعد التي سيحصل عليها المستقلون.كانت حركة حماس قد أعلنت في وقت سابق من اليوم فوزها بالانتخابات البرلمانية الفلسطينية وتعهدت بمواصلة القتال ضد إسرائيل، مؤكدة أنها لن تعترف بإسرائيل أو تتفاوض معها. وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس في تصريحات في غزة ان الحركة لن تتخلى عن المقاومة من ناحية وستسعى لاحداث تغيير واصلاح على الساحة الفلسطينية من ناحية أخرى. هذا وقد أعلن رئيس الحكومة الفلسطينية أحمد قريع اليوم فوز حركة حماس بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي وطالبها بتشكيل الحكومة القادمة. وقال مسؤول في حركة فتح الفلسطينية الحاكمة التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الخميس أن حركة المقاومة الاسلامية حماس فازت فيما يبدو باغلبية في الانتخابات البرلمانية التي اجريت أمس الاربعاء. وكانت حركتا فتح وحماس قد اعلنتا من قبل ان تشكيل حكومة ائتلافية بينهما ممكن. وقال اسماعيل هنية القيادي البارز في حماس اليوم الخميس ان الفرز الاولي للاصوات يظهر ان حماس فازت بأغلبية المقاعد في البرلمان الفلسطيني الامر الذي يجعلها في مركز يمكنها من تشكيل حكومة جديدة. وقال هنية الذي كان على رأس قائمة مرشحي حماس في الانتخابات التي جرت الاربعاء "فازت حماس بأكثر من 70 مقعدًا في غزةوالضفة الغربية الامر الذي يعطيها اكثر من 50 في المئة من الاصوات." ولم يذكر عدد الاصوات التي تم فرزها. ولم يكن لدى اللجنة المركزية للانتخابات تعقيب فوري ومن المتوقع ان تنشر نتائج الانتخابات في وقت لاحق اليوم الخميس.. ويتكون المجلس التشريعي الفلسطيني من 132 مقعدا. وقد خالفت النتائج التي أعلنت اليوم ما أظهرته استطلاعات رأي الناخبين الخارجين من مراكز الاقتراع أمس أن حماس فازت بما لا يقل عن 53 مقعدا وان حركة فتح الحاكمة التي هيمنت على السياسة الفلسطينية طوال عقود حصلت على 58 مقعدا. وقد سارعت الولاياتالمتحدة بإعلان برفضها التعامل مع حركة حماس بالرغم من حصول الحركة على ثقة الناخب الفلسطيني. وأكد الرئيس الامريكى جورج بوش أن ادارته لن تتعامل مع حركة حماس ما لم تتخل عن سعيها للقضاء على دولة اسرائيل. ونقلت وكالة الانباء البحرينية عن بوش قوله ان ادارته لن تتعامل مع حركة حماس ما لم تتخل عن سعيها للقضاء على دولة اسرائيل، معتبرًا أن أى حزب سياسى حتى يظل قابلا للحياة عليه ان ينادى بالسلام. وبدوره قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن واشنطن تعترف بنتائج الانتخابات الفلسطينية كونها تعكس رغبة الشعب الفلسطينى الا أنه أضاف أن مسألة تشكيل الحكومة الفلسطينية وصياغة سياساتها تخص القيادة الفلسطينية. وعلى الجانب الإسرائيلي، اعتبر رئيس لجنة الخارجية والأمن الاسرائيلى نتائج الانتخابات الفلسطينية مزلزلة سياسيًا وتدل على فشل مريع ارتكبته إسرائيل بسماحها بمشاركة حماس فى الانتخابات. وقال رئيس حزب ميرتس اليسارى يوسى بيلين "ان نتائج الانتخابات الفلسطينية تبقى باب التفاوض مع الفلسطينيين وصولا الى تسوية سلمية مفتوحا داعيا القائم بأعمال رئيس الوزراء ايهود أولمرت الى مباشرة التفاوض مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس فورا" .