جددت حركة فتح رفضها المشاركة في حكومة تشكلها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي فازت أمس بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني في تطور سياسي وإقليمي غير مسبوق.وأكد القيادي في فتح والنائب المنتخب عن دائرة خان يونس بغزة محمد دحلان أن حركته لن تتراجع عن رفضها المشاركة في حكومة تشكلها حماس مشددا على أن "قرار فتح نهائي".وقال دحلان "نبارك لحماس في تتحمل كل الأعباء والمسؤوليات" مشيرا إلى أن فتح ستكافئ الحركة الفائزة "إن أبدعت، وإن أخفقت سيحكم الشعب على أدائها".وجاء تصريح دحلان بعد تأكيد حماس أنها ستسعى بعد فوزها ب76 مقعدا مقابل 43 لفتح إلى شراكة سياسية مع القوى الأخرى وخصوصا فتح لتشكيل الحكومة المقبلة.وكان القيادي في فتح سمير مشهراوي الذي خسر في المنافسة على أحد مقاعد مدينة غزة قد أكد أمس رفض حركته للدخول في حكومة مع حماس ودعا إلى استقالة لجنة فتح المركزية وتشكيل "قيادة أزمة".من جهته أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال مؤتمر صحفي في رام الله أنه سيبدأ على الفور المشاورات بشأن الحكومة الجديدة . وأضاف أن للحكومة القادمة أعباء جسيمة تتمثل في التزامات واتفاقات ملزمة أمام المجتمع الدولي، بدءا من اتفاق أوسلو ومبادرات القمم العربية، وانتهاء بخطة خارطة الطريق كإطار وحيد مطروح للتنفيذ، وتتضمن رؤية الرئيس الأميركي جورج بوش لإقامة دولتين.في السياق أعلن القيادي في حماس اسماعيل هنية اليوم أنه سيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في غزة خلال يومين للتشاور حول تشكيل الحكومة الجديدة.وبخصوص الهدنة أشارت حركة حماس أمس في أول تصريح سياسي يتعلق بإسرائيل إلى أنها مستعدة لتمديد الهدنة في حال احترام إسرائيل لها. وقال القيادي في الحركة محمود الزهار إن حماس ليست مشتركة في عملية السلام مع إسرائيل، وهي غير مستعدة لإجراء مفاوضات معها.دوليا دعت اللجنة الرباعية الدولية في أول رد فعل على فوز حماس إلى "التخلي عن العنف والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود".ذكرت اللجنة في بيان أصدرته وزارة الخارجية الأميركية أن "حلا يقوم على دولتين يستوجب تخلي جميع المشاركين في العملية الديمقراطية عن العنف والإرهاب, وموافقتهم على حق إسرائيل في الوجود ونزع أسلحتهم كما توضح ذلك خريطة الطريق". وأضاف البيان الذي لم يذكر حماس بالاسم أن اللجنة الرباعية "تكرر تأكيد وجود تناقض أساسي بين نشاط المجموعات المسلحة والمليشيات وبين بناء دولة".وقد أجرى مسؤولو اللجنة الرباعية للشرق الأوسط الخميس مشاورات هاتفية لإصدار أول رد فعل دولي على الفوز الانتخابي الذي حققته حماس في الأراضي الفلسطينية, كما ذكرت وزارة الخارجية الأميركية. وشارك في هذه المشاورات الهاتفية كل من وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان والممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا والمفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية بنيتا فريرو فالدنر. وسيواصلون مناقشاتهم خلال اجتماع مقرر يوم الاثنين في لندن..وفي اطار الرفض الاسرائلي للوضع فقد دعت إسرائيل الاتحاد الأوروبي لاتخاذ موقف حازم من تشكيل ما وصفتها ب "حكومة إرهابية" بعدما أظهرت نتائج الانتخابات الفلسطينية فوز حماس بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني.ووجهت وزيرة الخارجية الإسرائيلية بالوكالة تسيبي ليفني هذا النداء للاتحاد -أكبر جهة مانحة للسلطة الفلسطينية- عقب اجتماعها مع مبعوث الاتحاد الأوروبي للشرق الأوسط مارك أوتي ومسؤولين أوروبيين آخرين في القدس الغربية.وقال بيان صادر عن الخارجية الإسرائيلية "بعد تولي حماس السلطة الفلسطينية فإن من الضروري للاتحاد الأوروبي أن يعلن بوضوح لا لبس فيه أنه لا يمكن أن يكون هناك تفهم أوروبي لعملية تنشأ عنها حكومة إرهابية". من جهته، دعا زعيم حزب ليكود بنيامين نتنياهو في تصريحات لشبكة فوكس نيوز الأميركية أمس إسرائيل إلى أن تكون "حازمة جدا" مع السلطات الفلسطينية الجديدة بعد فوز حركة حماس، وإلى ألا تنسحب من أي أراض إضافية.وقال نتنياهو إن الانسحاب الإسرائيلي من غزة "اعتبر مؤشر ضعف"، وأضاف "كنا نظن أن انسحابنا من جانب واحد من غزة سيحقق لنا السلام.. وفوز حماس هو نتيجة سببين. الأول هو الفساد المزمن في السلطة الفلسطينية, والثاني هو أن هذا الفوز نتيجة انسحاب إسرائيل من جانب واحد أمام الإرهاب الذي بعث بالرسالة القائلة إن الإرهاب يؤتي ثماره".