- فلسطن/ وكالات .. دعا رئيس وزراء حكومة حماس اسماعيل هنية الفلسطينيين للعمل على منع تفجر العنف الداخلي وتحوله الى حرب اهلية شاملة، بينما هاجم محمد دحلان رجل فتح القوي في غزة الحركة الاسلامية «حماس» واصفا اياها بانها "فرق من القتلة واللصوص وشدد هنية القيادي في حركة حماس الذي ترأس الحكومة قبيل اجتماع لمجلس الوزراء امس الاربعاء على ضرورة تجنيب الشعب الفلسطيني اي مواجهات داخلية وتجنب اللجوء الى السلاح كوسيلة للحوار. واقر هنية بان "الخلافات موجودة، انها هناك، لكن هذا لا يعني انه يمكن حلها باطلاق النار". وقال هنية ان القتال "سيسر اعداء الشعب الفلسطيني الذين يريدون رؤية حرب اهلية". ووقعت مواجهات بين حركتي حماس وفتح منذ دعوة عباس في 16 كانون الاول/ديسمبر الى انتخابات عامة مبكرة بعد فشل مناقشات استمرت ستة اشهر لتشكيل حكومة وحدة وطنية مع حماس.واسفرت اعمال العنف هذه عن اكثر من ثلاثين قتيلا منذ منتصف كانون الاول/ديسمبر. وقضى الثلاثاء ناشط من حماس اصيب قبل ايام. من حانبة اعلن مسؤول في حركة فتح ان اعضاء من فتح وحماس يعكفون على صوغ مبادرة لانهاء حالة الاقتتال والمواجهة بين الحركتين.وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته انه "اجرى حوار اوليا مع مسؤولين من حماس في غزة وطرح عليهم القيام بمبادرة مشتركة بين اعضاء من الطرفين لانهاء حالة المواجهة القائمة التي تنذر باندلاع حرب اهلية".وفي تصعيد آخر للهجة التهديدات والاتهامات المتبادلة، فقد وصف النائب محمد دحلان رجل فتح القوي في غزة حركة حماس في مقابلة مع صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية أمس الاربعاء بانها "فرق من القتلة واللصوص".وقال دحلان عن حماس انهم "يخسرون الشارع الفلسطيني الذي يرى ما تقوم به فرق من القتلة واللصوص الذين يقتلون الفلسطينيين فقط لانهم عناصر ينتمون الى فتح".ودحلان هو الرئيس السابق لجهاز الامن الوقائي في قطاع غزة ووزير سابق قريب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وتتهمه حركة حماس بقيادة "تيار انقلابي" من اجل الاطاحة بالحكومة برئاسة حماس.وعن التجمع الضخم الذي نظمته حركة فتح في غزة الاحد والذي تهجم فيه دحلان بقوة على حماس، قال ان هذا الحشد "اثبت لحماس ان غزة ليست لهم وغزة ليست تورا بورا" في اشارة الى المعقل السابق لتنظيم القاعدة في شرق افغانستان. من جهة ثانية، دعا دحلان اسرائيل الى عدم التدخل في الشؤون الفلسطينية، مؤكدا ان التصريحات الاسرائيلية الداعمة لعباس تؤثر سلبا.من حانبها وصفت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل اللجنة الرباعية بانها "اصيبت بالشلل" عشية وصول وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى المنطقة لتحريك جهود السلام، فيما يعكف اعضاء من فتح وحماس على صوغ مبادرة لانهاء المواجهات بين الحركتين.وقالت المستشارة انغيلا ميركل لصحيفة لا ستامبا الايطالية ان الرئيس الاميركي جورج بوش الذي التقته مطلع الاسبوع "يتفق معنا بشأن حقيقة ان رباعي (الوساطة) يجب ان يقوم بدور بارز".وتتولى المانيا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي الذي يمثل احد اعضاء اللجنة الرباعية الى جانب الولايات المتحدة والامم المتحدة وروسيا.وقالت ميركل ان "الرباعي كما هو معروف اصيب بالشلل في مواجهة التطورات الاخيرة لكنه مازال الجهة الاكثر فعالية في تنسيق الجهود الدولية في المنطقة".وقالت في اشارة الى محادثاتها مع بوش "اتفقنا على ان كوندوليزا رايس في رحلتها في مطلع هذا الاسبوع يجب ان تبحث ما اذا كانت الاحوال متوفرة لعقد اجتماع جديد لرباعي الوساطة لاننا لا يمكننا ان نتدخل كوسطاء اذا لم يظهر زعماء المنطقة ارادة واضحة لوضع نهاية للصراعات.. ومن المرتقب عقد اجتماع للرباعية في نهاية كانون الثاني/يناير في باريس. وقد قررت اللجنة قبل سنة قطع المساعدات عن الحكومة الفلسطينية التي ترأسها حركة حماس طالما لم تستجب ثلاثة مطالب هي الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف واحترام الاتفاقات المعقودة. الا ان العواقب المآسوية الميدانية لهذا القرار حملت الاوروبييين على انشاء آلية مالية لاستئناف المساعدة من خلال الالتفاف على حركة حماس.وفي سياق متصل، فقد اعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان الوزيرة رايس ستغادر غدا الجمعة واشنطن للقيام بجولة في الشرق الاوسط ستخصص الى حد كبير لعملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين.وقال المتحدث باسم الوزارة شون ماكورماك ان رايس ستزور اسرائيل والاراضي الفلسطينية والاردن ومصر والسعودية والكويت بين 12 و 19 كانون الاول/يناير قبل ان تتوقف في المانيا وبريطانيا.واوضح المتحدث ان رايس لا تنوي الاعلان عن خطوات محددة خلال هذه الرحلة الشرق اوسطية. وقال "اتوقع ان تخصص هذه الرحلة لارساء اسس لتحركات مستقبلية محتملة بدلا من عقد اتفاقات محددة".وتاتي جولة رايس في وقت تتعرض الولايات المتحدة لضغوط من حلفائها العرب والاوروبيين لبذل مزيد من الجهود لحل النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني الذي يعتبر عاملا مهماً في عدم الاستقرار في المنطقة باسرها.