أفاد مراسل الجزيرة في غزة بأن الهدوء عاد إلى مختلف مناطق القطاع بعد اشتباكات أمس بين ناشطين من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وآخرين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلفت 11 جريحا. لكن المراسل أشار الى وجود حالة من التوتر في بعض المناطق الساخنة جنوب القطاع مثل خان يونس، وسط خشية من تجدد الاشتباكات بسبب استمرار حالة الاحتقان داخل صفوف فتح ومطالبة العديد من أنصارها بتنحية قيادات الحركة بعد خسارة الانتخابات أمام حماس وكذلك بسبب السجال والتجاذب بينها وبين حماس. وقال إن جهودا مكثفة تبذلها كوادر الحركتين لاحتواء الموقف رغم أن كل المراقبين يتوقعون استمرار ما سموها الهزات الارتدادية لزلزال نتائج الانتخابات التشريعية التي حققت فيها حماس فوزا كاسحا. وكانت حماس واصلت أمس احتفالاتها بالفوز، حيث نظم 20 ألفا من أنصارها احتفالا في مخيم خان يونس، وكذا فعل المئات من أنصار الحركة في باحة المسجد الأقصى في القدس. تأتي هذه التطورات في وقت يستعد فيه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل لعقد مؤتمر صحفي في دمشق ينتظر أن يتطرق فيه لإستراتيجية الحركة بعد فوزها في الانتخابات. وقال مراسل الجزيرة في العاصمة السورية إن كل الظروف المحيطة بالمؤتمر توحي بأنه سيكون متميزا عن غيره من المؤتمرات، مشيرا إلى أن نتائج الانتخابات تحمل في طياتها الكثير من المتغيرات التي يتعين على حماس التعامل معها. في السياق أكد رئيس قائمة حماس في الانتخابات إسماعيل هنية أنه اتفق مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على اللقاء خلال أيام للتشاور بشأن تشكيل الحكومة التي يفترض أن تكلف بها حماس. وقال هنية إن حماس ورغم اختلافها مع عباس سياسيا وفي الرؤية حول طريقة استعادة الحقوق وعلى المقاومة فإنها لن تكون في عراك مع مؤسسة الرئاسة. في المقابل جدد القيادي في فتح محمد دحلان رفض حركته المشاركة في حكومة تشكلها حماس. وأكد دحلان -النائب عن دائرة خان يونس- أن قرار حركته بعدم المشاركة في حكومة تقودها حماس "نهائي"، وأن فتح ستبارك للحركة الفائزة "إن أبدعت، وإن أخفقت فسيحكم الشعب على أدائها". وفي واشنطن قال الرئيس الأميركي جورج بوش إن الولاياتالمتحدة ستوقف تقديم المساعدات للفلسطينيين البالغة 234 مليون دولار إذا لم تتخل حماس عما وصفه بالعنف وعن مشروعها تدمير إسرائيل، لدى تسلمها السلطة. كما أعلن الناطق باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك, أن واشنطن ستعيد النظر في كل جوانب مساعدتها للسلطة الفلسطينية بمجرد تولي حماس السلطة. وستكون مسألة المساعدات للفلسطينيين في صلب محادثات وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس مع نظرائها في اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط بعد غد الاثنين في لندن. يأتي ذلك في وقت تستعد فيه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لزيارة إسرائيل والأراضي الفلسطينية يوم غد، وهي الزيارة الأولى لمسؤولة غربية منذ فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية. وحسب الناطق باسم الحكومة الألمانية أولريتش فيلهلم، لن تلتقي ميركل مسؤولين من حماس خلال هذه الزيارة، وستؤكد مطالبتها لأي حكومة فلسطينية قادمة بضرورة الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود والتخلي عن استخدام العنف ووجوب احترام الاتفاقات الموقعة في إطار عملية السلام. الجزيرة + وكالات