يواصل الناخبون الفلسطينيون إقبالهم على مراكز الاقتراع في ثاني انتخابات تشريعية تشهدها الأراضي الفلسطينية منذ تأسيس السلطة عام 1994. وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية أن نسبة إقبال الناخبين قبل نحو ساعتين من انتهاء التصويت بلغت 54.6% في الضفة الغربية و62.5% في قطاع غزة و30.7% في القدس الشرقية. وقال رئيس اللجنة حنا ناصر إن عملية التصويت تجري بشكل هادئ دون تلقي شكاوى تذكر، ولم يستبعد ناصر تمديد فترة التصويت عن الموعد المقرر لها وهو السابعة مساء بالتوقيت المحلي (الخامسة مساء بتوقيت غرينتش). كما أشاد النائب الأوروبي فرانسيس ورتس أحد المراقبين الدوليين المشرفين على الانتخابات أن عملية التصويت تجري بصورة جدية ولم تشهد أي مشاكل. ووافات الانباء الواصلة من غزة والضفة إن العملية الانتخابية لم تشهد أي خروقات أو تجاوزات تذكر باستثناء بعض المخالفات البسيطة المتعلقة بالدعاية الانتخابية. في حين اشار مراسل الجزيرة في القدس إلى أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت بعض المقدسين الذين قاموا بحملات دعائية لبعض القوى السياسية أو رفعوا الأعلام الفلسطينية، كما منعت متشددين قوميين إسرائيليين بينهم عضوان بالكنيست من اقتحام أحد مراكز الاقتراع. وقد أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن ارتياحه لسير الانتخابات, مؤكدا أن تشكيل حكومة جديدة هو الخطوة التالية. وقال عباس للصحفيين في رام الله إنه مستعد لاستئناف محادثات السلام مع إسرائيل حتى في حال مشاركة حركة حماس في هذه الحكومة، مؤكدا أنه إذا كان الإسرائيليون يبحثون عن شريك لهم في السلام فإن الشريك موجود. يأتي ذلك في وقت واصل فيه مرشح حركة فتح في دائرة خان يونس محمد دحلان حملته على حماس بعد الإدلاء بصوته، قائلا إنه لا يحق لهذه الحركة أن تنضم إلى مؤسسات السلطة الفلسطينية وتواصل معارضة هذه المؤسسات. وقال دحلان تعقيبا على تأكيد حماس أنها ستحتفظ بسلاحها بعد دخول المجلس التشريعي إن موضوع السلاح سيكون موضوع مناقشة في المستقبل بين السلطة وحماس. وعبر دحلان عن ثقته بتحقيق فتح نتائج أفضل من حماس في الانتخابات. وكان رئيس قائمة حماس الانتخابية إسماعيل هنية قال إن الحركة ستحتفظ بسلاح المقاومة بعد دخولها المجلس التشريعي ولا ترى تناقضا بينهما. وأكد هنية للصحفيين بعد الإدلاء بصوته في مخيم الشاطئ للاجئين في مدينة غزة أن المشكلة ليست في حماس وإنما في استمرار الاحتلال والعقلية الإسرائيلية التي ترفض الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني. من جانبه قال القيادي في حركة حماس محمود الزهار إن حركته ستسعى إلى التحالف مع القوى الفلسطينية في المرحلة المقبلة. وأضاف أن حماس ستعمل على إعمار ما دمره الاحتلال والفساد في المرحلة الماضية. وأكد الزهار للصحفيين لدى إدلائه بصوته في حي الرمال بمدينة غزة أن حماس توافق على إقامة دولة على أي شبر من الأراضي الفلسطينية دون أن تتنازل عن المطالبة "بكل فلسطين". في السياق نفسه قال نبيل شعث نائب رئيس الوزراء الفلسطيني إنه يتوقع تحولا في الموقف الإسرائيلي بعد الانتخابات المقبلة على غرار ما يحدث الآن في الساحة الفلسطينية. وأشار إلى أنه يتوقع أن تعمل الحكومة والمعارضة الفلسطينية في المستقبل على السعي لنيل الاستقلال وإحلال السلام