دعا قيادي بارز بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) اللجنة الرباعية الدولية حول الشرق الأوسط إلى الحوار دون شروط، وإلى التزام القدر الأكبر من الحيادية واحترام إرادة الشعب الفلسطيني الذي اختار حماس. كما ناشد إسماعيل هنية في مؤتمر صحفي بغزة اللجنة الرباعية عدم قطع المساعدات عن الفلسطينيين، وضخ جميع الإيرادات المالية إلى خزينة وزارة المالية الفلسطينية من أجل صرفها بما يتناسب مع أولويات الشعب الفلسطيني. وأضاف قائلا "ندعوكم إلى تفهم أولويات شعبنا في هذه المرحلة ومواصلة الدعم المعنوي والمادي من أجل الدفع بالمنطقة إلى الاستقرار بديلا عن الضغط والتوتر" وعدم التعجل بفرض شروط تتجاهل الواقع الفلسطيني. وأِشار إلى أن الإيرادات ستصرف على رواتب الموظفين ونفقات الحياة اليومية وبعض البنى التحتية، موضحا أن الرباعية يمكنها التأكد من مصارف المعونات عبر الآليات التي يتفق عليها. وقال هنية إن حماس لا تدعو إلى القطيعة مع المجتمع الدولي بل إلى التعاون لتحقيق مصالح الفلسطينيين، مشيرا إلى أن قادة الحركة تلقوا العديد من الاتصالات الدولية والعربية والإسلامية الرسمية والشعبية والحزبية تؤكد دعمها لحماس وبرنامجها للإصلاح. وجاءت تلك التصريحات فيما استبقت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس اجتماع اللجنة الرباعية، قائلة إن اللجنة وأطرافا دولية أخرى تتفق مع واشنطن بشأن عدم منح أي دعم مالي لحكومة تقودها حماس. وفي الشق الآخر من مؤتمره الصحفي، طمأن هنية الشعب الفلسطيني بأن حركته تجري اتصالات مع جميع الفصائل من أجل التوصل إلى صيغة الشراكة السياسية بالمرحلة القادمة. وأشار إلى أن حماس بصدد الانتهاء من وضع السيناريوهات المقبلة، مستندة بذلك إلى الشراكة السياسية واستكمال مشروع التحرر من الاحتلال الإسرائيلي. وأوضح هنية أن حركته تدعو جميع الفصائل الفلسطينية إلى مؤتمر للحوار الوطني يحقق المصالح الفلسطينية. وأكد دعم التعددية السياسية والانتقال السلس للسلطة واحترام حقوق الإنسان، مشددا على أن حماس ستكون سلطة على أساس تنفيذ برنامج الإصلاح والقضاء على الفساد. كما دعا إلى الهدوء والحوار وتعزيز التداول السلمي للسلطة، وسعى إلى طمأنة الشعب والأجهزة الأمنية مرة أخرى بأن حركته ستواصل العمل حسب القانون وأنه لن يكون هناك إقالات بالمؤسسات العامة للسلطة والأجهزة الأمنية التي ثارت مؤخرا عنها شائعات. وجاءت تصريحات هنية بعد أن قررت الحكومة الإسرائيلية تجميد الأموال المستحقة للسلطة الفلسطينية بذريعة الخوف من وصولها إلى من وصفتهم بعناصر "إرهابية" فيما يبدو أنها أول خطوة عملية ضد حماس التي اكتسحت الانتخابات التشريعية الأسبوع الماضي. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بالوكالة إيهود أولمرت في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية اليوم "يجب أن يكون ذلك واضحا.. لن نحول أموالا يمكن أن تمول اعتداءات إرهابية". وتلمح هذه التصريحات إلى ما بين 35 و54 مليون دولار هي حصيلة إيرادات جمركية وضريبية تجمعها إسرائيل شهريا لصالح السلطة الفلسطينية، كان يفترض أن تحول الأربعاء الماضي. وفي اجتماع حكومته أمس اشترط أولمرت للتفاوض مع الحكومة المقبلة التي ستشكلها حماس، تخلي الحركة عمّا سماه بالإرهاب واعترافها بحق إسرائيل في الوجود واحترامها للاتفاقات والتفاهمات المبرمة سابقاً مع السلطة ومجلس وزرائِها السابق. من ناحية أخرى تلتقي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الرئيس الفلسطيني في رام الله اليوم، لكنها قالت إنها لن تعقد لقاء مع أي مسؤول من حماس. وهددت ميركل أمس بأنها لن تقيم أي علاقة مع حماس إذا لم تعترف "بحق إسرائيل في الوجود" وتنبذ العنف. من جانبه أشار أولمرت بمؤتمر جمعه بميركل إلى أن بلاده وبرلين اتفقتا على منع حصول حماس على أي دعم مالي من الاتحاد الأوروبي. في تطور آخر يجري الرئيس الفلسطيني مشاورات بالقاهرة وعمّان في ضوء نتائج الانتخابات التشريعية. ووفق ما أعلن المكتب الرئاسي، يلتقي عباس العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بعد ظهر اليوم ثم ينتقل للعاصمة المصرية غدا للقاء الرئيس حسني مبارك، علما أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تزور القاهرة بعد غد.