اقر المجلس التشريعي الفلسطيني الذي تحظى حركة حماس بالاغلبية فيه يوم الثلاثاء حكومة الحركة وبرنامجها مفسحا السبيل لتوليها الحكم بعد شهرين من فوزها المفاجئ في الانتخابات البرلمانية. ونالت الحكومة الجديدة ثقة المجلس باغلبية 71 صوتا مقابل 36 صوتا. وقبل الاقتراع مباشرة تعهد رئيس الوزراء المكلف اسماعيل هنية بعدم التخلي عن الكفاح ضد اسرائيل. وقال هنية ان حماس ولدت من رحم المقاومة وستحمي المقاومة وذراع المقاومة لن تمس. وكان هنية قد القى يوم الاثنين كلمة اكثر ميلا الى التصالح حيث دعا الى "السلام العادل" في المنطقة. وهتف اعضاء حماس في المجلس التشريعي "الله اكبر". وجاء الاقتراع بالثقة في حكومة حماس في اليوم نفسه الذي اجريت فيه الانتخابات العامة الاسرائيلية التي يتوقع ان يفوز فيها رئيس الوزراء المؤقت ايهود اولمرت على اساس برنامج من شأنه ان يفرض حدودا نهائية لاسرائيل مع الفلسطينيين اذا استمر تعثر مساعي السلام. ومن المتوقع ان تؤدي الحكومة التي يراسها هنية ويغلب عليها الموالون لحماس اليمين يوم الاربعاء امام الرئيس محمود عباس. وشكلت حماس التي حققت فوزا ساحقا في انتخابات يناير كانون الثاني الحكومة منفردة بعد ن فشلت في اقناع حركة فتح وغيرها من الفصائل بالانضمام الى ائتلاف. وتبدا حماس عهدها في الحكم والسلطة الفلسطينية التي تعتمد على المساعدات الخارجية على شفا انهيار مالي. وقد يصبح من الاصعب على حماس مع التهديد الغربي بقطع المعونة دفع مرتبات ما يقدر بنحو 140 الفا من موظفي السلطة الفلسطينية ومن بينهم أفراد قوات الامن. وتقول جماعات المعونة ان الازمة المالية قد تؤدي الى الفوضى والعنف في الاراضي الفلسطينية. وسعى هنية في معرض تقديم حكومته للتصويت في المجلس التشريعي يوم الاثنين الى استمالة الغرب بقوله إن حكومته مستعدة لاجراء محادثات مع اللجنة الرباعية المعنية بالوساطة في الشرق الاوسط بخصوص احلال "السلام العادل" في المنطقة. الا ان الولاياتالمتحدة التي تشارك في اللجنة الرباعية الى جانب روسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة سارعت الى رفض اجراء محادثات مع حمس مع لم تنبذ العنف وتعترف بحق اسرائيل في الوجود وتقبل اتفاقات السلام المؤقتة. وقال هنية ان الرد السلبي يبرز ما وصفه بتحيز ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش ضد الفلسطينيين. ودعا الادارة الامريكية الى توخي مزيد من المنطقية وتفادي المواقف المتطرفة والكف عن اصدار احكام مسبقة على حكومة وصلت الى السلطة من خلال صناديق الاقتراع. ورفضت اسرائيل ايضا دعوة هنية الى اجراء محادثات للسلام قائلة انها لا ترى اي تغيير في سياسات حماس التي يدعو ميثاقها للقضاء على اسرائيل. وتقوم اسرائيل والولاياتالمتحدة بحملة تهدف الى ممارسة ضغوط على حكومة حماس حتى تغير سياساتها والا فرضت عليها عزلة اقتصادية ودبلوماسية. وقال البنك الدولي اخيرا في تقرير ان الانخفاض الشديد في التمويل الذي يقدمه المانحون قد يدفع الضفة الغربية وغزة الى ركود اقتصادي حاد. وجمدت اسرائيل بالفعل دفع ايرادات الضرائب والجمارك التي تحصلها لحساب الفلسطينيين الى السلطة الفلسطينية في محاولة لعزل حماس. ويعتمد قرابة ربع الفلسطينيين في معيشتهم على الاجور التي يتلقونها من السلطة الفلسطينية الامر الذي دفع المبعوث الدولي للشرق الاوسط جيمس وولفنسون الى التحذير من احتمال تفجر العنف إذا توقف دفع المرتبات