شن الطيران الحربي الإسرائيلي فجر اليوم غارات على شمال قطاع غزة وقصف ثمانية طرق مؤدية إلى شمال القطاع بدعوى منع إطلاق صواريخ على أهداف إسرائيلية. كما قصفت مدفعية الاحتلال منطقة عند حدود الشمالية للقطاع دون وقوع إصابات.وأطلقت المقاومة الفلسطينية أمس صاروخين من شمال قطاع غزة انفجرا في محيط بلدة سديروت الإسرائيلية، دون أن يوقعا إصابات أو أضرارا.من ناحية أخرى أعلن متحدث عسكري للاحتلال اعتقال ثلاثة ناشطين فلسطينيين خلال الليلة الماضية في الضفة الغربية بينهم عنصران من حركة المقاومة الإسلامية (حماس). القصف الإسرائيلي لشمال قطاع غزة جاء استكمالا للتصعيد الإسرائيلي المستمر في الضفة الغربية وقطاع غزة والذي خلف هذا الشهر 15 شهيدا فلسطينيا. فقد قتلت قوات الاحتلال سبعة فلسطينيين في قطاع غزةوالضفة الغربية يومي الخميس والجمعة.وفي تطور آخر انسحبت قوات الاحتلال من مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين المجاور لمدينة نابلس فجر اليوم بعد عملية عسكرية بدأت يوم الأحد الماضي وأسفرت عن سقوط ثمانية شهداء و50 جريحا إضافة إلى اعتقال 15 ناشطا فلسطينيا. وردا على "الجرائم الإسرائيلية" وعمليات التصفية في نابلس وغزة توعدت أربعة فصائل عسكرية لتنظيمات فلسطينية بالرد. وهذه الفصائل هي سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، وفصيلان من كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، ولجان المقاومة الشعبية.من ناحيته وصف الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري اعتداءات الاحتلال في نابلس وقطاع غزة بأنها جريمة حرب تستهدف مواصلة التصعيد وتقويض جهود حماس لتشكيل حكومة. وأضاف أن حماس ملتزمة بالمقاومة، مشيرا إلى أن الاحتلال "سيدفع ثمن هذه الجرائم". وإزاء هذا التصعيد في الأراضي الفلسطينية أعرب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان عن قلقه العميق. ودعا أنان في بيان للمتحدث باسمه ستيفان دوجاريك مساء أمس أطراف النزاع إلى "احترام التزاماتها فيما يتعلق بالقانون الدولي" وخصوصا حماية المدنيين.وقد بعث الرئيس الفلسطيني محمود عباس برسائل عاجلة إلى أعضاء اللجنة الرباعية الدولية بشأن الشرق الأوسط يطالبهم فيها بضرورة سرعة التدخل، كما طالب مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة عاجلة للبحث في التصعيد الإسرائيلي الأخير.وطالب الرئيس الفلسطيني بإمهال حركة حماس بعض الوقت بشأن مواقفها المبدئية من عدة قضايا، من بينها الدعوة إلى تدمير إسرائيل. وقال عباس في مقابلة مع إحدى القنوات التلفزيونية الإسرائيلية ردا على سؤال حول البند في ميثاق حماس الذي يدعو إلى تدمير إسرائيل، "إن الميثاق جيد بالنسبة للمعارضة. أما الآن فننتظر برنامج (حماس). من الأفضل أن ننتظر وسوف نرى".وأشار إلى أن "حماس تسعى لوقف إطلاق صواريخ القسام على الأراضي الإسرائيلية انطلاقا من قطاع غزة". وقد كلف عباس قبل أيام القيادي في حماس إسماعيل هنية بتشكيل الحكومة الفلسطينية المقبلة بعد فوز الحركة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية.وقد سخر هنية من تهديدات إسرائيلية باغتياله إذا شنت حماس أي هجوم على إسرائيل، قائلا إن تلك التهديدات لا تستحق الرد ومؤكدا أنه "لا يخشى التهديدات". وفي خضم هذه التطورات دعا الرئيس الأميركي جورج بوش المجتمع الدولي إلى تكثيف الضغط على حركة حماس للتخلي على موقفها المعادي لإسرائيل أو مواجهة الحرمان من المساعدات. وشدد بوش في كلمة أمام قدامى المحاربين الأميركيين أمس على ضرورة أن يستمر المجتمع الدولي في التوضيح لحماس أن "الزعماء المنتخبين بطريقة ديمقراطية لا يمكن أن يكونوا جزءا من نظام ديمقراطي في نفس الوقت الذي يتورطون فيه بالإرهاب".وفي سياق التحركات الأميركية يلتقي مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفد ولش اليوم في رام الله مع الرئيس الفلسطيني. وتندرج زيارة الموفد الأميركي في إطار الدعوات الملحة التي توجهها واشنطن إلى حماس -التي كلفت تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة- للتخلي عن السلاح والاعتراف بإسرائيل. وقادت الولاياتالمتحدة حملة متعثرة لعزل حماس منذ فوزها في الانتخابات. لكن الحركة لم تتراجع عن موقفها حتى الآن واعتبرت التهديدات الغربية بأنها تصل إلى حد الابتزاز وأنه يمكن العثور على مصادر بديلة للتمويل.وحصلت واشنطن على تعهدات من قوى كبرى مثل الاتحاد الأوروبي وروسيا بمطالبة حماس بالاعتراف بإسرائيل واحترام اتفاقات السلام. لكن موسكو وجهات أخرى وافقت على مقابلة زعماء حماس كما لم يتعهد سوى قليل من الدول بإنهاء المساعدات للسلطة الفلسطينية التي تعتمد على المعونات عندما تشكل حماس الحكومة. ومن المقرر أن يزور وفد من حماس بقيادة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل موسكو في الثالث من الشهر القادم وفق بيان نشر على موقع الحركة على الإنترنت.