أكد أحمد قريع رئيس الوزراء الفلسطيني في مؤتمر صحفي عقده اليوم السبت التزام الفلسطينيين بالهدنة غير الرسمية مع إسرائيل واتهم اسرائيل بمحاولة دفع الفلسطينيين إلى الاقتتال.وشدد قريع بعد ساعات من غارتين إسرائيليتين على غزة أعقبهما قصف لمدينة سيديروت، على التزام الفصائل والشعب الفلسطيني بالتهدئة، معتبرا أن ما تقوم به إسرائيل عمل تدميري سيتباحث بشأنه مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التي ستزور المنطقة بعد أيام.وادان قريع "المحاولات الإسرائيلية للدخول في حياتنا الداخلية ومحاولة خلط الأوراق وتصعيد الموقف والدفع إلى اقتتال فلسطيني داخلي".واعتبر أن الحكومة الإسرائيلية تسعى إلى استبعاد السلطة الفلسطينية عن عملية الانسحاب المتوقعة الشهر المقبل عن قطاع غزة، مؤكدا أن العدوان الإسرائيلي هو العقبة الوحيدة في طريق تطبيق التهدئة.ودعا قريع الفلسطينيين إلى الامتناع عن أي أعمال تظهرهم وكأنهم منقسمون، معربا عن تمسكه بوزير داخليته نصر يوسف الذي دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى عزله بعد تصدي قوات الأمن الفلسطيني لناشطيها الذين كانوا يستعدون لقصف أهداف إسرائيلية.وكانت حماس قد طالبت أمس بإقالة وزير الداخلية بعد اشتباكات بين ناشطيها وقوات الأمن الفلسطيني في غزة أدت إلى مقتل ثلاثة مدنيين وجرح 21 بينهم ستة من رجال الأمن.غير أن الحركة عادت وتراجعت في تصريحات للمتحدث باسمها سامي أبو زهري للجزيرة اليوم حيث اعتبر أن الاستقالة ليست شرطا مسبقا لتطويق الأزمة.وتأتي تصريحات رئيس الوزراء الفلسطيني بعد ساعات من قيام مروحيات إسرائيلية بإطلاق صواريخ صباح اليوم السبت على ورشتين في مدينة غزة وخان يونس وسط القطاع في سياق التصعيد ضد الناشطين الفلسطينيين منذ عملية نتانيا التفجيرية الثلاثاء الماضي.وردت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس بإطلاق صاروخين لم يوقعا إصابات على مدينة سيديروت جنوب إسرائيل. واعتبرت الكتائب في بيان عملية القصف ردا على الغارات الإسرائيلية التي استهدفت ناشطيها في غزة وسلفيت ونابلس في الضفة الغربية والتي أدت إلى استشهاد ستة منهم.واستهدفت صواريخ المروحيات الإسرائيلية في غزة اليوم ورشة لتصليح الدراجات النارية، فيما أصابت ورشة للحدادة في منطقة القرارة بخان يونس مما أدى إلى إصابة فتى وطفلة.وقبل ذلك كانت مروحيات إسرائيلية أغارت على مواقع عدة لحماس في غزة وموقعا للبحرية الفلسطينية مما أسفر عن إصابة فلسطيني بجروح خفيفة.وكان شهود قد أشاروا إلى حشود عسكرية إسرائيلية مساء أمس شمال قطاع غزة، في إشارة إلى احتمال وقوع اجتياح بري للقطاع. إلا أن وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن مصادر مقربة من وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز تصريحات استبعد فيها القيام بعملية برية خاصة مع قرب الموعد المحدد للجلاء الإسرائيلي عن القطاع.وفي طولكرم تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حظر التجوال على المدينة وقراها لليوم الرابع على التوالي، فيما ينفذ الجنود الإسرائيليون عمليات دهم وتفتيش تم خلالها اعتقال شابين من حركة حماس ومحاصرة منزل ناشط من كتائب شهداء الأقصى وسط المدينة.في غضون ذلك دعت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الجمعة وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز إلى ضبط النفس.وذكر شون ماكورماك المتحدث باسم رايس -التي ستزور المنطقة الأسبوع المقبل- أن الأخيرة تحدثت مع موفاز بعد سلسلة الغارات التي شنتها المروحيات الإسرائيلية في الضفة وغزة.وأضاف ملمحا إلى اتصال أجرته رايس قبل يومين مع رئيس السلطة محمود عباس "كما ترون من خلال هذه التحركات, فنحن نجري محادثات مع الجانبين ونشجعهما على اتخاذ الخطوات المناسبة لاستعادة النظام والهدوء".